يدخل الوضع في المحافظات الجنوبية منحى خطيراً مع تكرار اغتيال قادة أمنيين ومحاولات تحويل مدينة عدن المدنية وبعض المحافظات إلى ساحة تلعب فيها ورقة « القاعدة » لتصفية خصومات سياسية ومواجهة الحراك الجنوبي . ويبدو ان استخدام الورقة الأمنية في إدارة الصراعات ومواجهتها صارت تحتل اولويات استراتيجية النظام اليوم خصوصا منذ حادثة اقتحام مبنى الامن السياسي بعدن من قبل عناصر قيل أنهم من القاعدة . وخلال الفترة الأخيرة برزت حوادث استهداف قادة امنيين في الجنوب ، سرعان ما لوحت وسائل إعلام السلطة إلى وقوف القاعدة أو الحراك وراءها . والخميس الفائت أعلن مسلحون مجهولون قتل المقدم صالح أمذيب ضابط في الأمن السياسي بمدينة زنجبار محافظة أبين، فيما قتل العقيد في الجيش عبد الله المطري بالرصاص أمس الاول الاحد في منطقة باتيس بمديرية خنفر بالقرب من وحدة الجيش التي يعمل بها . وأعلنت السلطات أن الشرطة اعتقلت 4 من القاعدة والحراك الجنوبي للاشتباه بعلاقتهم بمقتل المقدم بجهاز المخابرات صالح أمذيب الخميس الماضي في زنجبار . اللعب بورقة القاعدة أعلن عنها الرئيس علي عبدالله صالح صراحة في مقابلته لقناة روسيا ، في إشارة واضحة لسياسة النظام الجديدة في استخدام ورقة الارهاب المدعوم مكافحته امريكيا كخيار اساسي لادارة الصراع مع الاخر . كلام صالح هذا نفاه الناطق الرسمي بأسم احزاب المشترك محمد صالح القباطي وقال ان كلام الرئيس مردود عليه ، وان مطلب أحزاب اللقاء المشترك واضح وعلني ولايحتمل الإلتباس وهو إطلاق سراح المعتقلين السياسيين على ذمة الحراك السلمي في الجنوب وعلى خلفية الحرب في صعدة وكذا الصحفيين وذي الرأي والتعبير، وهو ما وعد به الرئيس في بيانه المعلن عشية 22 مايو المنصرم وأطلق على أساسه عدداً من الصحفيين، إلا انه تم تجميده لاحقاً . على صعيد آخر يجهز الحراك الجنوبي لإقامة فعالية كبرى يوم غدا الاربعاء في ذكرى انتهاء حرب صيف 94م وقرر ما يعرف بالمجلس الأعلى للحراك السلمي أحد مكونات الحراك الجنوبي بمحافظة الضالع إلغاء الإضراب الشامل الذي كان مقررا امس الاثنين في عموم محافظات الجنوب إلى الاربعاء المقبل لإقامة فعالية كبيرة في مدينة عدن احتجاجا على الوضع الذي اتى نتيجة لحرب 94م . وخلال ليل يومي الجمعة والسبت الماضيين شهدت منطقة جحاف بمحافظة الضالع تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن واتباع الحراك المحتجين على استحداث نقاط عسكرية في المنطقة . وحسب احصائية لموقع نيوز يمن الاخباري فأن شهر يونيو الفائت كان الاكثر دموية في محافظة الضالع ، حيث لقى 14 مدنيا وعسكريا مصرعهم فيما اصيب حوالي 40 آخرين في حوادث متفرقة . ناهيك عن تعرض المدينة لقصف مدفعي في سابقة خطيرة الحقت الضرر ب75 منزلاً . ويزاد السخط في الشارع الجنوبي لتردي الخدمات العامة حيث شهدت مدينة عدن تظاهرة للعشرات مساء السبت الماضي احتجاجا على انقطاع المياه فيها ، واحراق المحتجون الاطارات وقطعوا الطرقات ، قبل أن تفرقهم قوات الامن