في خطوات متسارعة لامتصاص هبة الغضب الشعبية التي بدأت ولم تهدأ في تونس اقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الحكومة ودعا لاجراء انتخابات مبكرة خلال ستة أشهر. وفي محاولة لاحتواء الغضب الشعبي العارم في البلاد ،أعلنت الحكومة التونسية قبل اقالتها اليوم الجمعة عن قائمة بأسعار مخفضة للسلع الرئيسية. وذكر التليفزيون التونسي أن هذه الخطوة تأتي تنفيذا لقرار الرئيس زين العابدين بن علي الذى اتخذه أمس. وخرج آلاف التونسيين اليوم الجمعة في العاصمة ومختلف الولاياتالتونسية للمطالبة برحيل زين العابدين بن علي في غداة كلمة تهدئة لرئيس الدولة هدفت الى إنهاء حركة احتجاجية لا سابق لها. وفي العاصمة التونسية تتواصل منذ الصباح التظاهرات والتجمعات في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي دون تدخل الشرطة. وبعد ان بدأت بعشرات المتظاهرين ما لبثت التظاهرات ان جمعت المئات، ثم آلاف المتظاهرين المحتجين وهي لا تزال متواصلة. ويهتف المتظاهرون "انتفاضة مستمرة وبن علي برة" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"الشعب يريد استقالة بن علي" و"لا لا للطرابلسية (عائلة زوجة الرئيس ليلى الطرابلسي) الذين نهبوا الميزانية". ويرددون النشيد الوطني التونسي رافعين يافطات كتب على بعضها "بن علي ارحل". وجرت تظاهرات مماثلة في العديد من المدن التونسية الاخرى بحسب مراسلي وكالة فرانس برس ونقابيين. وسقط 13 قتيلا مدنيا برصاص قوات الامن مساء الخميس بعد القاء الرئيس زين العابدين خطاب تهدئة، بحسب ما افادت مصادر طبية الجمعة وكالة فرانس برس. واوضح المصادر ذاتها "لقد تم نقل جثامين ثلاثة اشخاص اصيبوا بالرصاص الى مستشفى الكرم القريب من العاصمة في حين نقل عشرة آخرين الى مستشفى شارل نيكول في تونس". واكد الحصيلة مصدر طبي آخر شارك صباح الجمعة في التظاهرة الحاشدة وسط العاصمة والتي فرقتها الشرطة مستخدمة القنابل المسيلة للدموع والهراوات. وحاولت الشرطة تفريق المتظاهرين في تونس العاصمة مستخدمة قنابل مسيلة للدموع وهراوات ، وفرق عشرات من عناصر الامن نزلوا من حافلات بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع الاف المحتجين في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة عند محاولة عدد كبير من المتظاهرين القيام بتجمع آخر امام وزارة الداخلية. وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي تعهد في خطاب مساء الخميس بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014، وقال إنه لن يعدل البند الخاص بسن الترشح للانتخابات الرئاسية، و دعا إلى التهدئة ووقف إطلاق النار على المتظاهرين، مؤكدا انه قد فهم جيدا مطالب المتظاهرين و الأحزاب والتيارات المعارضة. و قال بن علي في خطابه "لن أقبل بأن تسيل قطرة دم اخرى من دماء التونسيين"، منوها إلى أنه يرفض ان يسقط المزيد بسبب العنف ف"الامر إجرام و حرام"، على حد تعبيره. وأعلن الرئيس التونسي انه قرر اعطاء "الحرية الكاملة للاعلام بكل وسائله والانترنت" في تونس، مؤكدا ان "العديد من الامور لم تسر" كما ارادها وخصوصا "في مجالي الديموقراطية والاعلام".