صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحديد الموقف المبكر للتنظيم الناصري من حركة 13 يونيو التصحيحية 1974م
نشر في الوحدوي يوم 10 - 08 - 2012

قبل قيام حركة 13يونيو التصحيحية 1974م كان الشهيد ابراهيم الحمدي يعد نفسه إعدادا كاملا في الجوانب الثقافية والسياسية، وكان يتابع ويقراء أحدث إصدارات الكتب في مختلف المعارف بشغف ، وكأنه على موعد مع القدر للقيام بدور البطل للدور التاريخي الذي ينتظره، وعندما كان يزور القاهرة تكون مكتبة مدبولي بميدان طلعت حرب مقصده الأول.
العلاقة بين التنظيم والأخ ابراهيم الحمدي قبل الحركة:
أ‌العلاقة على مستوى الداخل:
بعد نشر المحاضرة التي ألقيناها صباح يوم الأربعاء الموافق 13يونيو 2012م بالمركز الثقافي – قاعة الربادي بمحافظة إب بعنوان دور حركة 13يونيو التصحيحية في تأسيس وبناء الدولة اليمنية الحديثة في الندوة التي نظمها فرع التنظيم بمحافظة إب، التقينا مساء يوم الخميس الموافق 14يونيو2012م بصنعاء بالأخ المناضل العميد عبد الله محسن العليبي – وهو من الشخصيات الأولى التي التحقت بتنظيم الطليعة العربية عام 1966م وقال:" سمعت انك نشرت في الأنترنت مقال حول حركة 13يونيو والعلاقة مع الشهيد ابراهيم الحمدي والمعلومات عن هذه العلاقة كلها موجودة عندنا مافيش أحد بعرف عنها ولا في أحد يسألنا عنها والمفروض ترجعوا لنا".
وقلنا له نحن نشرنا المعلومات التي نعرفها من بداية العلاقة مع الرئيس ابراهيم الحمدي في القاهرة قبل الحركة وحتى انعقاد المؤتمر الوطني العام الخامس وعرضنا له ملخصا عنها، وقلنا له حدثنا الآن عن المعلومات التي لديك ليتم تضمينها الورقة.
فتحدث الأخ عبد الله العليبي وقال:" قبل الحركة بسنة تقريبا استدعاني الأخ ابراهيم الحمدي وركبت معه في السيارة وكنا لوحدنا فقط وتوجهنا إلى ضواحي صنعاء (منطقة القدائد) حيث مبنى الأمن السياسي حاليا وكانت المنطقة أرض بيضاء وبعضها زراعية ، وتحدثنا عن أشياء كثيرة سياسية وقضايا عامة ، ثم قال بكلمات واضحة ومحددة ((يجب أن تعرف انني معكم ومنكم واليكم وأنا سندكم ولكن من غير وجود علاقة تنظيمية وفي سرية تامة وهذا لمصلحتكم))، بعد هذا اللقاء قمت بإبلاغ قيادة التنظيم بصنعاء الإخوة : سالم السقاف ومحمد احمد العفيف مسئولي التنظيمي واحمد سيف حميد، وقامت القيادة بدراسة الموضوع والاحتمالات المختلفة واتخذت قرار بأن أقوم بتجميد نشاطي التنظيمي لمدة شهر تحرزا من اية اختراقات أورصد وأن أستمر بالتواصل مع الأخابراهيم، وفعلا استمريت بالتواصل معه إلى مابعد قيام الحركة عندما تبلورت العلاقة بشكل أوضح".
ب – العلاقة على مستوى الخارج:
في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر1973م وصل إلى القاهرة الأخ العقيد ابراهيم الحمدي قادما من ليبيا واجتمع في مقر إقامته بفندق شيراتون القاهرة بالأخوين ياسين عبده سعيد رئيس رابطة الطلاب اليمنين بالقاهرة وعلي عبد الله سعيد الضالعي عضو الهيئة الإدارية للرابطة، وقد تحدث لنا الأخ علي عبد الله سعيد في وقت سابق عن تفاصيل مادار في هذا اللقاء فقال :
(( اتصل بنا الدكتور عبد الرحمن البيضاني وقال الأخ ابراهيم الحمدي يريد مقابلة بعض قيادة الرابطة، فوافقنا على اللقاء وحضرنا بالموعد المحدد، وكان اللقاء ودي للغاية، وقد صادف موعد هذا اللقاء مع احتجاجات الطلاب اليمنين بالقاهرة على تجديد اتفاقية الطائف مع السعودية، وكان بداية حديث الأخ ابراهيم الحمدي عن اعتصام الطلاب والاحتجاجات وقال: هل تعتقدوا انكم تستطيعوا أن تعيدو نجران وجيزان وعسير بالمنشورات؟ هذا وهم ليس للبيانات او الكلام أي تأثير على مجريات هذه الأمور، الدور الحقيقي هو مايستطيع الشباب والقوى السياسية الوطنية عمله في التأثير الإيجابي داخل البلاد بشكل عام وعلى مستوى المحافظات بشكل خاص، كان يتحدث معنا بشفافية عالية ويوجه اسئلة مباشرة مثل ماذا لديكم من مشاريع؟ مع من تتحالفوا؟ ماذا تريدوا؟ كيف تمارسوا نشاطكم السياسي؟ وكنا نتكلم معه بتحفظ شديد بسبب إننا كنا نمارس عملنا التنظيمي بسرية تامة، وقلنا له نحن مستقلين ونمثل القطاع الطلابي في القاهرة (شمالا وجنوبا) ونتفاعل مع كل قضايا بلادنا ونتابعها ونقول رأينا بصراحة وشجاعة ضد النظام في الشمال وضد النظام في الجنوب وندفع ثمن هذه المواقف، فقال الأخابراهيم : "ليش تقولوا مستقلين ؟ وماتقولوش الحقيقة ، لماذا لاتقولوا نحن ناصريين ؟، لاتعتقدوا انكم وحدكم الوطنيين والقوميين، هناك أناس مثلكم في الداخل وربما أكثر منكم إيمان وحماس وعندهم رؤى وتطلعات عليكم أن تتحسسوهم أن تتلمسوا الطريق اليهم، إخرجوا من هذه القوقعة نحن حريصين عليكم وعلى التواصل المستمر معكم".
ثم يواصل الأخ علي عبد الله حديثه: كان هذا الكلام مفاجأة كبيرة لنا ولم نكن نتوقع سماعه من أحد أركان النظام في الشمال بالرغم من معرفتنا عن بعض صفات الرجل في الوطنية والنزاهة وتميزه عن الآخرين، وبالرغم من شعورنا في مصداقية حديثه ودفئه إلا إننا بقينا نتراوح بين الشك واليقين، فذهبنا للأخ عيسى محمد سيف وطرحنا له كل ما دار في اللقاء وهو يستمع بإنصات واهتمام، ثم قال لنا الأخعيسى بالحرف الواحد "هذا إنسان غير عادي وسيكون له شأن كبير وكل ماطرحه يؤخذ في الاعتبار".
وثاني يوم قيام الحركة 14يونيو1974م استدعانا الأخعيسى وقال أعيدوا لي الحوار الذي جرى معكم، وبعد ذلك أمرنا أن نرسل فورا من الرابطة برقية تهنئة وتايئد لرئيس مجلس القيادة العقيد ابراهيم الحمدي وأعضاء مجلس القيادة، وقمنا بذلك)).
العلاقة بين التنظيم وقيادة الحركة بعد الحركة:
أ‌على مستوى الداخل:
واصل الأخ عبد الله محسن العليبي حديثه معنا في 14يونيو2012م عن علاقة التنظيم مع الرئيس ابراهيم الحمدي وقال: " بعد قيام الحركة اجتمعت قيادة التنظيم في صنعاء يوم 14يونيو1974م واتفقوا على توجيه تهنئة وأعدوها وقمت بحملها وتقديمها يوم 15يونيو إلى الأخ العقيد ابراهيم الحمدي رئيس مجلس القيادة حيث أصطفيت في طابور المهنئين وأخبرت الشخص الذي يقف خلفي في الصف وكان من الزملاء أن يتأخر قليلا عندما أسلم على الرئيس، وعندما قمت بتسليمه التهنئة في ظرف قلت له الإخوة في القيادة يبلغوك تحياتهم ويطلبوا منك تحديد موعد للقاء معهم ، ورد على الفور غدا مقيل عندي في البيت، وبعد ظهر يوم 16يونيو حضر إلى منزل الأخ الرئيس الإخوة: سالم السقاف وعبد السلام مقبل ومحمد احمد ابراهيم وانا حضرت معهم ولكن لم أدخل الاجتماع معهم كوني لست عضوا في القيادة الذي استمر لمدة ثلاث ساعات تقريبا، بعدها استمر التواصل والاجتماعات خاصة بعد عودة الأخ عيسى محمد سيف من القاهرة إلى صنعاء.
وبعد قيام الحركة مباشرة قمت بعمل كبير كان محل امتنان وتقدير الرئيس ابراهيم الحمدي، حيث قمنا بالتنسيق مع مشائخ وأعيان قبائل وعلى رأسهم الشيخ قائد منصر حكم شيخ السودة لعقد مؤتمرات شعبية مؤيدة للرئيس والحركة في كل من الروضة والمعمر وميدان التحرير، وأعمال أخرى ليس مجال ذكرها هنا".
ب‌على مستوى الخارج:
بمناسبة الذكرى الثانية عشر لثورة السادس والعشرين من سبتممبر1962م أقامت رابطة طلاب اليمن (شمالا وجنوبا ) بالقاهرة مساء 26سبتمبر 1974م حفلا خطابيا وفنيا في قاعة نقابة الصحفين بالقاهره ، والقى سكرتير الرابطة الأخ علي عبد الله سعيد الضالعي كلمة الرابطة – نظرا لسفر رئيس الرابطة محمد سعيد ظافر إلى اليمن في مهمة – وقد تضمنت الكلمة – التي أعدها الأستاذ عيسى محمد سيف – تحليلا شاملا للأوضاع السياسية في الساحة اليمنية منذ قيام الثورة وحتى قيام حركة 13 يونيو التصحيحية 1974م وحددت الكلمة في نهايتها موقف الرابطة – الذي يعتبر موقف التنظيم باعتبار إن الرابطة كانت الواجهة السياسية للتنظيم – الذي تمثل في النقاط العشر وهي كالآتي:
(( ... إن هذا الحدث (حركة 13 يونيو التصحيحية 1974م) بالرغم من خطواته الأولية فانه بدأ يخلص شعبنا من بعض المتاعب المتوارثة من حركة 5 نوفمبر .. لكنه وهو مازال وليدا فإن ملامحه مازالت غير متبلوره .. وقسماته غير محدده ..وطبيعة الاستقرار في صنع القرار السياسي أواتخاذه وتحمل مسئوليته مازالت غير واضحة .
وتصورنا نحن طلاب القاهرة كجزء من جماهير شعبنا اليمني لحدث 13يونيو1974م ومساره على ضؤ الصورة السابقة نحدده بالنقاط الآتية:
أولا: إننا نؤيد هذا الحدث الجديد ونعتبره امتدادا لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وتمسكا وتطويرا لمبادئها وانتصارا لأهدافها الوطنية والقومية.
ثانيا: اننا نطالب بضرورة السيادة الكاملة لبلادنا ، ونشجب أي عمالة لأي نظام عربي أو اجنبي، ونرحب بالتعاون والصداقة مع الجميع دون مساس بكرامتنا، أو الإساءة الى أرضنا، لأننا نفضل أن نكون أسيادا على أرضنا فقراء خير لنا من أن نكون اغنياء تبع.
ثالثا: نطالب بتثوير الجيش على أسس من الضبط والربط العسكريين وغرس الولاء للوطن كله، بدلا من أن يصبح الجيش قوى تتنازعها القبائل وولأها، على حساب الولأ المطلق للوطن.
رابعا: نطالب بأهمية التغيير الإداري من عناصر كفئه وقادرة ، والعمل على وضع سياسة رشيدة لإنماء المشاريع الاقتصادية، والاستفادة من الاستثمارات العربية والأجنبية في المجالات ذات الأولوية والأهمية الخاصة في البلاد، والعمل على تغيير العلاقات الاجتماعية، والإطار الثقافي السائد في المجتمع ، وتوسيع قاعدة التعليم وتشجيع دور المرأة وإطلاق طاقات الشباب.
خامسا: نطالب بضرورة وجود تنظيم شعبي وطني ، تحتشد فيه كل الامكانيات البشرية القادرة على أسس من الوعي، بحيث يستطيع التنظيم هذا أن يقوم بتحريك الجماهير بعد الوعي والتعبئة صوب أهداف الثورة اليمنية الخالدة، وانه لابد لهذا التنظيم حتى يحقق دوره أن تتوافر له المقومات الرئيسية المطلوبة له قبل قيامه، ابتدأ من تحديد الخط الفكري الوطني والقومي الواضح الذي لابد من وجوده، ثم الكادر الوطني الشاب القادر على استيعاب هذا الفكر، وبلورته للجماهير الوطنية والشعبية، مرورا بلائحة داخلية تنظم العلاقة بين أعضائه، ووصولا إلى برنامج وطني محدد بمرحلة زمنية معينة يحدد فيه طبيعة المهام التي ينوي انجازها خلال هذه الفترة المحددة.
سادسا: إنه من أجل أن يتحقق ذلك لابد من الحرية المسئولة والالتزام بها من قبل القيادات السياسية الوطنية في بلادنا، حتى تكون قدوة بالفعل وليس بالكلمة، كما انه لابد من تحقيق العدل الاجتماعي، وتكافؤ الفرص بين المواطنين،وخلق نوع من التوازن الاجتماعي ، وتطبيق شعار الرجل المناسب في المكان المناسب.
سابعا: إننا نطالب القيادة السياسية في صنعاء العمل على تحقيق الوحدة اليمنية باعتبارها مطلبا وطنيا للشعب اليمني كله، وباعتبارها قضية استراتيجية لاتقبل التكتيكات من قبل النظام الارهابي الانفصالي الماركسي في الجنوب أو بعض القوى الرجعية الحاقدة المتخلفة في الشمال.
ثامنا: إنه من أجل تطبيق ذلك كله لابد من أن تستقر الأمور في صنعاء لصالح الخط الوطني القادر على تنفيذ هذه المطالب ، والمستعد على النضال من أجلها، وإن هذا الاستقرار المرجو مازال أمامه شوط ليس بقصير حتى يستطيع الخط الوطني أن يحسمه لصالح الوطن، وينتصر فيه، ويمضي بعد ذلك نحو تحقيق أهداف الشعب اليمني العظيم.
تاسعا:إننا ضد كل صراع متخلف يؤدي ببلادنا بمزيد من الفرقة والحساسية والأحقاد، كما إننا ضد عمليات الاغتيالات الهوجاء والتخريب الحاقد، والتناحرات المفتعلة باسم الصراع الطبقي، كما إننا ضد الأمرض الطائفية والحزبية اليسارية الدموية واليمين الرجعي العفن.
عاشرا: إننا مع نضال شعبنا الوطني بكل قواه المخلصة من أجل الثورة واستمرارها ، ومن أجل الجمهورية وانتصارها، بقيادة المقدم ابراهيم الحمدي الذي يتطلع اليه شعبنا اليمني الآن بأن ينتصر لالأمه وطموحاته وآماله، وإننا نقف نحن طلاب القاهرة معه كجزء من شعبنا اليمني وهو يناضل من أجل تحقيق هذه النقاط العشر، كما إننا سوف نقف ضده في حال خروجه عن النضال من أجل هذه النقاط العشر، التي تحدد موقفنا من الحدث، ونقف معه بعد ذلك ضد أية محاولات لاتمكنه من الاستمرار في هذا الطريق الوطني وانتصاره الأكيد)). وثيقة رقم(3)
إن موقف الرابطة هذا كان له دورا كبيرا في صياغة العلاقة الموضوعية والنضالية المستقبلية بين قيادة الحركة وقيادة التنظيم،التي تطورت وتعمقت أثناء المسيرة الثورية للحركة ، هذه العلاقة التي ساهمت في بلورة مشروع وطني قومي متميز للتغيير الثوري الفعال ووضع الأسس والخطوات العملية لبناء الدولة اليمنية الحديثة التي ينشدها ويتطلع اليها كل ابناء الشعب اليمني في شطريه.
وكان موقف الرابطة – التنظيم – محل تقدير كبير عند الرئيس ابراهيم الحمدي ، وقد عبر عن ذلك في أحد الاجتماعات مع الإخوة قيادة التنظيم بقوله : بحسب الرواية التي سمعتها من الشهيد عيسى محمد سيف – " اني اعتبر موقفكم في برقية التهنئة وبيان الرابطة مثل شخص كان مسافر وعانى من ضنك ومشقة السفر وانقطع عليه الزاد، فاذا هو فجأة يلتقى بشخص يقدم له كسرى من الخبز، فهذه الكسرى من الخبز في ذلك الوقت تساوي الدنيا وما فيها، وانتم كنتم هذا الشخص، وبالنسبة لموقف الآخرين أمثله بشخص يكون متخم من الأكل ويتم دعوته إلى وليمة فيها مالذ وطاب من المأكولات ولكنه لن يستمتع بأي شي من تلك الأطعمة".
وقد تطورت العلاقة مع الحركة بعد بيان الرابطة بشكل متسارع على مستوى الداخل وعلى مستوى الخارج ويمكن الإشارة إلى أهم تلك المحطات بإيجاز شديد كالآتي:
1في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر1974م وصل إلى القاهرة الأخ محمد محمد النزيلي السكرتير الشخصي للرئيس ابراهيم الحمدي، وهو رجل دمث الخلق وعلى مستوى المسئولية من جميع الجوانب، وكان الرئيس موفقا في اختياره بهذا المنصب .
2في 14ديسمبر التقينا بالأخ محمد النزيلي – بصفتي رئيس الرابطة الطلابية – وكان هو على علم إننا كنا نحن والأخ ياسين عبده سعيد مسئول شئون الطلاب بالرابطة في الأشهرالسابقة (يوليو أغسطس سبتمبر) في صنعاء نتابع قضايا الطلاب والمنح واحتياجات الرابطة وعقدنا حينها عدد من اللقاءات مع الأخ الاستاذ احمد جابر عفيف وزير التربية والتعليم ، ومع الأخ المقدم يحي المتوكل عضو مجلس القيادة ووزير الداخلية ، والذي كان سفيرا بالقاهرة قبل قيام الحركة، وكان من أكثر الأشخاص معرفة وتفهما للمشاكل التي يعاني منها طلاب القاهرة من الشطرين ومتعاطفا مع طلباتهم ، وكان حريصا أن يوصل صوتنا ومطالبنا إلى مجلس القيادة وأن يساعد في تسهيل بعض أعمالنا، وقد أبلغنا الأخمحمد النزيلي تحيات الأخ الرئيس ابراهيم الحمدي ولكل طلاب القاهرة وقال إن الأخ الرئيس مهتم بحل كل مشاكل طلاب القاهرة وانه قد أبلغ الجهات المعنية بالاهتمام بذلك، وقام بتسليمنا مبلغ ألف جنيه مصري دعم من الرئيس لأنشطة الرابطة وأن هناك مبلغ خمسمائة جنيه اخرى سترسل للرابطة، وطلب منا ان نطرح له المشاكل العاجلة للطلاب التي تحتاج حلول سريعة وهو مكلف بمتابعتها شخصيا. وفعلا تم خلال عامي 75و1976م حل مشاكل الطلاب الدارسين بجمهورية مصر العربية حيث تم اعتماد منح جديدة للطلاب (من الشمال والجنوب) الذين كانوا بدون منح دراسية، وكذا زيادة منح الطلاب في المرحلة الأولى 1975م من عشرين جنيه إلى خمسة وعشرين جنيه ثم في المرحلة الثانية من خمسه وعشرين جنيه إلى أربعين جنيه، وكذا اعتماد التأمين الصحي لكل الطلاب، وشراء مقر جديد للرابطة في حي الدقي، واعتماد مخصص شهري لإنشطة الرابطة. وثيقة رقم(4) رسالة الرئيس ابراهيم الحمدي إلى سكرتير الرابطة محمد سعيد ظافر
3في مساء 26ديسمبر1974م ألقى الأخ عيسى محمد سيف محاضرة هامة في مقر الرابطة حول الناصرية (الفكر التنظيم الجماهير) وكانت محاضرة قيمة وفي غاية الأهمية أوصلت رسائل واضحة ومحددة لكل المعنيين في الشأن السياسي على مستوى الداخل والخارج ، وحضرها عدد كبير من المثقفين والسياسين اليمنين والعرب.
4في ليلة شتوية ممطرة في القاهرة 28ديسمبر1974م وبترتيب مسبق قام به الأخ عبد الحفيظ المحبشي عضو الهيئة الإدارية للرابطة – تم عقد اجتماع في مقر إقامة الأخ محمد النزيلي بالجيزة في مكان قريب من مقر الرابطة، حضر الاجتماع الأخوة: عيسى محمد سيف ومحمد سعيد ظافر وعبد الحفيظ المحبشي،واستمر الاجتماع إلى ساعة متأخرة من الليل وكان الحديث والنقاش مركز حول الوضع السياسي في اليمن ودور حركة 13يونيو والتحديات التي تواجهها،وكيفية عمل الإصطفاف الوطني لنصرتها، والمشاركة الحقيقية معها، وكان الأخالنزيلي حريصا أن يدون الكثير من الملاحظات، كما كان حريصا أن يسمع من الأخعيسى متى سيكون أقرب وقت لعودته الى اليمن.
5في 28يناير1975م سافر الأخ عيسى من القاهرة إلى صنعاء.
6في شهر فبراير 1975م بصنعاء عقد أول لقاء جماعي بين قيادة الحركة وقيادة التنظيم حضر اللقاء من جانب قيادة الحركة الإخوة : 1 المقدم ابراهيم الحمدي 2 الرائد عبد الله عبد العالم 3 الرائد علي قناف زهرة، ومن جانب قيادة التنظيم الإخوة: 1 عيسى محمد سيف 2 سالم محمد السقاف 3 عبد السلام محمد مقبل 4 محمد احمد العفيف،وكما أخبرنا بعد ذلك الأخ محمد النزيلي انه هو الذي قام بالترتيب لعقد هذا الاجتماع.
7بعد اللقاء الأول تواصلت اللقاءات الجماعية والثنائية بين الجانبين بصورة مكثفة ، ولم تقتصر تلك الاجتماعات على مناقشة القضايا السياسية والفكرية وانما تجاوزتها للمشاركة الميدانية في معترك الإصلاح والتغيير والبناء من خلال الحضور والمشاركة الفعالة لكوادر التنظيم بلجان التصحيح المالي والإداري والتعاونيات والجهاز الحكومي والصحافة والإعلام.
8بناء على نتائج الحوار بين قيادتي الحركة والتنظيم تم عقد المؤتمر الوطني العام الرابع (الإستثنائي) للتنظيم في 1975م بصنعاء بدعوة من القيادة التنفيذية للإطلاع على التقرير المقدم للمؤتمر عن مراحل الحوار التي تمت بين قيادة التنظيم وقيادة الحركة والنتائج الإيجابية التي أثمرها الحوار في الوصول إلى اتفاق على الكثير من القضايا والرؤى المستقبلية والمفاهيم الفكرية والأسس العملية للمشاركة في تحقيق اهداف وطموحات حركة 13يونيو التصحيحية،وقد أقر المؤتمر النتائج التي تم التوصل اليها في الحوار، كما أقر تشكيل إطار وطني (غطاء للتنظيم الأصل) تحت مسمى (الاتحاد الشعبي اليمني) ومواصلة الحوار مع الرئيس ابراهيم الحمدي تحت هذا المسمى ، وتكليف عناصر محددة من قيادة التنظيم – للحفاظ على السرية التامة باستكمال قضايا الحوار وصولا إلى الانضمام للتنظيم الأصل، كما قام المؤتمر بانتخاب الأخ سالم محمد السقاف امينا عاما للتنظيم والأخ عبد السلام محمد مقبل امينا مساعدا والأخعيسى محمد سيف عضوا في القيادة التنفيذية ومسئولا عن التخطيط والحركة السياسية.
9في 15 ابريل 1976م تم استكمال اجرءات انضمام الأخ الرئيس المقدم ابراهيم محمد الحمدي إلى عضوية التنظيم الناصري (تنظيم الطلائع الوحدوية اليمنية)، كما أقرت القيادة التنفيذية لاعتبارات موضوعية عديدة اضافة الأخالمقدم ابراهيم الحمدي والأخ الرائد عبد الله عبد العالم الذي كان عضوا في التنظيم منذ 1967م إلى عضوية القيادة التنفيذية للتنظيم.
1في الفترة 294151977م عقد المؤتمر الوطني العام الخامس للتنظيم بمدينة الحيده (بمنزل الأخ عبد العزيز سلطان طاهر المنصوب مدير مؤسسة الكهرباء في الحديدة حينها) بمشاركة الأخ الرئيس ابراهيم الحمدي – وكاتب هذه السطور كان أحد أعضاء هذا المؤتمر ومقعده على يسار مقعد الرئيس بالصدفه وليس بترتيب مسبق وتم في هذا المؤتمر انتخاب الأخعيسى محمد سيف امينا عاما للتنظيم والأخ سالم محمد السقاف امينا مساعدا، وبعد انتخاب أعضاء اللجنة المركزية من المؤتمر انتخبت اللجنة المركزية في اجتماعها الأول الذي عقد في منزل الأخ الرائد عبد الله عبد العالم بصنعاء بعد أسبوع تقريبا من بين أعضائها بقية أعضاء القيادة التنفيذية للتنظيم من الإخوة: ابراهيم محمد الحمدي – بعد رفضه الترشح لمنصب الأمين العام عبد السلام محمد مقبل ، عبد الله عبد العالم،محمد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.