ويتهمون أمريكا بالمشاركة في قصفهم بعد أكثر من شهر على تورط السعودية في المواجهات مع الحوثيين الذين يقاتلون الدولة منذ خمس سنوات دون تحقيق ما كانت أعلنته من عدم إيقاف العمليات العسكرية إلا بعد إجبار الحوثيين على الانسحاب عشرات الكيلومترات عن الشريط الحدودي، فقد بات هذا الأمر صعبا على الجيش السعودي الذي كلما طال أمد الحرب يزداد حرجه بفقدانه لمواقع كانت تحت سيطرته، خاصة بعد إعلان المقاتلين الحوثيين وصولهم إلى موقع الجابري السعودي والاستيلاء على ما فيه من عتاد وقبلها جبال الدخان والرميح والمدود، ففي تطور جديد للقتال على الحدود اليمنية السعودية، فتح الحوثيون جبهة جديدة للمواجهات مع القوات السعودية في قرية الجابري، الواقعة داخل الاراضي السعودية. وقال بيان للقائد الميداني للحوثيين عبدالملك الحوثي إن مقاتليه سيطروا على موقع الجابري العسكري السعودي وأنهم استولوا على كامل عتاده وآلياته وأجهزة الاتصالات والمراقبة العسكرية وكذلك وسائل النقل العسكري" موضحا أن ذلك "يأتي ردا على استمرار القصف السعودي على الأراضي اليمنية واستهدافه المباشر للمدنيين والمواطنين الأبرياء العزل من أبناء صعدة" غير ان التلفزيون السعودي نفى ذلك وقال إن القوات السعودية أحبطت محاولة للمتمردين الحوثيين للاستيلاء على قرية داخل أراضي المملكة" مضيفا إنها قتلت عددا غير محدد منهم دون إيراد أي تفاصيل إضافية. وفيما كانت بيانات الحوثي الأسبوع الماضي تحاول إثارة الشكوى لدى الجهات السعودية حول أداء الجيش اليمني وأن جبهات القتال الداخلية تشهد نوعا من الهدوء فقد زعم هذا الأسبوع أن الجيش السعودي قصف في الأيام الماضية موقعا عسكريا يمنيا في منطقة المنزالة وسقط أكثر من 21 جنديا. وكان الجيش السعودي قال إن الحوثيين يواجهونه بزي عسكري يمني. واتهم الحوثيون الجيش اليمني بالتغاضي عن القصف الذي تعرض له المعسكر التابع له في المنزالة من الطيران السعودي، حيث أشاروا في بيان إلى أن السلطات اليمنية "تتفرج حتى على مواقعها العسكرية وهي تقصف بالطيران السعودي، كما حدث مؤخرا في معسكر المنزالة، حيث سقط أكثر من عشرين جنديا وأحرق المعسكر ودمر المستشفى العسكري بداخله". ويسعى الحوثيون للاستيلاء على جبل تويبل السعودي، حيث ذكرت المعلومات أن قذائف الهاون الحوثية تستهدف منذ أمس الأول هذا الجبل السعودي المحاذي لمديرية شدا بصعدة. في حين لا تزال المعارك الطاحنة مستمرة بين الجيش السعودي والمقاتلين الحوثيين في جبل المدود. الغارات الجوية السعودية المكثفة لم تحقق أهدافها سوى إلحاقها الضرر بالمواطنين بحسب الحوثي الذي أشار إلى أن الطيران السعودي شن الأحد الفائت عشر غارات جوية على شمال وشرق مدينة ضحيان ويسنم والعشاش، مجددا اتهامه للسعودية باستخدام قنابل "محرمة تنبعث منها غازات سامة انتشرت في أجواء المنطقة لفترة طويلة" وقال بيان للحوثي "إن ثلاث نساء وطفل لقوا مصرعهم جراء سقوط قنبلة ثقيلة على منزلهم" مشيرا إلى أن القصف السعودي امتد إلى مديرية غمر. وفي حين قال الحوثي إن الجيش السعودي حاول الزحف على موقع الجابري السعودي لاستعادته إلا أن مقاتليه كسروا هذا الزحف، نفى الجيش السعودي ذلك وأكد بالمقابل أن قتالا عنيفا يدور في المنطقة. ونقلت صحف سعودية مطلع الأسبوع الحالي عن مصادر عسكرية قولها "إن القوات البرية السعودية ومروحيات الأباتشي المقاتلة تخوض قتالا ضد المقاتلين الحوثيين عند موقع الجابري على الحدود اليمنية وأنها تمكنت من صد محاولات الحوثيين للتسلل عبر الحدود، مؤكدة أنه "لا يستطيع أي متسلل الاقتراب إلى الحدود السعودية" ومن يريد الاقتراب ما عليه إلا الاستسلام أو الموت". من ناحية أخرى اتهم مسئولون سعوديون الحوثيين باستخدام النساء دروعا بشرية وهي تهمة موازية لاتهامات السلطات اليمنية للحوثيين باستخدام الأطفال دروعا بشرية. وزعم المسئولون السعوديون أن قواتهم تمكنت من تخليص نساء يمنيات استخدمهن الحوثيون كدروع بشرية. وعلى صعيد التفاعلات الخارجية لحرب صعدة بدأت الاتهامات العربية لإيران بدعم التمرد في صعدة تخفت خاصة بعد إعلان الخارجية الأمريكية عدم وجود أدلة مؤكدة تدين إيران وهو ما أثار ارتباكا واضحا لدى السلطات اليمنية التي وجهت الاتهامات مرارا لمرجعيات شيعية إيرانية بدعم الحوثيين وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط (جيفري فيلتمان): "ليس لدى أمريكا أي دليل على أن إيران تدعم المتمردين الشيعة الذين استولوا على بعض الأراضي السعودية" مضيفا "تحدث العديد من أصدقائنا وشركائنا إلينا عن احتمال وجود دعم خارجي للمتمردين في اليمن وسمعنا الافتراضات عن الدعم الإيراني للحوثيين لكن ليست لدينا أي معلومات مؤكدة عن هذا الأمر" ناصحا الجميع بعدم المبالغة في الجانب الطائفي للصراع وحث جميع الأطراف على إبقاء القضية قاصرة على اليمن". المسؤول الأمريكي تحدث بذلك على هامش مؤتمر إقليمي للأمن عقد في البحرين بعد أن كان مدير مكتب رئيس الجمهورية ورئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الآنسي قال إن الحوثيين يحصلون على الدعم من إيران وأن اليمن لديها أدلة على ذلك. وأضاف في حلقة حوارية تلفزيونية "توجد علامات وأدلة على تدخل إيراني" لكنه قال إنه لا يمكن أن يدخل في تفاصيل بشأن هذه المؤشرات مع وسائل الإعلام" وكانت السلطات اليمنية أعلنت في أكتوبر الماضي احتجاز سفينة تحمل أسلحة مرسلة إلى الحوثيين واعتقال طاقمها الإيراني، غير أن إيران قالت حينها إن هذا الأمر مختلف وقال العميد علي محمد الآنسي على هامش المؤتمر الإقليمي البحريني للأمن إن السفينة الإيرانية ربما لها صلة بإريتريا مؤكدا "أن آخر سفينة كانت إيرانية وصلت إلى ميناء ميدي" من ناحيته قال وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة "إن تدريب الحوثيين يظهر أن لديهم دعما خارجيا" وأضاف "إن الضلوع الخارجي في الحرب ليس محل شك". وعلى خلاف التأكيدات الإيرانية بأن الحرب التي يشنها الجيش اليمني والسعودي على الحوثيين حرب ضد الشيعة هاجم أحد المرجعيات الدينية الإيرانية الحوثيين وهو ما جعل تصريحاته تلقى اهتماما من وسائل الإعلام الرسمية اليمنية. وقال المرجع الديني الإيراني عبدالكريم موسوي أُرد بيلي، إن أحداث اليمن ليست حربا ضد الشيعة، مشيرا إلى أن الحوثيين زيديون وعلاقتهم بإيران غير جيدة ولديهم علاقات بالقاعدة. وشغل الموسوي رئيسا للقضاء الإيراني من عام 1981م وحتى عام 1989م، وترك طهران وأقام في قم وأسس جامعة المفيد للدراسات الدينية وهو منتقد لحكومة أحمدي نجاد ولديه علاقة جيدة بقيادة حزب الله في لبنان. من جهة أخرى يخيم الوضع الحدودي اليمني السعودي الملتهب على قمة الخليج الثلاثين المنعقدة في الكويت وهو ما يبدو من خلال حديث وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح لصحيفة "الحياة" الذي أوضح بأنه للمرة الأولى ومنذ زمن بعيد تعقد قمة خليجية في وقت تقوم أثناؤه دولة من دول مجلس التعاون باشتباك عسكري مسلح مع طرف خارجي في إشارة إلى السعودية واعتبر الصباح أن الوضع "يتطلب عدم معالجة هذا الامر من الجانب العسكري" مؤكدا أن اتخاذ موقف قوي وداعم للسعودية التي دخلت في الرابع من نوفمبر الماضي خط المواجهات العسكرية مع الحوثيين بعد مقتل جندي سعودي على أيدي المتسللين يعد من المسلمات". وقد حمل وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي رسالة من رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح إلى أمير الكويت وعبره إلى القمة وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن الرسالة توضح لقادة دول المجلس حقيقة ما يدور في صعدة والجنوب. وبالنسبة لموضوع إيران فإنه لن يغيب عن القمة بالرغم من تأكيدات وزير الخارجية الكويتي عدم حضور أي مسئول إيراني القمة وقال الصباح "في حال فرضت عقوبات على إيران، لا شك في أن المنطقة ستدخل في احتقان جديد وبغض النظر إن كانت إيران تشكل خطرا أم لا فإن قضية الملف النووي الإيراني تشكل مصدر قلق وتحدياً أمنياً على دول المنطقة".