تزداد يوماً بعد آخر تعقيدات الأوضاع في المحافظات الجنوبية، خاصة في ظل تصاعد أعمال العنف المسلحة واتساع رقعتها والتي لم يعد يعرف فيها نشاط الحراك من عمليات القاعدة أو الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والعسكرية إزاء ما يجري. .مطلع الأسبوع الجاري أقدم مسلحون مجهولون على اغتيال عقيد بالأمن السياسي بمحافظة حضرموت، بعد أسبوعين من حادثة مماثله قتل فيها أحد زملائه من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية. وبحسب المعلومات فإن مسلحين أطلقوا النار على العقيد عبدالعزيز مبارك بوعابس وهو داخل محل تجاري لشراء مستلزمات منزله ، في حي الغليلة بمدينة المكلا، حيث أصابته 3 طلقات في مؤاخرة رأسه. وكانت أسرته -زوجته واثنان من أولادة - تنتظره على متن سيارته أمام المحل شاهدت واقعة قتله، حيث كانا في طريقهماإلى المنزل..وسمع صراخهم عندما شاهدوا والدهم مضرجاً بالدم. وحسب شهود عيان أنهم شاهدوا 3 أشخاص وقت الحادث أحدهم أطلق النار، ثم لاذو بالفرار. وشرعت السلطات الأمنية بفتح تحقيق بالجريمة،و فرضت طوقاً أمنياً في المنطقة ، لكنها لا تزال تجهل هوية الجناة الذين لاذوا بالفرار عقب إطلاقهم النار على العقيد عبدالعزيز مبارك. وكان مسلحون قتلوا قبل ثلاثة أسابيع الضابط بأمن حضرموت عبد العزيز باشراحيل. وفي محافظة عدن، التي كانت تعد إلى ماقبل شهر آمنة نسبياً مقارنة بمحافظات الضالع ولحجوأبين ، لكنها باتت حالياً ضمن المساحات التي امتد إليها العنف ، فبعد أيام من تفجيرات استهدفت نادي الوحدة ، قالت وزارة الداخلية ان الشرطة أحبطت مخططا يستهدف تفجير عدة مواقع في المدينة. وقالت الوزارة -عبر موقعها على الانترنت- إن قوات الامن اعتقلت ستة من المشتبه بهم خططوا لشن هجمات في عدن وحاولوا تنفيذ أنشطة تخريبية لزعزعة استقرار المحافظة. وأن هؤلاء ضمن خلية مكونة من ثمانية أفراد دون أن تذكر ما إذا كانت هذه الخلية تتبع تنظيم القاعدة أو جهة أخرى. وكشفت عن أن مشتبها به يبلغ من العمر 30 عاما اعترف بأنه حاول وضع كيس بلاستيكي يحتوي على عبوة ناسفة زنتها 1800 جرام مع مفجر وساعة توقيت في احد المواقع. ولفتت الداخلية اليمنية الى ان اجهزة الامن لاتزال تلاحق اثنين من اعضاء الخلية في حين تم القبض على 6 من أفرادها في احد احياء المدينة. وفي سياق متصل بدأت المحكمة الجزائية المتخصصة بعدن الأحد الماضي محاكمة 5 متهمين بالتورط في التفجيرات التي استهدفت نادي الوحدة قبل اسبوعين، وأدى إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 آخرين. وكان حادث التفجير أثار ارتباك السلطات التي تستعد لاستقبال وفود خليجي عشرين ، وهو ما بدا واضحاً من خلال تضارب التصريحات الرسمية بشأن الحادث بين نفي وقوعه وتأكيده ومن ثم توجيه اصابع الإتهام للقاعدة وللحراك بالوقوف وراءه. بالمقابل فإن الحراك الذي نفى أي صلة لأتباعه بأعمال العنف المسلحة وبينها تفجيرات نادي الوحدة أعاد التهمة نحو السلطة دون أن يستطع تبرئة المحسوبين عليه من المشاركة في مثل هذه الأعمال غير أنه يشير إلى أن الأجهزة الأمنية توعز لأفراد الإنخراط في نشاطات الحراك والقيام بأعمال عنف من أجل تشويه سمعة الحراك وايجاد مبرر لقمعه. وأواخر الأسبوع الفائت شهدت محافظتا الضالع ولحج مظاهرة جماهيرية حاشدة رفع فيها المشاركون صور المعتقلين من أنصار الحراك . وطافت مظاهرة لحج في الشوارع الرئيسية للمدينة وحملت أعلام الجنوب وصور علي سالم البيض . وفي الضالع رفعت صور فارس عبدالله صالح أحد أخطر المطلوبين أمنيا والمتهم بتفجير نادي الوحدة بعدن والذي راح ضحيته 4 أشخاص. وقالت مصادر في الحراك إن رفع صور فارس كونه متهم لم تثبت إدانته، مؤكدين إدانتهم للحادث الذي وقع في نادي وحدة عدن. ومؤخراً وجد الحراك نفسه محاصراً بتهم عديدة وأفراده هدفاً للعصابات المسلحة وقد عثر الخميس الماضي على جثة أحد أنصاره مقتولا بمحافظة الضالع ويدعى محضار صالح حسن المشرقي. ولم يتمكن الأمن من التحقيق في حادثة مقتل المحضار الذي سارع الحراك لدفنه عقب العثور على جثته مباشرة واخترقت جسم محضار رصاصة من الخلف وخرجت من منطقة القلب، وفقا لشهود عيان شاهدوا الجثه. ومحضار أحد نشطاء الحراك الجنوبي واعتقل من قبل الأجهزة الأمنية لشهور، وتم إطلاق سراحه في العفو الرئاسي الاخير في 22مايو الماضي. وفي محافظة لحج اعترض مسلحون من أنصار الحراك موكب محافظ لحج "محسن النقيب" أثناء ما كان متجها إلى مخيم خرز للاجئين السبت الفائت وبرفقته وفد الأممالمتحدة لتسليم بعض المساعدات للاجئين الصومالين المتواجدين في المخيم. وقالت مصادر محلية إن مسلحي الحراك من قبائل الصبحية أجبروا موكب المحافظ على العودة إلى مدينة عدن قبل أن يتدخل اللواء العسكري المرابط في تلك المنطقة ويرفع حالة الحظر التي فرضها المسلحون على طول الخط العام وفي التلال المحاذية. يأتي هذا بالتزامن مع تواجد نائب وزير الداخلية، رئيس اللجنة الأمنية العليا لخليجي 20 اللواء الركن صالح حسين الزوعري بمحافظة عدن الذي توجه ذات اليوم إلى المحافظة للإشراف الميداني على الإجراءات والترتيبات الأمنية في محافظات (عدن، أبين، لحج) لحماية وتأمين فعاليات البطولة .وكان الزوعري قد وصف الحالة الأمنية للمحافظات الثلاث التي ستجري عليها فعاليات المهرجان الكروي بأنها في أفضل حالاتها، معربا عن ارتياحه للإجراءات والتدابير الأمنية في تلك المحافظات. ومع اشتداد حالة الأوضاع في الجنوب فقد قلص الحراك من نشاطاته باستثناء الفعاليات التي تأتي كردود أفعال ، ومن ذلك تسييره لتظاهرة الأحد الماضي في مديرية حالمين بردفان تنديداً بمحاولة اغتيال فاشلة تعرض لها القيادي في الحراك محسن طوئره الخميس الفائت. ورفع المشاركون في التظاهره التي شارك فيها عدد من قيادات ونشطاء الحراك بردفان على رأسهم الدكتور ناصر الخبجي والعميد صالح قايد راجح ومحمود سيف مقبل، أعلام دولة الجنوب سابقاً وصور علي سالم البيض ولافتات تندد بما وصفوه "إرهاب نظام صنعاء ضد قيادات ونشطاء الحراك". يشار إلى إن سيارة تابعة للقيادي في الحراك محسن طوئره قد انفجرت في وقت متأخر من مساء الخميس في منطقة حبيل ريدة بمديرية حالمين التابعة لمحافظة لحج وذلك أثناء ما كانت واقفة أمام منزله بمنطقة حبيل ريدة، لم تخلف أي إصابات بشرية". وفيما لم تعرف هوية الجناة إلا أن مصادر مقربة من الحالمي اتهمت الأمن بالوقوف وراء الانفجار،مدللة على ذلك بأن تفجير السيارة تم عن بعد، وأن الحادث فيما يبدو رسالة للحالمي بسبب أنشطته في الحراك. وبحسب معلومات صحفية فإن الناشط الحالمي يعد أحد أبرز جامعي التبرعات من الجنوبيين في الداخل والخارج، لتمويل الأنشطة الاحتجاجية التي تقوم بها قوى الحراك الجنوبي.