سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد أن حاولت المعارضة والسلطة تجيير الانتصار على القاعدة لصالحها..قائد اللواء 25 ميكا لا دخل لي بالمناكفات السياسية بين السلطة والمعارضة ولست مع الثورة ولا ضدها
يبدو أن تنظيم القاعدة في اليمن لايملك الخبرات والتجارب التي يملكها نضيره في افغانستان ومن الخسائر التي تلقاها في مديريات أبين في الآونة الأخيرة سواء البشرية أو على مستوى الأرض تتضح حقيقة عدم إدراكه للأرض التي يقف عليها وكذا حجم مناصريه وقدراتهم القتالية وقبل ذلك مدى ثبات حلفائه من مشائخ ورجال القبائل الذين تحولوا ضدهم وكانوا السبب في تنامي خسائرهم وإخراجهم من مناطق كانت تمثل محط انطلاق ونفوذ وإمداد لهجماتهم التي استمرت طوال الشهور الماضية ومن حجم الأسماء وأهميتها التي لقت حتفها في المواجهات الأخيرة يتأكد أن ماأعدوه كان للمواجهة الأخيرة من أجل السيطرة على الأرض وإعلان انطلاق دولة الخلافة الإسلامية وربما كان ذلك اتكالا على ضعف الدولة وبداية انحسار نفوذها من محافظات تم إسقاطها صعدة الجوفمأرب الضغط القبلي والعسكري وبمساعدة استخباراتية ولوجستية على القاعدة جعلها تتخذ قرارا بتنفيذ عملية انتحارية في عدن لمحاولة التخفيف من هذا الضغط حتى وإن ضحت بأحد عناصرها المهمين وهو القاعدي السعودي الشهراني و كشف مصدر قريب من تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» ل «الحياة» أن الانتحاري الذي فجر نفسه بسيارة مفخخة أول من أمس في رتل عسكري أمام إحدى ثكنات الجيش في عدن (جنوب) سعودي الجنسية يدعى تركي سعد محمد قليص الشهراني الملقب ب «البتار» وقال المصدر في اتصال هاتفي مع «الحياة» في صنعاء إن الشهراني لم يكن مدرجاً على قائمة المطلوبين للأجهزة الأمنية اليمنية، وانه كان تسلل إلى اليمن من السعودية قبل فترة، وتمكن من الالتحاق بتنظيم «القاعدة» قبل أن يلقى حتفه الأحد في عملية انتحارية أدت الى مقتل 9 عسكريين يمنيين على الأقل وجرح أكثر من عشرين آخرين. وفي الرياض، قالت مصادر مطلعة إن الشهراني هو المطلوب رقم 8 في قائمة ال 47 للمطلوبين في خارج المملكة، وأشارت الى أن السلطات اليمنية التي جرى إبلاغها بوجوده على أراضيها عرضت مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يساعد في القبض عليه. إلى ذلك، قالت مصادر محلية في أبين أن خمسة مسلحين ينتمون الى «القاعدة» بينهم أسامة الفضلي، نجل الشيخ طارق الفضلي، قتلوا في اشتباكات مع رجال القبائل في منطقة لودر أمس. وأضافت أن القبائل المساندة لوحدات الجيش احتجزت ستة مسلحين آخرين من التنظيم. وأشارت إلى أن مديرية لودر تشهد هدوءاً حذراً بعد انسحاب العديد من المسلحين المتشددين الى خارجها. ومع أن المواجهات في ابين يتداخل فيها عناصر القاعدة والمسلحون من الحراك وعصابات التقطع والنهب التي تستفيد من غياب الدولة فإن عناصر القاعدة هي التي اصبحت في المواجهة مع الجيش والقبائل والذي حتى هذا الصراع لم يخل من محاولة تجييره من قبل المعارضة باعتبار أن اللواء 25 ميكا يأخذ توجيهاته من قائد الفرقة وإن القبائل هي مناصرة للثورة بغرض حرمان الدولة من تحقيق الانتصار على القاعدة وكذا التقرب من أمريكا باعتبارها الأقدر على مواجهتها ويمكن الثقة بها فيما لم يصدر بيان من الإصلاح أو المشترك ضد ماتقوم به القاعة وفي هذه القضايا كشف قائد اللواء 25 ميكا العميد محمد الصوملي المرابط على مشارف مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين في لقاء نشرته صحيفة الشرق الأوسط كثيراً من القضايا المتعلقة بمعركته مع المقاعدة حيث كشف أن الصراع بين اللواء وبين عناصر «القاعدة» ليس وليد اللحظة، بل هو صراع طويل،وقال لقد "اشتدت المطاردات لهذه العناصر منذ عام حينما بدأنا تعقبهم في منطقة لودر في شهر أغسطس (آب) من العام الماضي، ثم بعد ذلك في مدينة جعار، التي كانوا يتمركزون فيها، وانتهاء بأحداث زنجبار التي بدأت في 25 مايو (أيار) الماضي، حين فوجئنا في اللواء بسقوط جميع الأجهزة الأمنية والإدارية دون أدنى مقاومة تذكر. ومن ثم تسلم تنظيم القاعدة معظم المنشآت والعتاد الذي كانت يتبع تلك الأجهزة الحكومية. وبعد أن تم لهذه العناصر ما أرادت من الاستيلاء على زنجبار والسيطرة على العتاد والمنشآت العسكرية والمدنية، بدأت عناصر «القاعدة» بشن هجوم عنيف وشامل على اللواء 25 ميكا لإجباره على الاستسلام والسيطرة على معداته الحربية، وقد بدأ هذا الهجوم في يوم 30 مايو الماضي، غير أن أفراد اللواء تمكنوا من صد الهجوم الكثيف، وأجبروا هذه العناصر على التراجع إلى قواعدها التي انطلقت منها. وفي تاريخ 11–6–2011 كررت «القاعدة» محاولاتها للاستيلاء على المعسكر بهجوم أكثر كثافة، غير أنهم فوجئوا بمقاومة، ما كانوا يتوقعونها، حيث تم قتل العشرات منهم على أيدي أبطال اللواء الذين فضلوا الصمود على الانسحاب وترك أبين لتلك العناصر الخارجة عن الدين والأعراف. وقد انسحبت «القاعدة» بعد فشل هجومها على اللواء مخلفة العشرات بين قتيل وجريح. وقد كان هذان الهجومان هما أكبر المحاولات المبذولة من قبل «القاعدة» للسيطرة على اللواء، ثم بعد ذلك استمروا يمارسون أعمال القنص ونصب الكمائن والهجمات المتقطعة الخفيفة، بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في هجماتهم على معسكر اللواء. واستغرب الدعم البشري الذي يتلقونه قائلا: إنه أمر يبعث على الاستغراب.. مؤكدا: إننا في مواجهاتنا معهم نقتل العشرات منهم، غير أننا نفاجأ أننا كلما قتلنا منهم عددا كبيرا جاءهم مدد بشري من محافظات حضرموتومأرب وريمة والبيضاء ورداع ومن صعدة، وعناصر من مصر والسعودية والصومال، مشيرا إلى إن عدد عناصر «القاعدة» التي تنتمي لمحافظة أبين ذاتها قليل جدا مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تأتي من المحافظات الأخرى. وقد وظفت «القاعدة» أطفالا لقتالنا دون سن الثامنة عشرة. هذه عناصر لا أخلاق لها. لقد تواصلت مع منظمات الهلال والصليب الأحمر لإسعاف بعض جرحانا، الذين لم يستطع المستشفى داخل اللواء استيعابهم، وطلب المسؤولون في هذه المنظمات الدولية مهلة للتواصل مع هذه العناصر من أجل تأمين الطريق وضمان سلامة الأطقم الصحية التي ستأخذ الجرحى إلى مستشفيات عدن، ولكن المسؤولين في الهلال والصليب الأحمر عادوا إلينا وقالوا إن المسلحين لم يسمحوا للأطقم الصحية بنقل الجرحى وإسعافهم، وهذا مخالف للدين الإسلامي والأعراف والقوانين الدولية. وعن مايعرفه عن القاعدة أوضح أن هذه العناصر لا قيادة لها، مجاميع شتى من مناطق بل ومن دول مختلفة، همها القتل، تتمسح بالدين، وفيهم من يجهل الدين بشكل كبير. بعضهم من المتطرفين، وبعضهم عناصر قبلية ليس لها هدف، ليس لهم هدف واضح ولا قيادة واضحة، وكثير منهم أطفال مدفوعون بحماس للقتال، وبعضهم تم شراؤهم بالمال. وحتى القيادات المعروفة في أبين، مثل خالد عبد النبي، لدي معلومات بأنه لا يقاتل معهم. كما أكد خبر مقتل عوض وعائض الشبواني القياديين في تنظيم القاعدة مؤكدا أن تأكيدات متطابقة من أبين بقتلهما، ومن مأرب وإنهما دفنا فيها. واعتبر حصول القاعدة على الأسلحة أمراغير محير، بارك الله في زملائنا في الأمن العام والنجدة والأمن المركزي الذين انسحبوا من المحافظة، وتركوا كل العتاد العسكري وراءهم غنيمة سائغة لعناصر «القاعدة»، وهو عتاد ضخم لا تزال هذه العناصر تتحصن به وتشن به هجماتها علينا، بأسلحة زملائنا. وعن دوافع الانسحاب قال: «الله أعلم». ورفض اتهام زملائه بالتواطؤ مع «القاعدة» وزاد: "ولا أشكك فيهم، ولا أتوقع هذا الأمر، ولكن يمكن أن نقول إنه الجبن والخوف الذي أصابهم بعد أن خرج المحافظ ووكلاؤه ومديرو العموم من زنجبار، الأمر الذي أثار الهلع والخوف في نفوس الكثير من أفراد وقيادات الأجهزة الأمنية، ففضلوا الهروب على مواجهة «القاعدة». . وإذا كان الأمن العام والنجدة قد قاموا ببعض المناوشات وحوصروا من قبل عناصر «القاعدة»، فإن الأمن المركزي انسحب دون أي مواجهة، وهذا أمر مخجل. وأكد مواصلته قتال القاعدة باعتبار أن واجبنا الوطني والديني والأخلاقي أمام الله والوطن وأمام المحافظة لا يسمح لنا أن نتخذ خطوة مثل هذه، هذا نوع من الهروب والجبن الذي لا ترضاه لي أخلاقي العسكرية ولا يرضاه كذلك زملائي من ضباط وأفراد اللواء. وقد اجتمعت مع ضباط اللواء وقلت لهم بالحرف الواحد: لن ننسحب، لن نسلم أسلحتنا ل«القاعدة»، لن يتحدث الناس أننا انهزمنا أمام عصابات مسلحة تتلبس بالدين ولا علاقة لها به. وقلت لهم عن نفسي إنني سأقاتل حتى يأتي فرج من الله أو أستشهد ولو لم يبق معي أحد. وما زال هذا موقفي ولن أتزحزح عنه، وصلنا مدد أم لم يصل. أقول لك هذا اللواء حاجز بين هذه العناصر المسلحة والوصول إلى عدن، ولو ننسحب أو نستسلم فسوف يدخلون عدن اليوم الثاني، ومنها إلى بقية المحافظات، ولك أن تتصور مستقبل البلد إذا سيطرت عليه هذه العناصر الهمجية المسلحة. لا، لن نقوم بعمل جبان كهذا. وأرجع عدم إمداد مهدي مقولة له إلى سيطرة الخوف والتردد على قيادة المنطقة جراء عدم التخطيط، وكشف أن بعض الوحدات العسكرية قدمت لفك الحصار وتزويد اللواء بالمواد التموينية، ولكن هذه الوحدات للأسف الشديد وقعت في كمائن في الطريق، ودارت اشتباكات مع عناصر من «القاعدة» أثناء توجه تلك الوحدات لنجدتنا، الأمر الذي انتهى بهزيمة هذه الوحدات وسيطرة «القاعدة» على كل العتاد العسكري الذي كان مع تلك الوحدات، وكثير من هذا العتاد من الأسلحة الثقيلة. وبدلا من أن يكون خروج هذه الوحدات في صالحنا كان خروجها في صالح «القاعدة». لدينا وعود واتصالات من اللواء مهدي مقولة التي تتكرر في اتصالاته: «غدا نكون عندكم»، ويأتي الغد ولا يأتي أحد، عدا بعض الوحدات التي تصل إلى وادي دوفس، مع أنهم قد وصلتهم وحدات من قوة مكافحة الإرهاب إلى عدن. وعما إن كان هناك تواطؤا ضد اللواء 25 ميكا قال قائده العميد محمد الصوملي: لا دليل على ذلك، لا أشك في أحد، نحن نتمنى أن تأتينا تعزيزات عاجلة لنصرة أفراد اللواء، ولكننا لا نريد أن نسيء الظن بزملائنا في القوات المسلحة. ربما لم تصلنا تعزيزات من عدن لخوفهم على عدن نفسها من دخول عناصر «القاعدة» إليها، ففضلوا الاحتفاظ بالقوة في عدن، أنا لا أعرف على وجه الدقة لماذا. الله أعلم. ونفى وصول أي امداد أو مساعدات من قيادة المنطقة الشمالية الغربية وقائدها علي محسن وقال أن القبائل تحركت مؤخرا، ولكن ليس بالشكل المطلوب. قبل خمسة أيام تحركت بعض القبائل من مودية ولودر والوضيع، بدأوا يتحركون ويقطعون خطوط الإمداد على عناصر «القاعدة» المتمركزة في مدينة زنجبار. ونحن نريد لهذه القبائل أن تأخذ دورها في الحرب على «القاعدة»، لأن ابن المنطقة يعرف ظروف المنطقة أكثر من القوات النظامية. كما أنهم يستطيعون تمييز المسلحين ويعرفون من أين جاءوا وإلى أي القبائل ينتمون. وهذا يساعد في سرعة التخلص من هؤلاء المسلحين الإرهابيين. وحول ماإذا كان ينتمي للثورة الشعبية قال: أنا قائد عسكري، لا دخل لي بالمناكفات السياسية بين السلطة والمعارضة، أنا مكلف بحماية البلاد من «القاعدة» وغيرها، ولا أتدخل في الشأن السياسي، لي تواصل مع القوات المسلحة التي تسمى بالمنشقة وبالقوات التي لم تنشق، ولي علاقة مع كل الناس حتى مع الشباب، لكني لا أؤيد الثورة، ولست ضدها. وعن مايقال عن اتصال الرئيس به كي ينسحب من أمام القاعدة أكدلا، لم يحصل هذا إطلاقا، ويشهد الله على ما أقول، لم يحصل أن اتصل بي رئيس الجمهورية ليأمرني بالانسحاب. ولك أن تعلم أنني لن أنفذ اليوم أو غدا أي أمر بالاستسلام. مؤكداً على معنوية جنود اللواء العالية وعدم الاستسلام للقاعدة قائلا: لو لم يبق إلا أنا لقاتلت وحدي، لا خيار لنا إلا مواصلة قتال هذه العناصر الإجرامية، ولدينا من العتاد العسكري ما يمكننا من الصمود، وإرادة الصمود لدينا أقوى من الأسلحة. المشكلة بالنسبة لنا تكمن في التموين؛ في الماء والغذاء. وأشار إلى أن الأميركيين قاموا بإنزال بعض المؤن عن طريق الجو. وإن البحرية اليمنية قصفت بعض تحصينات «القاعدة» يوما واحدا، لكن المطلوب أكثر من ذلك. ووجه نداء لقيادة وزارة الدفاع بسرعة إرسال تعزيزات عسكرية وتموينية لنجدة اللواء 25 ميكا، الذي يعد حجر عثرة أمام تقدم «القاعدة» إلى عدن، ونقول لمن يراهن على استسلام اللواء: إننا لن نستسلم وسنقاتل جميعا، ولو لم يبق إلا أنا لقاتلت هذه العناصر حتى الموت.