محللون يشككون في حقيقة القرار ولم يستبعدوا بأن يكون خلاف الخلان يتجه الاتحاد اليمني لكرة القدم نحو تطبيق برامجه العشوائية إلى مزيد من حكمه الانفرادي المزاجي تجاه كرة القدم اليمنية، التي أخفقت أيما إخفاق خلال الأربع السنوات الأخيرة والتي مارس فيها (الاتحاد) أنواعاً شتى من الممارسات بحق نزاهة الرياضة وأخلاقياتها المتعارف عليها دوليا، الأمر الذي أدى إلى انتكاسات متتالية تعرضت لها المنتخبات الوطنية (ناشئين، شباباً، أولمبي، كباراً). وبتلك التي يقول عنها اتحاد القدم إنه حقق نجاحات منقطعة النظير ساد الشارع الرياضي اليمني الغضب الجارف، والذي طالب بتعجيل رحيل قيادة الاتحاد الحالية، زادت مطالبهم أكثر عقب انتهاء الموسم الكروي المنصرم نتيجة لما قيل إن هناك تلاعباً بنتائج المباريات، هدفت إلى خدمة أندية ضد أخرى، تجلت صورتها أكثر في المباراة الختامية بين أهلي صنعاء وهلال الحديدة بطل الدوري بقرار رئيسه رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم. خروقات القيم التي مورست ضد الرياضة اليمنية، دفعت القيادات المطلعة على بواطن الأمور إلى تقديم احتجاجها ضد الاعمال البعيدة عن أخلاق وقيم الرياضة، وصل الأمر بأن قدمت استقالتها لرفضها الإساءة المتعمدة للرياضة، بحسب وصفها كما نشرته حينذاك العديد من الوسائل الإعلامية. وفي ظل الاتفاق الذي كان قائما بين الرجل الأول في الاتحاد ونائبه الثاني، كان الأخير للأول اليد الذي يبطش بها.. وعن طريقه نفذ بعض السياسات المالية، وتمرير المعاملات والتربيطات وبزنس الاتحاد من تسويق ومناقصات وخلاف ذلك، كما ذكرته صحيفة سبورت في عددها الأخير.. أشرنا في أعداد سابقة من صحيفة الوسط، أن الود ذاك قد ينتهي يوما نتيجة لأي اختلاف قادم قد يبرز خلال فترة من فترات هذا العام، بحجة المطامع لكليهما التي ستزداد يوما بعد آخر. والود والاتفاق الذي كان بينهما.. من خلاله (طفش) كل قيادات الاتحاد بسلب صلاحيتهم وعدم الانصياع لقرار أو فكرة كل شخص تبوأ مقعداً من مقاعد الاتحاد وبها يستطيع أن يصدر قراراته بحسب مركزه، إلا أن العمل المؤسسي تم تهميشه، وتجييره لصالح الرجل الأول والثاني فقط، حتى أصبحا هما من يتحكمان بنتيجة المباريات، وبأسماء لاعبي المنتخبات.. وبمدربيها. هذا الامر جعل الأخ حسام السنباني يقدم استقالته مضطرا ليحافظ على مهنيته في عمله، إلا أن الرد كان هو الهدوء الذي سبق العاصفة، وفطن الرجل الأول للوضع الذي قد يؤول إليه في حال قبل الاستقالة من شخص حرص أن يكون العمل الجاد شعاره، والأمانة مبتغاه.. وللعشوائية والقرارات الارتجالية معارض، وأجل الإعلان عن قبولها.. فتركها معلقة حتى إشعار آخر.. وتم توقيتها إلى ما بعد انتهاء الدوري والكأس.. يحرر بعدها إخلاء طرف كما ذكرته صحيفة سبورت في عددها الأخير. الصحيفة ذاتها نقلت تأكيدات مصادر مقربة من أروقة اتحاد الكرة بأن النائب الاول لاتحاد القدم الدكتور نجيب العوج قدم استقالته من منصبه في الاتحاد، وأوردت الصحيفة تكهنات حول صحة ذلك لعدم نفي أو تصويب الاستقالة من قبل العوج نفسه.. من جهة أخرى أوردت صحيفة سبورت الأسبوعية في ذات الخبر معلومات تشير فيها إلى صدور قرار من لجنة طوارئ الاتحاد وهو (قرار غير معلن) لكن تم تنفيذه بتعيين سالم عزان نائبا لرئيس الاتحاد دون تسمية المنصب (نائبا أول أو ثاني) مكتفيا بمسمى التعيين، واستدلت الصحيفة بالصورة التي ظهر بها عزان في تكريم بطل الكأس كرجل هام في الاتحاد. والغريب الذي كان متوقعا كما أسلفنا هو الخلاف الذي نما رويدا.. رويدا.. بين الرجل الأول في الاتحاد ونائبه الثاني، حتى بات اليوم جليا، حيث وجه رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم بمنع النائب الثاني (الشريف) من دخول الاتحاد بسبب ما وصل إليه (العيسي) من ضيق بتصرفات نائبه التي بدأت تخرج عن السيطرة لخلفيات سيتم تناولها في أعدادها القادمة (بحسب سبورت). وبالرغم من ذلك ولما وصلت إليه العلاقة بين الرجلين، وهوما يعتبر انتصارا للكلمة، وللرياضة اليمنية، إلا أن محللين شككوا بان ما أصدره العيسي سيجري تفعليه لا سيما وأن (الشريف) قد خرج عن السيطرة. وذهب المحللون إلى أن ذلك القرار في الوقت الحساس له أبعاد وأهداف ستكشفها الأيام القادمة. ولم يستبعد المحللون أن تكون هذه خطة ينفذها الرجلان لحسابات أخرى.. قد تكون أكثر وضوحا خلال انتخابات اتحاد كرة القدم القادمة.. متوقعين بأن تشهد الفترة القادمة نوعا من حرب التصريحات النارية من كليهما، سيبدو للمتابع من خلالها أنها حقيقية، إلا أن الواقع هو مجرد (خلاف الخلان).. والهدف من ذلك هو مواصلة تزييف وعي الناس، كي يبرز لديهم العدو الحقيقي من خلال ما سينتج عن تلك المسرحية من انقسام الناس بين ما هو مناصر، ومن هو معارض لكليهما، وكذا ما ستبرز شخصيات منافقة وناقلة للأخبار. فما قاله هنا المحللون، قد يكون وقد لا يكون، لكن علينا أن ننتظر ما ستقود إليه الأقدار.. مع الابتهال للخالق بأن يخلص الرياضة اليمنية من شر الأشرار.. وكفى بالله حسيبا.