*بلال أحمد اقتربت انتخابات اتحاد كرة القدم اليمني، المزمع إجراؤها في الرابع من إبريل القادم، وبدأ المهتمون بالشأن الكروي اليمني يتناقشون حولها وعن المنافسة المحتملة على مقاعد أعضاء مجلس الإدارة، بعد أن حسم منصب الرئيس لصالح أحمد صالح العيسي. وبغض النظرعن الأشخاص الذين سينالون ثقة الجمعية العمومية للاتحاد، وما إذا كانوا مؤهلين أصلاً للترشح فيها، ناهيكم عن استحقاقهم للفوز بثقة الجمعية العمومية، أم لا، سيكون من المهم جداً بمناسبة هذه الانتخابات مراجعة البناء المؤسسي للاتحاد، و مهامه الاستراتيجية والمرحلية. حيث تتمحور معظم مهام اتحادات كرة القدم في التحكم بكل مايتعلق باللعبة وانضباطيتها، وتطويرها وانتشارها وتحديث بناها التحتية، وتحديث وتطوير المسابقات والتحكيم واللاعبين والأندية والمدارس وكل مرفق تمارس فيه اللعبة، والاشراف الكامل على المنتخبات الوطنية لكل الفئات السنية، دون إغفال البعد الاجتماعي للعبة والخدمات المجتمعية المناطة بالاتحاد. إنّ كل هذه المهام الجسام المناطة بالاتحاد، تعني بأنه ليس نقابة على الاطلاق، بل مؤسسة مجتمع مدني تنفيذية ذات صلاحيات متتعددة أكبر بكثير من أن يقتصر أعضاء جمعيتها العمومية على أندية كرة القدم فقط.!، فالاتحاد ليس رابطة أندية وهذا اللبس لابد من التنبه له. ولايصح أن تعطى الصلاحية للأندية بتقرير مصير المنتخبات الوطنية ولا باتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة باللعبة وتطويرها. فالمنتخبات مثلاً، للوطن كله ولأبنائه الذين من الظلم في حقهم أن تستأثر الأندية وحدها بالقرارات المتعلقة بمنتخباتهم وكل مايتعلق برياضتهم المفضلة. وطالما استمر اللبس بين ماهية الاتحاد و ماهية رابطة الاندية لدى أصحاب القرار، ستظل اللعبة وجماهيرها ومرافقها وبناها التحتية ومسابقاتها ، للأسف تحت رحمة الأندية، الأقرب ما تكون للدكاكين، والتي لايمكن لها أن تنوب أوتمثل كل الشعب، ومنحت مع ذلك حقاً لاتستحقه وما كان لها أن تستحقه لو كانت هناك ثقافة رياضية معاصرة عندما وضعت اللائحة الانتخابية قبل أربع سنوات. ولكم أن تتخيلوا أنّ الاتحاد الحالي، والذي انتخبته الجمعية العمومية المكونة حصرياً من أندية كرة القدم، قام بتغيير ألوان اللبس الوطني للمنتخبات!! دون أن ندري من أعطاه الحق بذلك وهو الذي فعلياً يمثل الأندية فقط، ولم تنتخبه جمعية عمومية تضم هيئات ومؤسسات ومنظمات حكومية وغير حكومية مرتبطة ومؤثرة باللعبة وبالمجنمع ككل الذي بالمحصلة يعني الشعب صاحب الحق الوحيد في المنتخبات الوطنية وما يتعلق بها من قرارات. و هذا ليس إلا نموذج للتدليل أنّ إتحاد كرة القدم، كما في بلدان العالم المتحضر، أكبر وأهم وأكثر عمقاً من أن تنتخبه جمعية عمومية قوامها ينحصرفقط في أندية كرة القدم زادت أو نقصت. وعلى أصحاب القرار والمؤثرين بحكم الثقافة والعلاقة والمال أن يفكروا في الأمر بموضوعية أكثر ويدرسوا زيادة أعضاء الجمعية العمومية وتوسيعها أكثر بعيداً عن الأندية في كل هيئة ومنظمة ترتبط بالمجتمع والشعب،وتؤثر وتتأثر بكرة القدم.