تبقى لعبة المبارزة والشيش من الألعاب الأولمبية وأصبحت كثير من دول العالم ودول الجوار تهتم بهذه اللعبة، وبالرغم من أن المبارزة بالسيف هي من تاريخ أجدادنا وموروثنا الإسلامي إلا أنها في بلادنا نجدها تحتضر مع سبق الإصرار والترصد بسبب عدم الاهتمام من قبل وزارة الشباب ووزيرها حمود عباد، فمنذ بداية شهر أغسطس 2009م وبرغم الظروف بدأت المبارزة تشهد عودة جديدة وتطوراً لافتاً عندما أصدر نائب وزير الشباب والرياضة الشيخ حاشد الأحمر قراراً بتكليف الأخ العقيد شوقي زيد رئيسا لاتحاد المبارزة، وبهذا التكليف كان نائب الوزير قد أنهى حالة الخلافات والتجميد السابق ووضع أحد أبناء اللعبة، ليحظى قراره بالتقدير من أغلب المتابعين في الوزارة وخارجها، وخلال خمسة أشهر لرئاسة زيد للاتحاد بدأت مياه اللعبة تعود إلى مجراها واستطاع الاتحاد زيارة عدد أكبر من اللاعبين وبالذات فئة الأشبال وتنظيم بطولتين ناجحتين، الكثيرون أجمعوا على أن المبارزة سوف تعود وبقوة، لكن ذلك الوضع وكما يبدو لم يعجب الوزير حمود عباد وكذا قرار نائبه وأراد أن يضعف ويفشل هذا النجاح من أجل إرضاء أشخاص من المقربين منه فأصدر قرارا وزاريا في نهاية العام الماضي بتعيين وكيل الوزارة للشئون المالية والإدارية حسين الشريف رئيسا لاتحاد المبارزة، وحينها راهن البعض على أن الشريف سيعمل على تطوير المبارزة في ظل استياء الكثيرين من هذا القرار، واليوم وبعد مرور سبعة أشهر على رئاسة الشريف حسين اتحاد المبارزة لم نشهد أي تطور في اللعبة بل شهدت تراجعا كبيرا وعزوف اللاعبين عن التدريبات بالرغم من وجود مدرب جزائري وهو خبير دولي في المبارزة، فلم يصب اليأس والوضع المتردي للمبارزة اللاعبين فحسب بل أصاب أيضا أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، وعندما تسألهم عن وضع الاتحاد واللعبة تجد الحسرة على وجوههم والحزن الشديد أفضل تعبير عن استيائهم على ما وصلت إليه المبارزة ويقولون "اسألوا وزير الشباب والرياضة فهو عنده الإجابة لأنه هو السبب في الحالة المتردية للمبارزة" وعندما نسأل اللاعبين وبعض أعضاء مجلس الإدارة عن فترة من الأفضل لرئاسة اتحاد المبارزة هل الفترة الحالية برئاسة حسين الشريف أو فترة من قبله برئاسة شوقي زيد تبقى إجاباتهم جاهزة، وبدون تردد فترة شوقي هي الأفضل من ما قبله وما بعده والفرق شاسع بينهم. تجدر الإشارة إلى أن اتحاد المبارزة الحالي برئاسة حسين الشريف ومنذ أكثر من سبعة أشهر نظم بطولة واحدة وبشهادة من حضر هذه البطولة فإنها لم تكن ناجحة، وأيضا هناك موضوع أكثر من عجيب وغريب وما الغريب إلا الشيطان!! وهو مقر اتحاد المبارزة، حيث كانت المهمة الأولى للشريف استئجار مبنى للاتحاد عبارة عن فيلا من ثلاثة طوابق، إيجارها الشهري لا يقل عن سبعمائة دولار أمريكي دولار ينطح دولاراً وبالنظر إلى هذا المبلغ الكبير نجد أنه لا يتوافق مع ما هو مخصص لميزانية اتحاد المبارزة السنوية، كما أنه لا يوجد أي اتحاد عام لديه ميزانية أكثر من ميزانية اتحاد المبارزة استأجر مقرا له مثل ما قام به الشريف للمبارزة. والخلاصة هي أن الجميع متفق أن حسين الشريف قد فشل فشلا ذريعا في رئاسة اتحاد المبارزة وأن الوضع المتردي للمبارزة سببه أولا وأخيرا وزير الشباب والرياضة حمود عباد الذي أصدر قراره بتعيين حسين الشريف رئيسا للاتحاد بدلا عن شوقي زيد الذي شهد له الجميع بنجاحه في قيادة المبارزة. فهل يعيد الوزير حمود عباد حساباته ويعترف بالخطأ ويضع الشخص المناسب في المكان المناسب مثل ما فعله نائبه حاشد الأحمر من قبل وأشاد به الجميع؟ فالعودة إلى الصواب شيء جيد ولكن الاستمرار بالخطأ جريمة في حق الرياضة!! وهل صحيح أن الاتحاد استلم إلى الآن قسطين من الدعم السنوي له من قبل الوزارة وصندوق النشء ولم يقم سوى ببطولة واحدة أسماها الجميع بالميتة؟!