جمال الطبيعة ووداعة الإنسان يفترسهما الوجه القبيح للحكومة المحويت من أجمل محافظات الجمهورية.. إنها ذات طبيعة خلابة علاوة إلى مخزون قومي ثقافي يتمثل في حضارة غابرة، آثارها حاضرة إلى اليوم منذ ما يزيد عن ثلاثة آلاف عام مرت إضافة إلى أن الإنسان المحويتي وديع مسالم لا يخطف ولا يرهب ولا يقتل.. وقد بالغ الإنسان المحويتي في مناصرة الحزب الحاكم باطنا وظاهراً، جائعا وشابعا.. فكافة ممثليه في البرلمان والسلطة المحلية من أعضاء الحزب الحاكم وجميع أعضاء المجلس المحلي مشائخ ومؤتمريون، صافي لا في لا مغشوش ولا مرشوش ولكن هذا التمازج المؤتمري المشيخي في الأداء عاد على المحويت بالتهميش والإهمال.. ذلك الوجه القبيح الذي ينخر جسد المحافظة فتعملق الفساد وتحول إلى إمبراطور يلبس عباءة الشرف فإلى المحافظة الجميلة.. البرنسيسة اليمانية المحويت. تحقيق/ محمد غالب غزوان هي محافظة تمتد من الجبل إلى سهل تهامي فهي من جهة الشمال والشمال الشرقي تحادد محافظة صنعاء ومن الشمال الغربي تحادد محافظة عمران ومن الغرب والجنوب الغربي تحادد محافظة حجة ومن الجنوب محافظة الحديدة وتمتد إلى سهل تهامة من مديرية الخبت التي أغلبها جبلية ومن مديرية بني سعد التي تقع في سهل تهامي وتعتبر الأشد فقرا بين مديريات المحويت وقد سجل الطفل المحويتي رقما متقدما في سجلات ضحايا تهريب الأطفال إلى السعودية، رغم أن المحافظة لا تعتبر فقيرة ولكن مع هذا فيها فقر مدقع وغنى فاحش يشفط رأس ماله من المحويت ويتاجر به في مديرية باجل في الحديدة ومديرية مذبح في العاصمة صنعاء. المحويت العصية لم تخضع المحويت للإمام إلا بعد مشقة بالغة بسبب تحصنها بجبالها الشاهقة وحصونها وقلاعها العجيبة وقد ناصرت جبال مديرية ملحان الأئمة الأدارسة، الحكام الشرعيين لإقليم عسير ونجران وجيزان الذي التجأ إليه بعض أئمة الأدارسة خوفا من بطش التصفية التي نالتهم بعد أن نقض ملك نجد والحجاز اتفاقية "مكةالمكرمة" الموقعة معهم وتحالف الإمام يحيى معه لتصفية الأدارسة فكانت جبال ملحان المحويتية مأوى لهم وما زال أحفاد الأدارسة يعيشون حتى اليوم في ملحان بعد أن فشل الإمام من تصفيتهم ولهذا تصبح محافظة المحويت المحافظة الأنموذج في الدفاع عن وحدة الإقليم اليمني التي رفضت تجزئته منذ القدم. المحويت ثوريا وسياسيا كانت المحويت الجبهة الهامة التي ضربت خاصرة المرتزقة الذين أحكموا قبضتهم على طريق الحديدةصنعاء في حصار السبعين من أجل إجهاض ثورة 26 سبتمبر، فتدفقت قوافل أبناء المحويت من مديرياتهم عبر طريق يمر من خلف باب الناقة الذي يقع في طريق الحديدةصنعاء وكانوا يلتحمون مع الملكيين، مآزرين القوات المناصرة للثورة، القادمة من الحديدة فشلكوا معها قوة ضاربة أطاحت بفلول الارتزاق وأوصلوا المدد إلى العاصمة صنعاء التي كانت محاصرة بعد أن فر الكثير من قيادات الثورة ولم تتبق غير الرتب العسكرية الصغيرة تقود جبهات الدفاع عن العاصمة صنعاء بقيادة عبدالرقيب عبدالوهاب/ الشاب الذي عين على وجه السرعة رئيسا لهيئة الأركان في القوات المسلحة وبعد انتصار الثورة عانت المحويت من التهميش الكامل رغم اعتمادها كمحافظة من أوائل المحافظات التي اعتمدت بعد الثورة وبحكم أنها تعيش في وسط الإقليم اليمني لم يتسن للقوة الخارجية إيجاد مراكز قوى مناصرة لتدخلات دول الجوار في اليمن رغم أن بعض المشائخ الكبار اعتمدت لهم مرتبات من تلك الدولة الجارة ولكن أبناء المحويت انخرط أغلبهم في السلك العسكري وتمكنت السلطة من تطويع المشائخ عبر الأجهزة الاستخبارية وأفلتت لجامهم بالتعامل مع الرعية وفق رغباتهم مع الإنسان المحويتي المسالم، ومع هذا فإن مشائخهم لم يتجبروا عليهم تجبرا كبيرا ولكن أغلبهم لا يعدلون وما زال مفعول تلك التطويعات بادياً على النسيج الاجتماعية المحويتي إلى اليوم، لأن التغيرات التي طالت نظام الحكم منذ الثورة وحتى الآن، لم تكن جذرية بحيث ترتقي بمستوى الإنسان اقتصاديا ومعرفيا بل أنتجت الشمولية والمشيخية مرة أخرى بثوب ديمقراطي وعبر صناديق الانتخابات ليصبح الشيخ ممثلا عن رعيته في البرلمان وشيخا أصغر ممثلا لرعيته في المجلس المحلي، فكافة ممثلي أبناء المحويت في المؤسسات الديمقراطية مشائخ ولا يمكن أن ينافسهم أحد كونه أمراً محسوماً مسبقا ولهذا نجد أن الحزب الحاكم مطمئن للجماهير المحويتية، فعملية الانتخابات لا يحسمها العسكر لعدم توفر المعسكرات أصلا في هذه المنطقة ولكن الجماهير قد تم عسكرتها عبر تطويع المشائخ وتردي خدمات المعرفة ولهذا تربح دائما شعارات المشائخ. الفرقة العمياء عاصمة المحافظة هي مديرية جبل المحويت وإلى هذا الجبل تنسب كافة المديريات تحت مسمى محافظة المحويت ولكن هناك رفض ضمني وعدم قناعة بتلك المدينة أن تكون عاصمة من قبل بعضهم لأسباب هي في الأصل عنصرية عرقية، حيث يرى الكثير أن هذه المدينة أغلب سكانها ممن يسمون "المزاينة" وهؤلاء المزاينة في الأصل هم الحضر الذين يتقبلون المدنية وسرعة التعايش وقبول الآخر بدون شروط عنصرية عرقية ورغم أن مدينة جبل المحويت تحتوي على حصون ومبان أثرية رائعة في مدينتها المعروفة باسم "المصنعة" التي تبهر السواح وتستوقفهم لساعات من الزمن وهم يبحلقون بأنظارهم نحو مبانيها الشاهقة إلا أن هذا الإرث التاريخي لم يغفر لها بحيث يتم تقبلها تقبلا حسنا كعاصمة للمحافظة وتعتبر مديرية الطويلة الأكثر منافسة لعاصمة المحافظة من ناحية اتخاذ القرار ومراكز القوى وهي الأخرى تملك حصونا تاريخية وأثرية وتتمتع بالروعة والجمال، فكافة مديريات المحويت تملك جمالا طبيعياً وبيئيا ومخزونا ثقافيا حضاريا أثريا مما يصيب المرء بالحيرة جراء تفضيل مديرية عن أخرى ولكنها المفاهيم العنصرية المترسخة تجاه شريحة المزاينة خلقت ذلك التحفظ نحو مديرية جبل المحويت، العاصمة المكبلة التي لم تتمكن من الانطلاق. مخالفة الصواب كان المرشح لمنصب المحافظ هو الشيخ الأستاذ علي أحمد الزيكم وهو شخصية مثقفة وهادئة وصبورة ولكن التيارات القبلية تعارضت ما بين رافض ومؤيد حيث تطورت إلى خلافات قوية تجسدت آثارها ميدانيا بطريقة غير مباشرة وغير معلنة وبدأت تطرح أسماء عديدة ترغب الجلوس فوق كرسي المحافظة فتم الحسم بترشيح المحافظ الذي كان معينا رسميا قبل الانتخابات وهو العميد أحمد علي محسن، وهو شخصية عسكرية أمنية ينحدر من المحافظات الجنوبية ويجهل الكثير من خصائص الطبيعة المحويتية اجتماعيا وتاريخيا، وقالت مصادر من أبناء المحويت إن نفسه العسكري يمنعه من تقبل مفهوم السلطة المحلية وصلاحياتها الواسعة وأضافت تلك المصادر في تصريحها لصحيفة الوسط إن المحافظة بحاجة ماسة لمن يقود زمامها من أبنائها بحيث يكون شخصية تتقبل المفهوم الديمقراطي ومسلمة بأن السلطة المحلية هي من منحته الثقة في قيادة المحافظة والجلوس على رأس كرسي إدارتها وأبدت أسفها من تدني الوعي عند قبائل المحويت التي تضاربت رغباتها في مرشحها لقيادة المحافظة. المحويت اقتصاديا محافظة المحويت تملك مقومات اقتصادية رائعة جدا، فهي تتميز بتربة خصبة زراعيا ولكن تستغل أغلبية أراضيها في زراعة القات وأشهر مزروعاتها من القات هو قات بيت قطينة وقات الأهجر والقات الحفاشي وبحكم أن أراضيها تمتد من فوق الجبل إلى السهل التهامي فبإمكانها أن تتنوع فيها المحاصيل الزراعية والفواكه الاستوائية وغير الاستوائية وأيضا بإمكانها أن تقدم منتوجاً جيداً من مادة القمح ولكن هناك عوائق عديدة أغلبها لها علاقة بالفساد والنهب الذي يسود المحافظة سنوردها تباعا في فقرات هذا التحقيق. وأيضا تمتلك المحويت ثروة قومية تتمثل في مبان وحصون أثرية غير حصون مدينة شبام الشهيرة، بل هناك حصون أخرى متعددة بجانب مناظر طبيعية ستجذب السياحة الداخلية بشكل جيد أيضا سنوردها تباعا في الفقرة الخاصة بالسياحة في هذا التحقيق.. والغرض من خلاصة إشارتنا إلى هذه الفقرات أن الجانب الاقتصادي قوي لهذه المحافظة التي تعاني من الفقر وهروب رأس المال المحويتي إلى خارج المحافظة بسبب عدم توفر البنية التحتية في عاصمة المدينة التي تعيش حالة من التأخر في عدم مواكبة مدن المحافظات الأخرى من قريناتها اللواتي اعتمدن كمحافظات بعد الثورة. الوسط والطريق إلى المحويت 108 كيلومترات هي المسافة التي كان على صحيفة الوسط أن تقطعها من داخل العاصمة صنعاء وحتى تصل إلى مدينة المحويت وبعد أن تعدت الصحيفة النقطة العسكرية الأولى عند خروجنا من العاصمة صنعاء باتجاه المحويت قابلتنا نقطة أخرى هي أيضا تقع في إطار أراضي محافظات صنعاء بعدها شقينا طريقنا إلى المحويت في طريق خالية من النقاط العسكرية والمظاهر المسلحة ومناظر الطبيعة الخلابة والساحرة تشد انتباه الزائر بقوة وتجذبه بشكل عجيب والأعجب أكثر ذلك المخلوق المحويتي الذي يعيش بين تلك الجبال الشاهقة والجيران من قبائل حجةوعمران حوله تتمنطق السلاح، غارقة في صراعات قبلية وهمجية ولكنها لم تؤثر على أبناء المحويت الأكثر شجاعة والأفضل وعيا.. واستمرينا نشق طريقنا ونحن ننعم بالاطمئنان وكأننا في محافظة ليس لها علاقة بالحكومة اليمنية التي أفسدت القبائل وفجأة قابلتنا نقطة عسكرية علمنا بعدها أننا في مدينة المحويت. المدينة المخنوقة المدينة هي عبارة عن أربعة شوارع يطلق عليها جزافاً مسمى شوارع كونها في الحقيقة ليست سوى أزقة معبدة بالأسفلت بشكل غير مكتمل ومشوه بالحفريات والقمامات والقاذورات بشكل ملفت ومخجل، خصوصاً أمام الزائرين والمدينة راكدة ركودا كاملا، فيها بعض المحلات المبعثرة والعمائر غير المكتملة ولا شيء يوحي أو يشير إلى أنك في عاصمة المحافظة غير تلك البنايات التي شيدت قبل أكثر من خمسمائة عام في حي يسمى المصنعة، يطل على مدينة المحافظة وفي الأساس هو أصل المحافظة بالكامل.. هذا الوضع البائس والمزري يشير إلى الخلل الكبير الذي تعيشه عاصمة المحافظة وباقي المديريات، حيث كان الحلقة الأولى لسلسلة الفساد التي أرشدتنا إلى باقي حلقات السلسلة الفسادية التي وتحكم قبضتها على المحافظة وتكبلها.. فإلى المفاسد في المحويت. صندوق النظافة يصل دخل صندوق النظافة في المحويت إلى مليوني ريال تقريبا، إلى جانب اعتماد ما يصرف لمكتب الأشغال الذي يملك عدد خمس سيارات ديهاتسو وقلاب زيزو لغرض عملية النظافة في مدينة المحافظة وكما أسلفنا فإن هذه المدينة صغيرة جدا ومجرد أربعة شوارع أشبه بالأزقة مما يعني أن عدد خمسة عشر عامل نظافة مع المعدات التي يملكها مكتب الأشغال وبتكلفة تصل إلى مليون ريال سوف تحول مدينة المحويت إلى مدينة نظيفة جدا وبدون قمامات وسوف يتم توفير الملايين من الريالات التي تذهب إلى أماكن مجهولة وقد أفادت مصادر مقربة من ديوان المحافظة أن إمكانيات صندوق المحافظة تصرف مكافآت وحوافز للمقربين والمزمرين وتذهب إمكانيات النظافة إلى غير مكانها الصحيح ورغم صغر المدينة وانعدام شوارعها والمبالغ المهولة التي تصرف باسم النظافة فإن المدينة قذرة ومليئة بالأوساخ. التعليم عدد المدرسين يصل إلى 9 آلاف مدرس تقريبا في المحافظة، منهم أكثر من ألف وخمسمائة شخص مفرغين، أو لا أساس لوجودهم حسب تصريحات مصادر مقربة من مكتب التربية، علاوة إلى أن هناك عدداً كبيراً من هؤلاء المدرسين يعملون بمؤهل الثانوية العامة ولم يحصلوا على الشهادة الجامعية أيضا توجد إدارة تسمى إدارة التحفيظ مهمتها تحفيظ القرآن ولا يوجد في الواقع أي تحفيظ ولكن تصرف مخصصات لهذا الغرض، أيضا هناك مدارس لمحو الأمية وتصرف مبالغ مالية باسم الأمية بدون أي محو للأمية والأبشع في مجال التعليم، تلك المغالطات التي تلوي عنق الحقائق من خلال تقديم تلك الكشوفات المخادعة التي تحتوي على عدد من المدارس والتي هي في الحقيقة مجرد مسميات وعلى سبيل المثال والتوضيح مثلا مدرسة 26 سبتمبر التي تقع في عاصمة المحافظة يطلق عليها مسمى مدرسة 22 مايو بعد الظهر ولها إدارتان ومديران وأيضا مدرسة الإيمان بالمحرم التي يطلق عليها في الفترة المسائية اسم مدرسة بلقيس للبنات وكذلك مدرسة محمد الدرة يطلق عليها بعد الظهر مدرسة عائشة وفي مديرية الخبت مدرسة عمر بن الخطاب تسمى مدرسة خديجة في فترة المساء وفي مديرية بني سعد مدرسة النجاح يطلق عليها بعد الظهر مدرسة حفصة وغيرها كثير، حيث يصل مجموع المدارس التي تحمل اسمين إلى أكثر من مائتين وخمسين مدرسية ولا ندري هل تم صرف مبالغ مالية باسم إنشاء مباني لمسميات تلك المدارس والتي اعتمد لها كادر وظيفي وهي في الأساس غير موجودة كمبنى ومنشأة مدرسية ولماذا لا يطلق على المدرسة اسم واحد حتى وإن كانت تعمل ثلاث فترات لان تعدد المسميات على منشأة واحدة يثير الشك وخاصة في بلد مثل بلدنا ومن جانب آخر أكدت عدد من المصادر أن مخرجات التعليم في محافظة المحويت سيئة ومتدنية جدا وأغلبية المدرسين يعملون حتى الساعة العاشرة والنصف ومن بعدها تجد معظمهم يعمل مقوتاً في سوق القات وربما تجد طلابه زبائن عنده وقيل إن أحد الطلاب فوجئ أن المدرس قد رسبه لأنه لم يجب إجابات صحيحة، فذهب لمشاجرة المدرس لأن ليلة الامتحان اشترى قاتاً من عند مدرس المادة وذلك القات لم يجعله يركز، فاعتبر قات المدرس هو السبب وفي الحقيقة أن لجوء المدرس لتحسين وضعه عن طريق بيع القات شيء معيب ويقلل من قدرته وعليه أن يبحث عن مخارج أخرى بشرط ان تكون شريفة ولا تمس من هيبته كمعلم وإن كان هذا المدرس مثقفاً فعلا لأدرك ما نعنيه مع تقديرنا لظروف كافة المدرسين. الصحة الجانب الصحي يكاد يكون معدوما مع أسفنا الشديد لتلك الهرطقة الإعلامية التي تطلقها الصحف الرسمية عن المستشفى الجمهوري في المحويت، فهذا المستشفى بائس جدا وللغاية ويعتمد اعتمادا كليا على الفريق الصيني أما الكادر الطبي اليمني فهو كادر مخزن إن وجد.. والفريق الصيني هو مجموعة من الأطباء لا يتعدى عددهم خمسة ولا يستطيعون أن يغطوا كافة الحالات ولهذا أغلبية الحالات يتم تحويلها إلى محافظة صنعاء مما يدفع الفقير إلى العزوف عن العلاج لعدم قدرته على مواجهة تكاليف السفر والانتقال إلى صنعاء علاوة على عدم ثقته بأن مستشفيات صنعاء قادرة على علاجه. ويعتبر المستشفى الجمهوري هو المستشفى الوحيد في المحويت وهناك ثلاثة مستوصفات أخرى في ثلاث مديريات وباقي المديريات فيها مراكز صحية رغم أنها تبعد كثيرا عن عاصمة المحافظة والمصيبة الكبرى تقع في أن هذه المستوصفات تعاني من النقص الحاد للكوادر الفنية والطبية المتخصصة ونقص الأدوية المجانية، بل انعدامها بالمرة في الأرياف والمناطق النائية، أيضا الدواء المجاني لمرضى السكر لا يصرف لهم منه غير "حبوب" وبشكل نادر أما مادة الأنسولين أمبولات فقد توقف صرفها منذ عامين وصرح عدد من مرضى السكر لصحيفة الوسط أن تلك الحبوب التي يتم صرفها تنقطع عليهم أحيانا ثلاثة أشهر مما يضطرهم إلى بيع بعض مدخراتهم من أجل توفير الدواء الذي انقطع عليهم. فالوضع الصحي بحاجة إلى لجنة صحية شريفة مكلفة من وزارة الصحة بأن تتحرك إلى كافة المراكز والمستوصفات الصحية في مديريات وقرى المحويت لتقيم الوضع الصحي وحاجة الناس ومحاسبة المسئولية عن الوضع الصحي بضمير حي. الكهرباء يتم تغذية بعض مناطق المحويت من كهرباء الحديدة وفي مدينة عاصمة المحافظة ماطور واحد بعد أن سحب منها ماطور تم إرساله إلى المديريات وقالت مصادر من المواطنين أن عملية إيصال التيار الكهربائي إلى المنازل تم بطريقة خاطئة حيث تعرضت بعد ذلك عدد من المنازل إلى تلف أجهزتها وأن عملية مد خطوط الكهرباء فيها الكثير من الخداع، حيث يتم تثبيت العديد من الطبلونات والمحولات بدون أن يتم إيصال التيار الكهربائي فيها لتتحول إلى منظر جمالي وإنجاز خداعي وعندما يذهب المواطن من أجل طلب فني من مؤسسة الكهرباء من أجل القيام بشبك الكهرباء له بعد أن ينجز كافة المعاملة يكون رد المسئولين اشبك سلكاً من المنزل الذي بجوارك، مما يسبب عشوائية في عملية مد خطوط التيار الكهربائي ورغم كل هذه المعوقات والإهمال فإن الكهرباء لا تعمل غير تسع ساعات في اليوم وما زالت العديد من قرى وأرياف المحويت بدون كهرباء الأمر الذي ضاعف من مرارة البؤس لدى عامة المواطنين. الماء مشاريع المياه تكاد تكون معدومة في المحويت رغم توفر المياه الجوفية بشكل جيد جدا ولكن لم يتم تنفيذ مشاريع مياه ارتوازية في المديريات التي ما زالت تعتمد على مياه الغيول وآباء الميسورين الذين تمكنوا من حفر آبار على حسابهم الخاص.. وفي داخل عاصمة المحافظة مشروع مياه لا يعمل إلا في كل أسبوعين يوم ونادرا في الأسبوع يوم وشاهدنا رتلاً من المواطنين نساء وأطفالاً وهم ينقلون المياه من المسجد داخل عاصمة المحافظة، فكيف سيكون الوضع في المديريات النائية؟ جراء وجود أزمة مياه غير مبررة، لأن المياه متوفرة والملايين تصرف باسم توفير المياه للمواطنين. الزراعة يقع مبنى مكتب الزراعة في مقر منفصل في مبنى رائع، حيث العديد من المشاريع الزراعية مدعومة من الأصدقاء الألمان ورغم المبالغ الباهظة التي تصرف باسم الزراعة والمزارع إلا أنها لا تتوفر أي خدمات ملموسة في الجانب الزراعي، علاوة على أن مشاريع السدود والحواجز المائية يتم تنفيذ بعضها من قبل وزارة الزراعة والبعض الآخر باسم الأشغال ما يجعل الأمر يختلط على المتتبع للمشاريع المنجزة والجهات التي قامت بإنجازها ويتيح فرصة للمغالطة والنهب، فإذا وصلت لجنة تقييم إنجازات وزارة الزراعة في هذا الجانب بإمكانها أن تدعي أن كافة المشاريع من إنجازاتها ونفس الادعاء ممكن أن يحصل من وزارة الأشغال.. لذلك يجب أن يحدد في الموازنة العامة للدولة الجهات التي ستكلف بتنفيذ مشاريع السدود والحواجز المائية، مع العلم أن محافظة المحويت يصعب أن يتم فيها حفر كروف للمياه لأنها منطقة صخرية باستثناء السهل التهامي منها والذي يقع في مساحة بسيطة حيث لم تنفذ فيه أي مشاريع من هذا النوع. السدود والنهب كافة السدود التي يتم تنفيذها من قبل مكتب الأشغال فاشلة بسبب النهب الواضح، حيث أن هذا الفشل قد وجدناه في كافة أنحاء المحافظة التي زرناها، حيث بمجرد أن يكتمل بناء السد أو الحاجز المائي ينهار فورا بعد أن تتدفق إليه المياه ولم تتم محاسبة أحد من المقاولين والمهندسين المشرفين والمسئولين الذين يؤكدون سلامة المشروع والموافقة على استلامه ثم يتضح أن كل تلك التأكيدات من المهندسين مجرد خاينة لمبادئ المهنة والضمير، فكافة السدود تنهار وحاليا بدأ هؤلاء المسئولون يتجهون إلى أسلوب آخر وهو بناء الحاجز المائي في مكان لا يتدفق إليه الماء فيبقى الحاجز المائي قائماً ولا ينهار.. ورعى الله من أفاد واستفاد.. وعلى سبيل المثال هناك سد في منطقة المحافظة تم إنشاؤه في مكان لا تتدفق إليه المياه ولهذا ما زال صامدا بينما سد آخر في مديرية الخبت انهار بمجرد أن تدفقت المياه إليه، فأي نوع هم مقاولو الحكومة وأي نوع هم المهندسون والمشرفون؟ وألم يحن الوقت لرحمة المواطنين الذين قتلهم العطش ونال من مزروعاتهم؟ نهب متنوع في محافظة المحويت النهب متنوع والمبدعون في مجاله كثر، فقد أفادت مصادر من الموظفين أنه يتم الخصم عليهم مبلغ مائة ريال بدون مسوغ قانوني وتحت مسمى جمعية الغسيل الكلوي بدون أن يتم تحديد اسم رئيس الجمعية والمسئول عن حساباتها ويتم جمع مبلغ أربعة ملايين ريال بشكل شهري بعد الخصم من كافة الموظفين وأوضحت تلك المصادر أن تلك المبالغ قيل لهم إنها تذهب لصالح مرضى الكلى من أجل شراء بعض المواد التي يتم استخدامها في عملية الغسيل الكلوي رغم أن وزارة الصحة تصرف مخصصات من الدواء والدعم المالي بعد تركيبها وإجراء الغسيل الكلوي وأضافت تلك المصادر أنها لا مانع عندها من خصم ذلك المبلغ بشرط أن تقدم هذه الجمعية كشوفات حسابها وفواتير شراء تلك المواد وعلى مكتب الصحة أن يقدم إحصائية بعدد مرضى الكلى وإحصائية العجز في المواد المقدمة من الدولة حتى يصبح العمل خيرياً وطوعياً.. لكن أن يستغل اسم الخير بالنهب والحنق من المحاسبة والتوضيح فأي خير هذا؟ قمح الإمارات لم يتم صرف قمح الإمارات إلا بعد زيارة رئيس الوزراء للمحافظة، رغم أن القمح مكث في المخازن لعدة أشهر حتى أن القمح الخاص بجنود الأمن تم بيعه وتم تعويض الجنود مبلغ ألفين وستمائة ريال بعد أن كشف الأمر بعد زيارة رئيس الوزراء ومن المعلوم أن المنحة الإماراتية جاءت إلى اليمن وثمن الكيس القمح سبعة آلاف ريال وتم توزيعه بعد انخفاض ثمنه إلى ثلاثة آلاف وخمسمائة ريال وتم الصرف لجنود أمن المحويت مبلغ ألفين وستمائة ريال كذلك هناك نهب في مشاريع تنفيذ الشوارع وعلى المجلس المحلي أن يقوم بدوره الرقابي والإشرافي وأن يطرح رأيه على الأقل.