كتب/ محمد صالح الحاضري حذرنا طيلة أكثر من عشر سنوات من وصول سفينة التراكمات إلى شاطئ جليدي على شكل أزمة فراغ وطني عاصف. فأزمة الواقع اليمني ترتبط بتعطيل آليات إنتاج القيادة الوطنية كمفهوم لمصادرة سلطة الدولة وعملية احتكار الواقع. ذلك أن أزمة الواقع واحتكار الواقع مفهومان لترابط المشكلات مع بعضها، فيرتبط تعطيل آليات إنتاج القيادة الوطنية للدولة، بتعطيل قدرة الواقع على إنتاج قياداته الاجتماعية والسياسية والثقافية..الخ. بسبب احتكار مختلف أشكال القيادة أو بالأصح الاستيلاء على موقع القيادة بطريقة إحلالية لمفهوم السلطة محل مفهوم القيادة وذلك بمضمون سلبي لمفهوم السلطة في إطار مختلف أشكال السلطات، فجرى استحداث رموز احتكارية لسلطة الدولة وسلطة الحزب وسلطة القبيلة وسلطة الثقافة، وسلطة رأس المال التجاري...الخ. فهمشت فرص إنتاج الواقع لقياداته الحقيقية. إن عجز الواقع عن إنتاج سلطته الإيجابية يظهر في إنتاجه لسلطة القائد السلبي ونهج مصادرة الواقع. وإن مفهوم فشل إدارة الدولة هو مفهوم إلغاء وظيفتها بإلغاء شروط إدارتها الوطنية، ومن ثم ظهور الفشل على شكل حزمة أزمات ناسفة هي ناتج الشروط السلبية في إدارة الواقع.