كتب/ محمد صالح الحاضري يتجاهل الإسلاميون حقيقة أن محمد علي جناح مؤسس دولة باكستان (الإسلامية) علماني، وأنها خطوة هناك تنحو إلى طابع قومي للإسلام. كما أن حقيقة وعي الإسلاميين بفكر الدولة الدينية قومي، إذ أن مفهوم الدين مندرج في نظام الفطرة التطوري في صورة التاريخ العام، غير مفهوم الأمة الدينية ومنحاها القومي الديني في إطار الشكل التاريخي. لقد تناقض الإسلاميون مع كل مشاريع الدولة غير الدينية وبعد انهيار تلك المشاريع، مخلية مواقعها للإسلاميين، انقسموا بين سنة وشيعة وإذ ثمة مشروعان للدولة الدينية بوصفها كانت محل التزام مشترك للتسنن والتشيع التاريخيين وما يمثلانه من تصورين مختلفين حولها، من واقع تصورهما غير المتطابق قرائيا للنص الديني وتأويله بشكل انحيازي، فصار ضروريا معرفة ما إذا الدولة الدينية سنية أم شيعية، فيعطي ذلك بالضرورة مفهوما للدولة الدينية الطائفية. وإذا نحن أمام مفهوم مفخخ للدولة الدينية وأن ما هي إلا دولة الشكل الديني منعكسة عليها تناقضات الواقع التاريخي. إن عدم تقديم الإسلاميين مشروعاً غير انقسامي هو بسبب خلل أساسي يتعلق بطبيعة الفكر التاريخي المتخارج سلبا عن الفطرة وعدم انطلاق الحركة الإسلامية من ناتج مفترض للإصلاح الديني ينهي اغتراب مضمون الدين داخل شكله التاريخي كاغتراب عن الفطرة. لقد وصف النبي بقوله "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" تناقض مضمون الدين مع شكله التاريخي بأنه كفر بحقيقة الدين انتقالا به إلى حقيقة شكلية انعكاسية للبيئة التاريخية. وعلى ذلك فالقصد هو تغيير البيئة التاريخية وليس تغييرها هي لأداة التغيير الافتراضي لها بتحميلها نفس سمات التغاير السلبي السائدة مع الفطرة داخل الواقع التاريخي المحكوم بالسلبيات النفسية الفطرية التقريرية لشكل البيئة الاجتماعية في صورة التناقضات السلبية بمختلف ظواهرها العامة وفي الذروة منها الظاهرة السياسية العامة السلبية وما يصاحبها من اقتتال ودماء، كشكل للتناقض السلبي في صورته السياسية السلبية. إن فهم العلاقة بين الفطرة والتاريخ والمجتمع والدولة كان سيوجد حركة إسلامية موضوعية من واقع المضمون الفطري وليس مجرد الشكل التاريخي الانقسامي السلبي.