كتب/محمد صالح الحاضري أصبح عبدالله الحمدي في 1968م مديرا للأمن الداخلي ومن التسمية يظهر بأنه غير الأمن العام بل أقرب في مفهومه إلى أمن الجبهة الداخلية. كان الفريق حسن العمري يعرف بأن عبدالله الحمدي عسكري محترف معروف بعدم ميله إلى السياسة، وعندما ذهب العمري إلى رداع عام 1971م لاحظ خللا في النسق الدفاعي للمنطقة الوسطى فاقترح على القاضي عبدالرحمن الإرياني تشكيل قوات جديدة تضم وحدات قتال جاهزة وتجنيد أفراد إضافيين بما يجعل منها قوة ضاربة فتم تسميتها قوات العمالقة، وصدر قرار بتعيين المقدم عبدالله الحمدي قائدا لها. يقول العقيد حسين المسوري رئيس الأركان في فترة شغل المقدم إبراهيم الحمدي منصب نائب القائد العام بأن الأخير أبدى اهتماما زائدا بقوات العمالقة ويريد المسوري القول بأن ثمة تنسيقاً كان بين إبراهيم وعبدالله الحمدي حول قيام حركة 13 يونيو. لقد لاحظ سكان العاصمة يوم 13 يونيو 1974م وجود انتشار كثيف لقوات العمالقة ولم يسمعوا من الإذاعة اسم عبدالله الحمدي بين أعضاء مجلس القيادة، فقادة اللواء الأول مدرع والمظلات والاحتياط والمجد كانوا أعضاء مجلس قيادة ولاحقا كان الأول والثاني أعضاء بصفة مشاركتهما على رأس وحداتهما في قيام الحركة بنفس صفة عبدالله الحمدي وقوات العمالقة دون أن يكون الأخير عضواً في مجلس القيادة كانت حساسية رئيس مجلس القيادة واضحة تجاه ما يشير إلى وجود عائلية في وعيه الشخصي وكان في العديد من المواقف اللاحقة يظهر نفس التحسس ويميل إلى تقديم انطباع متحسب للدعاية ضد النظام عن طبيعة الصلة بين عبدالله وفترة ما بعد رئاسة إبراهيم لمجلس القيادة. إن معظم وجهات نظر عبدالله الحمدي الإدارية كان يتعاكس معها إبراهيم بدافع من نفس التحسس وحدث أن فكرة عبدالله الحمدي حول رغبة قوات العمالقة تسلم موقع اللواء الأول مدرع بسواد حنش بصنعاء (موقع قيادة الفرقة الأولى مدرع) انتهت بانحياز الرئيس إلى رئيس الأركان أحمد الغشمي في رفضه للفكرة. لقد قيل بأن إبراهيم وعبدالله الحمدي لم يكونا يلتقيان معا في وقت واحد وهذا غير صحيح، وهكذا بقي المقدم عبدالله الحمدي في موقف الضابط المحترف كقائد للعمالقة من يوم تشكيلها في 1971م. هوامش: 1- رأيت المقدم عبدالله الحمدي لأول مرة على الطبيعة عام 1976م في ملعب الظرافي بصنعاء يحكم مباراة رمزية لمدة ربع ساعة بين قدامى لاعبي أندية العاصمة الكبار سبقت مباراة كأس الجمهورية بدقائق وكان يرتدي بدلة صيفية وبوت رياضي علاوة على أنه كان رئيسا لنادي الشعب الرياضي والثقافي. 2- كان يتخلق في نفس الفترة نادي 13 يونيو بصورة طوعية بين صفوف شباب منطقة نقم بالعاصمة وهو ناد أهدى إلى الرياضة اليمنية لاعبين كباراً أمثال اللاعب الكبير جمال حمدي وحارس المنتخب الوطني مهدي الحرازي..الخ. وباعتباره نتاجاً حقيقياً ل13 يونيو فشبابه قادوا مظاهرة 12 يونيو 1977م الشهيرة. 3- أهالي بيت الفقيه أحيوا الأسبوع الماضي ذكرى الشهيد عبدالله الحمدي باعتبار هم أخواله.. الجدير بالذكر أن أم عبدالله الحمدي من منطقة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة.