السارة عزلة معزولة من خيرات الثورة اليمنية 26 سبتمبر منذ 48 عاما، تعد من أكبر عزل مديرية العدين المنسية والمحرومة، تقع في الجانب الغربي من مركز مديرية العدين، يصل عدد سكانها 25 ألف نسمة حسب النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن 2004م ويعملون في مجال الزراعة المطرية وتنقسم عزلة السارة إلى 15 قرية مزدحمة بالسكان ولها حدود جغرافية مع عزلة بلاد المليكي من الجانب الشرقي وعزلة بلاد الحذيفي من الجانب الشمالي وعزلة العمارنة (شلف) من الغرب وتحد عزلة (أيفوع) التي تقع إداريا وجغرافيا في نطاق مديرية شرعب السلام، تحمل عددا من قرى السارة أسماء تاريخية مثل ذي خساع وذي عتام وذي حصة وأسماء أخرى حملت أسماء للخصوصيات الجغرافية لها، مثل الكريف والكراب -والموردة والسمان والرئاس والشعيب وكذلك وادي شباز ومحجرة وتتسم عزلة السارة بندرة المشاريخ الخدمية والتنموية وكثرة المشائخ في بعض قرارها وتفاعل صرعنة الأحزاب فيها والتي تتخذ كمبرر لحرمان أبناء السارة من الخدمات الأساسية ولكن مبررات اليوم كانت مبررات لتجاهل حقوق مواطن السارة المتساوية بالأمس البعيد تحت يافطة العقاب الجماعي الذي نالته معظم مديريات وقرى المناطق الوسطى التي احتضنت ذات يوم الجبهة الوطنية دون أدنى اعتبار لوقوف أبناء السارة إلى جانب الدولة حينذاك بل ودورهم في الدفاع عن الثورة اليمنية 26 سبتمبر.. قصة عقاب جماعي لا حدود لها نوردها في التقرير التالي: مشروع مياه المحافظ هلال أكثر من حجر أساس وضعت قبل 13 سنة لإنشاء مشروع مياه يروي عطش عشرات آلاف المواطنين في عزل السارة البعض منها لا زالت شاهدة على سقوط حقوق المواطنة في تلك البقعة الجرداء من أرض اليمن، آخر تلك الأحجار وضعها المحافظ السابق اللواء عبدالقادر هلال الذي يعد آخر مسئول رفيع المستوى وطأت قدماه عزلة السارة قبيل الانتخابات النيابية الثانية 1997م وأمام حشد جماهيرية هللت الجماهير وكبرت لوضع حجر أساس لمشروع مياه ظل حلما منذ قيام ثورة 26 سبتمبر ولكن تكبير الأهالي كشف عن أيدلوجية السارة الاشتراكية سابقا والإصلاحية حينذاك وهو ما اعتبره بعض المحسوبين على المؤتمريين حينذاك خطأ فادحاً قوض المشروع الاستراتيجي الذي كان سيمد منطقة الجازعة والكريف والحصابين الكائنة في بلاد الحذيفي بالمياه ومناطق أخرى لا زال المواطنون يعانون شحة المياه في الشتاء ويستفيدون من مياه الأمطار للشرب في الصيف من خلال البرك الخاصة بهم رغم تلوثه. وعلى مدى السنوات السابقة أصبح الصراع على الماء في السارة من أبرز الصراعات وأصبح حق المواطنين في الحصول على مياه شرب صالحة للاستهلاك الآدمي حقاً لا يدركه البسطاء وكل منابع المياه المتواجدة في أرجاء العزلة بقراها ال15 وتعدادها السكاني الكبير مملوكة لكبار القوم من مشائخ وأعيان المنطقة وهم أصحاب الحل والعقد في ذلك، وجعلوا المواطن البسيط تحت رحمتهم. شحة المياه وحق الحصول عليه في السنوات الأخيرة بات مأساة لا حدود لها بفعل غياب أي مشروع للمياه على نفقة الدولة. معهد الحمزة ماض استثنائي أنشئت أول مدرستين في عزلة السارة في عهد الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وأول مدرستين تم بناؤهما من قبل تعاونيات الرئيس الحمدي وأطلق على المدرسة اسم حركة التصحيح (13 يونيو) وتقع في الكراب السارة والتي تم إعادة تأهيلها ويجري العمل فيها حاليا وأطلق على المدرسة الأخرى اسم الحمزة بن عبدالمطلب ومثلت المدرستان باكورة مدارس السارة بل تحولت الحمزة إلى معهد علمي كان له دور كبير في إحداث طفرة علمية بلغت ذروتها خلال العقد الأخير من القرن الماضي، فمنه تخرج آلاف المعلمين والمعلمات وفيه تعلم صغار السارة وكبارها إلا أن المعهد الذي تحول منذ العام 2000م إلى مجمع السارة العلمي لم يعد سوى ذكرى عطرة بعد أن شاخ المجمع العلمي في سنواته الاولى وأصبح يعاني الطالب فيه من نقص المدرسين والمناهج وتراجع المستوى العلمي، السبب كما يرى الأهالي وبعض المعلمين فيه رصيد ماضيه ذي الطابع الإخواني الذي لا زال يؤرق بعض المتحزبين الجدد الذين لا يروق لهم أي شيء جميل، لذلك سعى بعض المتحزبين الجدد لتدمير ماضي معهد الحمزة العلمي بالسارة بالاقتصاص من كادره الذي ظل يعمل في مجال التعليم في المجمع وأكدت مصادر مطلعة أن العديد من المعلمين القدامى تم تحويلهم إلى مناطق أخرى لغرض في نفس المؤتمريين الجدد الذين لم يثبتوا للأهالي أنهم أكثر قدرة ومقدرة على الحفاظ على دور المعهد السابق والمجمع الحالي وتقديم الأفضل لا الأسوأ. أكثر من معاناة ذات صباح بعيد كان مئات الطلاب يقطعون مسافات كبيرة تصل من 5 إلى 15 كيلومتر لحضور طابور صباح المعهد وكان بعض الطلاب القادمين من بلاد الحذيفي وقصيع العمارنة وشلف والكراب والكريف يقطعون ساعتين مشيا على الأقدام، حبا في الدراسة في معهد السارة العلمي وعلى الرغم من بعد المسافة والمعاناة اليومية والمخاطر التي يتعرضون لها أثناء مواسم الأمطار إلا أن الطلاب وأهاليهم يتفاخرون بالانتماء إلى مؤسسة علمية كمعهد الحمزة الذي استقبل طلاباً من مختلف مديريات العدين وكان لديه مرافق خاصة من مطبخ مركزي ومخبز وقسم داخلي لإيواء الطلاب من المناطق البعيدة وبالمثل كان المعهد يعمل في المساء بكادر خاص نسائي كمعهد للبنات، أما اليوم فلم تعد تلك القرى البعيدة تودع أبناءها كل صباح للذهاب إلى مجمع الحمزة وإن وجدوا من فرضت عليهم الضرورات نتيجة عدم وجود مدارس ثانوية في معظم تلك المناطق فلا يتجاوزون أصابع اليد منهم من يصل إلى طريق مسدود نصف العام الدراسي ويترك التعليم إلى الأبد وآخر يكمل سيره إجباريا سيما طلاب الثالث الثانوي الذين وجدوا أنفسهم العام الدراسي الماضي مجبرين على البحث عن معلمين لبعض المواد العلمية بأجور خاصة نتيجة نقص المعلمين، ولم يكن طلاب مجمع الحمزة العلمي الوحيدين في المعاناة بل إن أخوة لهم في مدارس أخرى يعانون من نفس المشكلة (نقص المناهج، نقص المدرسين، نقص مخصصات المدارس من نفقات تشغيلية، طباشير، سبورات) وغيرها من أدوات ومستلزمات التمويل. تعليم الفتاة منقوص حق الفتاة في التعليم في معظم قرى السارة لا زال رهينة وجود مدارس خاصة بالبنات فمعظم المدارس تعتمد على ما يمكن وصفه "حق الكوتا" بحيث يجد صفين في آخر كل صف دراسي للبنات مقابل بقية الصفوف للبنين وفي سنوات الائتلاف الثنائي للحكم بين المؤتمر والإصلاح 94-98م أنشئت العديد من المعاهد والتي تحولت بعضها إلى مدارس خاصة بالبنات كمدرسة الحسن بن علي في وادي شياز وهي مدرسة أساسية فقط ولا توجد مدرسة ثانوية للبنات وهو ما دفع مئات البنات إلى التوقف عن الدراسة إجباريا في الصف التاسع لعدم وجود مدارس ثانوية قريبة للبنات باستثناء مجمع الحمزة وهو بعيد جدا، بعض الفتيات تحملن مشقات السفر وقطعن الجبال والوديان للوصول إلى مدرسة ثانوية للدراسة في الصف الأول الثانوي خلال العام الدراسي الجاري كمدرسة الحصابين ولكن واجهن نفس المشكلة وهي نقص حاد في المعلمين وبطء في الحصول على المناهج، أما الاخريات فقد استسلمن لسقوط حق الفتاة في معظم قرى السارة في التعليم وهو ما يعد حرمانا لا حدود له. 25 ألف مواطن ولا مركز صحي واحد 25 ألف مواطن يعيشون في 15 قرية بمعدل 1666 مواطناً في كل قرية في المتوسط، يفتقر جميعهم ذكورا وإناثا لأدنى الخدمات الصحية، وعلى مدى منطقة السارة بطولها وعرضها لا توجد وحدة صحية تحمل اسم وزارة الصحة العامة أو مستوصف حكومي عام يقدم خدماته الصحية لذلك الكم البشري من مواطني الجمهورية اليمنية الذين كفل لهم الدستور والقوانين النافذة حق الحصول على كافة الخدمات الطبية إلزاميا كحق من حقوقهم لا منة تقدمها الحكومة ممثلة بوزارة الصحة، وكل العيادات المتواجدة في نطاق السارة ليست سوى عيادات خاصة تقدم إسعافات أولية وكل مريض عليه أن يستأجر سيارة ب10 آلاف ريال حتى يصل إلى مستشفى عام أو خاص لتلقي العلاج حتى ولو كانت حبة اسبرين، بل إن بعض الأمراض والأوبئة تفشت بصورة مخيفة في السنوات الأخيرة ولم تكتشف إلا في المراحل المتأخرة، كإصابة الذكور بفيروس الكبد البائي، وإصابة الإناث بجرثومة الرحم وأمراض أخرى، ويبقى السؤال أين حق المواطن في عزلة السارة بالصحة وإذا كان متوسط إنفاق وزارة الصحة على كل مواطن في محافظة إب 150 دولاراً هل وصلت حبة اسبرين واحدة لأولئك المواطنين المغلوبين على أمرهم. كهرباء الجمهورية شبح البسطاء بعد 48 عاما من قيامها وصل فانوس الثورة "الكهرباء" معظم قرى السارة بتكاليف بالغة فرضت على المواطنين بمختلف مستوياتهم الاقتصادية، فأناس دفعوا 100 ألف مقابل وصول تيار الكهرباء إلى منازلهم وآخرون دفعوا 65 ألف ريال وتحولت الكهرباء إلى نقمة على مئات الأسر الفقيرة التي اضطرت إلى الاستدانة لدفع إتاوات التيار التي ذهبت أدراج الرياح، فعشرات الملايين التي دفعها المواطنون نهبت من قبل من قاموا بجبايتها، دون أدنى اعتبار وصولا إلى أن نعمة وحق حصول المواطن على خدمة الكهرباء -كحق من حقوق المواطنة المتساوية- أصبح شبحاً يؤرق معظم المواطنين الذين أطلقوا ابتسامة عريضة حين اعتمدت الدولة مشروع كهرباء السارة في الخطة الاستثنائية لمشاريع العيد السابع عشر للوحدة اليمنية والتي بلغت تكلفتها 84 مليار ريال ولكن فرحة بسطاء السارة تحولت إلى كابوس لمعظم محدودي الدخل، بسبب فرض مبالغ خيالية مقابل وصول خدمة الكهرباء العمومية التي لا يزال مصيرها محكوماً بمقص المقاول وتعنت كبار القوم في معظم القرى، ناهيك عن عشوائية الشبكة. الكراب يا قاضي إب في الوقت الذي وصل التيار إلى معظم قرى السارة وقرية الحصابين وقرية رماضة وعزلة شلف لا يزال حق أهالي قرية الكراب السارة في خدمة الكهرباء غامضاً إلى اليوم بل أصبحت الكراب نقطة سوداء وسط قرى وعزل ودعت سراج الإمامة واستنارت بنور الثورة الكهربائي ومنذ قرابة ال6 أشهر وصل قرية الكراب عدد من العمدان الخشبية ولم تصل الشبكة إلى اليوم، وهو ما أشعر أهالي قرية الكراب بأن مواطنتهم منقوصة، كون منطقتهم لم تحظ بأدنى اهتمام، بدورنا نناشد محافظ محافظة إب القاضي أحمد عبدالله الحجري بتوجيه كهرباء ريف محافظة إب بسرعة توصيل تيار الكهرباء العمومي لأهالي الكراب كحق لا مِنَّة من أحد. طريق القاسمية شلف الطريق إلى السارة وقراها وعزلة شلف بدائية ومعبدة، بل يعد المرور منها مغامرة غير محسوبة نتيجة سقوط حقها من الصيانة الدورية على الرغم من كونها طريقاً رئيساً تمد محافظة إب ومديرية شرعب السلام بتعز وكل حاجتها لا تتجاوز 70 كيلومتر أسفلت لتتحول إلى أحد أهم الطرق الرئيسة، إلا أن شق وسفلتة طريق القاسمية بلاد الحذيفي الكراب السارة، العمارنة، لتتصل بطريق تعز الممتدة إلى الأفيوش يدور حولها الغموض، فالطريق الاستراتيجي الهام اعتمدت في الموازنة العامة للدولة للعام 2010م وكان من المفترض أن تنزل المناقصة ويبدأ التنفيذ ولكن مضى العام دون أن يلمس المواطن في تلك المناطق أي جهود فعليه لتنفيذ الطريق، فإلى متى ستظل طريق القاسمية.. شلف.. شرعب الأسفلتية مجرد حلم؟ وما مصير تمويل الطريق المعتمد في موازنة العام 2010م فهل سترحل أم ستنفذ؟.