تشهد الحركة التجارية في مدينة الحبيلين معقل الحراك الجنوبي شللاً تجارياً شبه تام منذ عدة أشهر جراء التسيب الأمني وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها المدينة وذكرت مصادر مؤكدة للوسط الاقتصادي أن 50% من المحلات التجارية البالغة قرابة 320 محلا تجاريا تواجه مصير الإفلاس بعد أن شهدت المدينة نزوحا جماعيا لصغار المستثمرين وأفادت المصادر ان عشرات المستثمرين يستعدون لنقل استثماراتهم إلى مدن أخرى أكثر أمانا بعد أن تعرض عدد منهم لاستفزازات من قبل عناصر محسوبة على الحراك كان آخرها اختطاف عبدالسلام مدهش ومصادرة سيارته نوع "دينا" قبل أسبوعين وعلى متنها بضائع تقدر ب2 مليون ريال وبعد عدة أيام عادت السيارة مقابل 200 ألف ريال وكان عدد من أصحاب المحال التجارية من أبناء المناطق الوسطى قد تعرضوا لشتى الأساليب الاستفزازية من قبل محسوبين على الحراك حيث أكد أحد أصحاب المحلات التجارية أن احتجاجات الحراك فرضت على المئات من أصحاب المحلات الإقامة الجبرية داخل المنازل ومحلاتهم التجارية، كما تتعامل معهم بعنف أثناء تنفيذ الإضرابات وصولا إلى مطاردتهم في شوارع المدينة وأسواقها وفرض إتاوات شهرية تحت مبررات دعم الحراك وأفاد المصدر أن عددا من أصحاب المحلات التجارية أجبروا على الانتماء إلى الحراك ودفع مبالغ مالية شهرية ورفع الأعلام التشطيرية في واجهات محلاتهم التجارية، وإعلان الولاء للحراك مقابل عدم تعرضهم لأي أذى في الأيام التي يسمح الحراك فيها بفتح المحلات. وذكر مصدر مطلع أن الخسائر المادية والنفسية التي لحقت بصغار المستثمرين وصلت أعلى مداها، حيث تعرض عدد من أصحاب المحلات التجارية قبل أسبوع للضرب المبرح من قبل عناصر حراكية كان آخرها تعرض مواطن للضرب المبرح بسبب ارتدائه الثوب والجنبية وأكد المصدر أن الخسائر اليومية التي يتكبدها القطاع التجاري في الحبيلين تصل يوميا إلى 15 مليون ريال نتيجة تراجع الحركة التجارية بشكل حاد بنسبة 85% في الأيام العادية وعزا ذلك إلى عزوف المواطنين للتسوق في مدينة الحبيلين نتيجة حالة عدم الاستقرار الأمني، ووصفت الخسائر المادية التي لحقت بالقطاع التجاري في الحبيلين والضالع بالفادحة التي كبدت أصحاب الورش المعتمدة على الأيادي العاملة خسائر فادحة.. منها أكثر من 20 ورشة في مدينة الحبيلين وجاء أصحاب مواد البناء والصرافة وقطاع الخدمات الأخرى من مطاعم وفنادق في المرتبة الثانية وعلمت الوسط الاقتصادي أن 60 محلا تجاريا نقلوا إلى محافظتي إب وتعز خلال الشهرين الماضيين، كما انعكست حالة عدم الاستقرار الأمني على القطاع العقاري والذي انخفض بنسبة 45% خلال الشهرين الماضيين نتيجة إقبال أصحاب العقارات والأراضي من أبناء المناطق الشمالية على بيعها، وأفادت المصادر أن عدداً من أصحاب المحلات التجارية الذين ينتمون إلى ردفان نزحوا ونقلوا استثماراتهم إلى محافظة عدن نتيجة ما وصفوه بوصاية الحراك.