*صدقت صحيفة "الوسط" حينما قالت بأن ناشئينا يشاركون بدون إعداد أو الوصول للجاهزية والمستوى المطلوب وكذبت تعويذات أقلام المباخر وخاب أمل المتعشمين في تحول إبليس إلى ملاك والشيخ إلى كابتن رياضي يتمتع ولو بذرة من الروح الرياضية والحس الوطني. *ولعلّي وبعض زملاء الإعلام والرياضة أسرفنا كثيرا حينما سوقنا بغباء إمكانية تحقيق نتائج إيجابية وتأهيل مضمون للأدوار النهائية من التصفيات الآسيوية. وللأمانة لم تكن توقعاتي مثل القراءة الساذجة لحملة المباخر في فنجان شيخ الدمار الشامل للرياضة اليمنية. وحيث يشفع لتوقعاتي الساذجة أن منتخبات آسيا تهاب مواجهة براعمنا وناشئينا كما أن مجموعتنا سهلة جدا تضم فرق الكويت التي هزمناهم مسبقا في أرضهم ولاوس البلد الذي لا يعرف غير الهزائم الثقيلة في كرة القدم. *اليوم تعلمت من زميلي خالد شعفل ما لم أدرسه في الجامعات الرياضية الجزائر وهو أن ثمة فرقاً واسعاً بين الأماني والاتكال على الماضي وحقائق الواقع الأليم الذي تعاني منه كرة القدم اليمنية في ظل السيطرة العيسائية التي تجعل منها مأساوية وكارثية أشبه ب"رقصة برع تيوس". وهي سيطرة مدمرة أشبه بسيطرة الشيخ طفاح على أبناء قريته وإصراره على استعبادهم وتخلفهم وقهرهم. فنحن نتراجع كرويا ونخسر إنجازات الماضي تباعا حتى صار ناشئونا حقل تجارب لفرق مغمورة. كما أنني لم أجد تفسيرا واحدا لإصرار اتحاد الكابتن طفاح على تجاهل البرنامج الإعدادي للمنتخب غير أن طفاح الكرة اليمنية يريد إفراغ اليمن من الرياضيين وتنفيذ مشروع تجنيس الأفارقة. بدليل أننا لا نعرف أين يذهب مليار ومائة مليون ريال ميزانية اتحاد القدم والمليون دولار المقدم من (الفيفا) كدعم مشروع (جول) على اتحاد لم ينظم إلا بطولة دوري وتصفيات الثانية وتجاهل إعداد المنتخبات وبطولات عدة خصصت لها تلك المبالغ ومدربون وحكام ولاعبون لم يتسلموا مرتباتهم منذ أكثر من أربع سنين. *وحتى لو أثرت حفيظة طفاح الكرة اليمنية ونظم اعتصامات أمام وزارتي تطالبني بالرحيل كما يفعلها دوما عندما توقف الوزارة مخصصات اتحاده أقول إن ما تعرضت له مشاركة الناشئين هي جريمة بحق وطن وسمعته وشعبه يجب الوقوف بحزم أمامها وألا تستمر عين الوزارة وعين حكومة الوفاق مغمضة عن معاناة الكرة اليمنية وعن استهتار القائمين عليها ومرمطتنا الخارجية. خاصة أن المبادرة الخليجية لم تدرج الكابتن طفاح والدكتور حفاظي ضمن قائمة الحصانة. *إننا اليوم بحاجة ماسة إلى ربيع رياضي لاستئصال طفاح وشلته وحملة مباخره من ساحتنا الرياضية، ثورة حقيقية لانتشالها من السقوط في وحل الشيباني والعيسي حيث أنه لا توجد رياضة في العالم تقوم على العشوائية والقبلية إلا عندنا.. العالم يشهد التخطيط الكروي ونحن لا نعرف إلا التخبط الكروي.. إننا بحاجة لثورة وطنية لا تهادن ولا تفاوض من أجل دولار أو سفرية أو منصب.. إننا نناشد الوزير وحكومة الوفاق التدخل بقوة وحزم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر إغلاق حنفية الصرف وعدم الارتهان إلى عقوبات الفيفا لكونها لا تؤمن برياضة الهواة في عالم الاحتراف وحتى لو فرضت علينا عقوبات فنحن بحاجة إلى استراحة مقاتل لمدة عام أو عامين لإعداد منتخبات على أسس منهجية تشرّف اليمن خيرا من الاستمرار في مشاركة تسيئ له ولتاريخه الرياضي وذلك من مبدأ "كفاية مرمطة وجرائم بحق سمعة الوطن" ما لم فانتظروا مزيدا من الإحباط والتخبط والنكسات واستنزاف المال العام والجلطات وحالات الاكتئاب.. والله المستعان.