كل المراجع التاريخية تؤكد بأن حضرموت لم تدخل في وحدة مع اليمن لا في التاريخ القديم أو الحديث والمعاصر وأي ادعاء غير ذلك فلا أساس له بالمطلق. المعروف تاريخياً أن اليمن وحضرموت قد شهدتا حروباً وغزوات متبادلة لا علاقة لها بالوحدة لأن أهدافها غير وحدوية,ولأنها كذلك فسرعان ماتتم مقاومتها والانتهاء بهزيمتها كما حدث على يد طالب الحق الذي سيطر على جميع مناطق اليمن, وكذلك سيطرة القرامطة بزعامة علي بن الفضل وابن حوشب, ونفس الشيء شهدته حضرموت من قبل الغزاة اليمنيين كان مصيرهم المقاومة والطرد, وآخر شكل من هذا الغزو والحروب العدوانية ما حدث في السابع من يوليو 94م. وعندما غزت القوات الشمالية التي احتلت الجنوب وحضرموت ذلك الاحتلال الذي مازال جاثماً. وحتى الحروب التي اندلعت بين الشمال والجنوب في العام 1972م و 1979م لا تختلف في شيء عن سابقاتها حتى في الأهداف التي تتمثل في الاستيلاء على أكبر قدر من الفيد والغنائم، حتى ولو جاء تحت شعارات وحدوية والوحدة منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب، وهو ما حصل بعد 7/7/94م, ثم إن الشيء الذي يعرفه اليمنيون جيداً ويتجاهلونه مع سبق الإصرار والترصد ألا وهو أن اليمن لم يشهد تاريخياً وجود دولة وطنية مستقلة و ذات سيادة إلا في عهد الإمام يحيى حميد الدين, حتى الحركة الانقلابية في 26 سبتمبر التي أطلقوا عليها ثورة لم نِقُم دولة وطنية,بل استمرت تحت الوصاية المصرية إلى أن تمت المصالحة بين الملكيين والجمهوريين بعدها انتقلت الوصاية على اليمن إلى الوصاية العربية والدولية. فتوى الديلمي الفتوى التي جاءت على لسان عبدالوهاب الديلمي والتي بموجبها كفّر الجنوبيين وأباح دمهم وحقوقهم وأعراضهم كما استباح أرضهم باعتبار مناطق الجنوب مناطق فيد وغنائم حرب.. إن كل من يتمعن جيداً في النص الكامل للفتوى يتأكد له و كأنها قد خرجت من أروقة المجمع الماسوني الصهيوني، وجاءت على لسان الديلمي، لا علاقة لها بالدين الإسلامي مطلقاً، وتتنافى مع ما قاله رسول الرحمة محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الوداع والتي تقول بأن دم ومال المسلم على المسلم حرام. ولأننا مسلمون يحرم علينا ديننا قتل المسلم أو التعدي على أرضه وماله وأعراضه, فإننا لا نريد أن نكرر تلك الفتوى الباطلة التي بموجبها شنت الحرب العدوانية على الجنوب واحتلاله واستباحة الأرض والإنسان والاستيلاء على ثرواته. إن ما نريده من علمائنا في الجنوب وحضرموت أن يجتمعوا ويصدروا فتوى بإلغاء وعدم مشروعية وقانونية ما تم الاستيلاء عليه بالحرب ظلماً وعدواناً واستعادته وكذا إلغاء جميع عقود التمليك التي صرفت للغزاة ومغادرتهم حضرموت والجنوب سلمياً حتى لا يكون البديل المقاومة الشعبية المشروعة لنيل الحقوق التي تؤخذ عنوة ولا توهب بالمجان. كما ويجب أن يكونوا على بيّنة من أن الاعتماد على الطابور الخامس الذي زرعه حزبا المؤتمر والإصلاح في الجنوب وحضرموت بأنه الضامن لبقاء وحدة الضم والإلحاق، وأن من المخاطر التي يرتكبها الحزبان هذه الأيام هو تجييش الساحات في عدنوحضرموت بالعسكريين، وهم يرتدون ملابس مدنية.. إنهم بذلك يلعبون بالنار مع سبق الإصرار والترصد, وهم بذلك الاعتقاد وهذه الممارسات يخطئون خطأً فظيعاً، الذي لن يجلب لهم سوى الويلات والكوارث, ومن الأفضل لهم أن يأخذوا بحكمة وتجربة جمال عبدالناصر عندما طلب السوريون الانفصال والعودة إلى الوضع السابق قبل الوحدة (المصرية - السورية), ولم يقل الوحدة أو الموت. كان يمكن أن تنتهي تلك الوحدة اليمنية الارتجالية والخاطئة قبل أن يحدث الانفصال في النفوس، أي قبل تلك الحرب الظالمة.