استأنفت جلسات فريق القضية الجنوبية دون جديد على جدول أعمالها، عدى ما يمكن أن تقدمه كخطط للعمل مثل بقية اللجان، وبدأت اللجنة بوقفة احتجاجية في مقر انعقاد المؤتمر مطالبين بتطبيق النقاط العشر المطروحة سلفاَ. كل من في اللجنة يقف متضامنًاَ مع القضية الجنوبية بما فيهم الأعضاء الشماليون، ووقف جميعهم مع الجنوبيين بقيادة محمد علي أحمد، غير أن اللجنة بغياب أحمد الصريمة الذي سافر بشكل مفاجئ إلى دولة خليجية لم يسمها، وعبر زيارته - فقط - بأنها "سياسية". هذا الغياب - والذي يمثل الصريمة رئيس فريق القضية الجنوبية - يكتنفه الغموض فيما إذا كانت اللجنة ستواصل عملها خلال الأسبوع الجاري، والذي يليه، فليس من الممكن أن يكون فريق القضية الجنوبية يستمر في جلساته دون أن يكون من اتفق عليه على غير بقية اللجان أن يكون من الجنوب دون حضوره في الحوار. معلومات من مصادر قالت ل"الوسط": من فريق العمل الخاص بالقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار في اجتماعه يوم الأحد الماضي تقول: إن القضية تتجه نحو التطويل وأداء اللجنة يسير في الاتجاه نفسه، وأن السبب - حسب ذات المصدر - يبدو أنه من الخارج. ويبدو على المشاركين في قضية الجنوب أمر الشروع في العمل غير مجد بالنسبة للأمر الواقع، إذ ليس من الممكن أن تحل القضية الجنوبية دون ممثل حقيقي للطرف الآخر من الأزمة، فأكثر القيادة الجنوبية إما مقاطع في الداخل أو مستعدين للحوار المرتقب في الخارج. وبهذا يأتي البطء في تحركات لجنة قضية الجنوب في الحوار الوطني تحسباَ لما سيخرج به المؤتمر المنعقد قريبا في القاهرة في 27 أبريل القادم، وسيجتمع فيه من المحتمل أغلب القادة الجنوبيين بما فيهم علي ناصر محمد والعطاس وعبدالرحمن الجفري. ضغوط خارجية تستمر جميع اللجان في الحوار الوطني خلال الأسبوع الجاري في تقديم الخطط حول عملها المقبل ومعها فريق القضية الجنوبية، فلن يقدم الفريق خلال فترة ما قبل انعقاد مؤتمر الحوار "الجنوبي جنوبي" شيئا، فثمة حسب مصادر من اللجنة نفسها أن هناك ضغوطا خارجية توجه اللجنة إلى التريث في تنفيذ أعمالها، حتى انتهاء مؤتمر القاهرة في 27 أبريل القادم. وبما أن مستشار الأممالمتحدة والمبعوث إلى اليمن جمال بن عمر - ومن المحتمل أن يحضر الحوار الجنوبي - فإنه سيعمل على تراجع في عمل لجنة القضية الجنوبية حتى ذلك الحين، والتبين ما الذي سينبثق عليه المؤتمر، فالتوجه الحاصل من المجتمع الدولي هو تقريب قادة المعارضة الجنوبية في الداخل والخارج للحوار الوطني والعمل على تسوية القضية الجنوبية عبر الحوار. التنسيق للحوار كان قد بدأ منذ 9 مارس الماضي حين اجتمع بن عمر مع قادة المعارضة من الجنوب في دبي منهم العطاس وعلي ناصر محمد وعبدالرحمن الجفري، وقَبل بن عمر فكرة الحوار تحسبا لتوليف أطراف القضية الجنوبية في اتجاه واحد، أو موقف يمكن أن يتعاطى معه في تسوية الأزمة الجنوبية. فمن المحتمل مبدئياَ أن يحضر كل من: الرئيس السابق على ناصر محمد، وأبو بكر العطاس، وعبدالرحمن الجفري، وبقية القيادات في الداخل التي أعلن بعضها المشاركة في الحوار، لكن ما يمكن احتماله هو عدم حضور علي سالم البيض الذي ما زال يرى أي حوار خارج إطار الانفصال ضربا من العدم، وهو الجناح الذي لا يؤمن بحوار، ولم يحدث أن التقى مع بن عمر، لاسيما في دبي وغيرها في مساعيه للحوار. إلا أن معلومات نقلت عن إرسال علي سالم البيض ممثلين إلى العاصمة المصرية القاهرة، وهم كل من القياديين في الحراك الجنوبي المحامي يحيى غالب الشعيبي والدكتور الخضر الجعري ومحمد علي شائف رئيس المجلس الوطني الأعلى (لتحرير واستقلال الجنوب). وقد أفاد مكتب البيض بأن الموفدين ممثلين عنه لحضور اجتماع اللجنة التحضيرية المصغرة للقاء الشخصيات الجنوبية في الخارج. ويأتي هذا التوجه من علي سالم البيض تزامناَ مع رسالة علي ناصر محمد في خطابه وإشعاره بالخوف على الأول، وعلى مسار القضية الجنوبية من أية عقوبات قد يفرضها المجتمع الدولي بسبب موقفه وعدم تجاوبه مع المجتمع الدولي ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر. وأشار علي ناصر محمد في رسالته الموجهة لعلي سالم البيض أنه نصح السفير جمال بن عمر بالحوار معه ومع القيادات الجنوبية بالخارج، ورحب بالفكرة وأبدى استعداده بالتقائه مع البيض وبعض القيادات الجنوبية في بلد عربي أو أوروبي، وطلب علي ناصر محمد التواصل مع الرئيس علي سالم البيض لترتيب هذا اللقاء. وذكرت الرسالة - حسب ما نقله موقع الأمناء التابع للحراك الجنوبي: "أن الملف اليمني (شمالا وجنوبا) قد وصل لمرحلة معقدة، وأن الحل لن يأتي من الداخل بل سيفرض علينا من الخارج، وأنه وجب علينا قبل الوصول لهذا المنعطف توخي الحرص بالحساب السياسي الدقيق وعدم استعداء المجتمع الدولي بل علينا العمل على تغير موقف المجتمع الدولي تجاه قضية شعبنا الجنوبي بمسار سياسي يتوافق مع نضال شعبنا في الداخل من خلال مؤتمر حوار وطني جنوبي يتحد بموقف جماعي". وأضافت الرسالة: أن أي رفض من القوى الجنوبية لأي حوار جنوبي سيضعهم في مواجهة ليس من الداخل فحسب بل من المجتمع الدولي والإقليمي، وهو ما التمسته القوى الجنوبية المقاطعة في بيان مجلس الأمن الدولي الأول في يناير المنصرم بإدراج البيض وصالح من المعرقلين للمرحلة الانتقالية. واختتم الرئيس علي ناصر محمد "أن هناك مؤشرات خطيرة بدأت تلوح في الأفق، وأنه أي قرار ورؤية تتخذونها سوف نحترم خياركم وقراركم". وفي يوم الاثنين الماضي عاد فريق أعضاء اللجنة المصغرة (الجنوبية) استئناف اجتماعهم بهدف التوافق على تشكيل قيادة جنوبية موحدة تضم كل التيارات الجنوبية يتم انتخابها عبر مؤتمر جنوبي عام تتحمل مهام قيادة شعب الجنوب ويخول لها التحرك الدبلوماسي والسياسي تحت مسمى القيادة الموحدة لشعب الجنوب ولو بشكل مؤقت تضم تحالف تياري القاهرةوبيروت. يذكر أن ضم المحامي يحيى غالب الشعيبي والدكتور الجعري والكاتب محمد علي شائف وصلاح الشنفرة (تيار البيض) تيار بيروت، وعبدالمجيد وحدين وسعيد سعدان تيار القاهرة ممثلين عن علي ناصر وحيدر العطاس. مغادرة الصريمة قبل بدء المرحلة الثانية من الحوار الوطني والذي بدأت السبت الماضي سافر الصريمة الى دولة خليجية رافضًا الإفصاح عن هذه الدولة وعن الأسباب التي غادر من أجلها، واكتفى بقوله: إن الزيارة "سياسية". ومن المحتمل أن زيارته لم تكن لها علاقة بمؤتمر الحوار الجنوبي المزمع انعقاده في القاهرة، وليس لها غرض سياسي بحت، فمن المرجحات أن الصريمة سافر إلى المنامة عاصمة البحرين لغرض تجاري ليس له علاقة بالسياسة. إذن مع غياب الصريمة عن جلسات مؤتمر الحوار وتحسباَ لانعقاد مؤتمر حوار (جنوبي جنوبي) في القاهرة سيصبح عمل فريق القضية الجنوبية هامشيا ولن يبدأ في أية خطوة أو عمل المقررة في جدول أعمال اللجنة حتى معرفة ما سيفرزه مؤتمر القاهرة في 27 أبريل الجاري.