تصاعدت أعمال العنف في المحافظات الجنوبية إلى مستويات تنذر بتفجر الأوضاع في أكثر من محافظة، ففي محافظة الضالع التي تشهد توتراً بين الجيش ومسلحين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي منذ ديسمبر الماضي على خلفية مجزرة سناح، قتل يوم أمس نحو 13 مدنيا وعسكريا في كمين نصبه مسلحون لناقلة كانت تحمل مواد غذائية ل اللواء 33 مدرع وتمكنوا من إحراقها وإحراق عربة مدرعة كانت تقوم بمرافقتها بالقرب من منطقة "الجليلة" شرق مركز المحافظة، وقالت مصادر محلية إن المسلحين هاجموا الناقلة والعربة بالصواريخ المضادة للدروع ما أسفر عن مقتل خمسة عسكريين بينهم ضابط وإصابة ثمانية آخرين بجروح. وأكد مصدر في الحراك الجنوبي لوكالة فرنس برس عن مقتل ثلاثة عناصر من "المقاومة الجنوبية" في تبادل لإطلاق النار مع الجيش وثلاثة مدنيين، وإصابة عدد آخر بجروح، وأشار إلى أن قوات الجيش شنت هجوما بالأسلحة الثقيلة على القرى المجاورة لمنطقة الجليلة كما نصب اللواء 33 مدرع عددا من النقاط الأمنية على الخط العام الذي يربط قعطبة بالضالع على خلفية الهجوم، وأعلنت حالة استنفار استعداداً لأي هجوم آخر. كما اعترف مصدر مسئول في المنطقة العسكرية الرابعة بوقوع 12 جنديا في قبضة المسلحين أسرى مؤكداً أن الجيش تمكن من القبض على عدد (21) شخصاً وجريحين من المسلحين والاستيلاء على مدفع هاون وستة (قاذفات آر بي جي) وكمية من الأسلحة الخفيفة التي كانت بحوزتهم، ولفت المصدر العسكري إلي سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف من اسماهم بالخارجين عن القانون. وفي السياق ذاته أعلنت ما تطلق على نفسها بالمقاومة الجنوبية تبنيها عملية استهداف الجيش، وقالت في بيان بثته قناة "عدن لايف" إنه وردا على قصف الجيش للمنازل شنت المقاومة في تمام الساعة الخامسة فجرا عددا من الهجمات المنسقة استمرت حتى الظهر وأسفرت عن مقتل 13 جنديا وسقوط عدد من الجرحى، بالإضافة إلى الأسرى الذين قال إنه سيسلمهم إلى للجنة الدولية لمنظمة الصليب الأحمر الدولية في المستقبل القريب، وأضاف البيان أن المقاومة تمكنت أيضا من تدمير مدرعتين صنع أمريكي وجرح كل من فيها وإعطاب دبابة. إلى ذلك قالت المقاومة إنها أعطبت شاحنة للدعم اللوجيستي تابعة للجيش في الضالع مرجعة أسباب الهجوم إلى قصف الجيش لمنازل المواطنين . وجاءت الاشتباكات التي شهدتها الضالع عقب توتر دام أسابيع بين الجيش ومسلحين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي خاض الطرفان فيها مواجهات اتسمت بالكر والفر ، كما ارتفعت ظاهرة الاختطاف المتبادل بين المسلحين وأفراد من اللواء 33 المرابط في محافظة الضالع خلال الشهر الجاري. وجراء تصاعد الانفلات الأمني في محافظة الضالع علقت منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها الطبية في مستشفى النصر بالضالع وقالت المنظمة إنها علقت دعمها لمستشفى النصر بالضالع وأنشطة الرعاية الصحية الأولية التي تقدمها في القرى المجاورة للمدينة بسبب ما قالت إنه "انعدام الأمن في هذه المنطقة". وفي حين شنت قوات الجيش حربا على قبائل الحموم بقيادة وزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد، منذ أسبوعين، في غيل بن يمين وعقبة عبدالله غريب ومناطق أخرى من وادي حضرموت بعد محاصرة قبائل تحالف حضرموت للشركات النفطية وسعيها إلى إيقاف ضخ النفط من منشأة المسيلة النفطية للضغط على السلطات تنفيذ مطالب الحلف التي أعلنها عقب مقتل الشيخ بن حبريش في ديسمبر الماضي، شهد ساحل حضرموت وخصوصا مدينة المكلا، أعمال عنف متصاعدة منذ مطلع الأسبوع الجاري حيث شن مسلحون مجهولون هجوماً مسلح على السجن المركزي ظهر أمس وتمكنوا من الإفراج عن خمسة سجناء ولاذوا بالفرار في السجن المركزي بالمكلا. وجاء الهجوم على السجن عقب أعمال شغب قام بها السجناء الأسبوع الماضي على خلفية مطالبهم بإطلاق سراح السجناء الذين يعانون من فراغ قانوني ولم يصدر بحقهم أية أحكام ورفع المظالم التي يعانونها في السجن وتوفير طبيب مناوب وقوبل بقمع قوات الامن، وجاء الهجوم على السجن المركزي بالمكلا عقب تعرض المجمع الحكومي الذي يضم إدارة الأمن ومبنى المحافظة فجر السبت لهجوم نفذه مسلحون مجهولون بقذائف ار بي جي ولاذوا بالفرار . وفي السياق ذاته تمكنت عصابة مسلحة مكونة من ستة أشخاص مساء الجمعة من الهجوم على مبنى مؤسسة المياه بمديرية غيل باوزير محافظة حضرموت والسيطرة على مبنى المؤسسة وحجز عمال الحارسة، وقامت بالسطو على ثلاث سيارات تابعة لمؤسسة المياه نوع السيارة الأولى دينه وسيارتين أخريين هيلكس (غمارتين وأخرى غمارة) ولاذوا بالفرار كما أحرق مسلحون مجهولون مطلع الأسبوع الجاري مقر المجلس المحلي بمديرية الحوطة حيث أدى الحريق إلى إتلاف جميع الأثاث. وفي ظل اتساع الانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية تعرض المجمع الحكومي في مدينة عنق عاصمة محافظة شبوة لهجوم بقذائف الآر بي جي من قبل جماعة مسلحة هو الثالث خلال شهر. إلى ذلك وفيما احتجزت نقطة المعدي التابعة لحلف قبائل حضرموت فجر الاثنين سيارتين مسروقتين تابعتين لإدارة مياه غيل باوزير واحدة هايلكس غمارتين والثانية دينا ديهاتسو، وقد تم التحفظ عليهن لدى نقطة الحلف وتم إبلاغ إدارة مياه غيل باوزير لاستلامهن. وأبلغت قبيلة بيت القرزات الرئيس هادي عن فقدان خمسة من أفراد القبيلة الجمعة الماضية بتاريخ 2014/2/7م على إثر الهجوم الذي تعرضت له منطقة (حاس - عبول) إحدى أودية غيل بن يمين من قبل الجيش بمختلف الأسلحة الثقيلة بما فيها قصف بالطيران الحربي والدبابات واكتساح عدد كبير من الأطقم العسكرية والتي استمرت في هجومها بشكل متواصل من الصباح حتى المغرب. وذكرت القبيلة أسماء خمسة أفراد من القبيلة الذين اختفوا قالت إنهم كانوا يعملون كحراس مدنيين في هذا الموقع براتب لا يصل إلى راتب الجندي عبر كتيبة حماية الشركات بالمسيلة منذ عام 1996م وتم خطفهم وهم يؤدون عملهم في مكان حراستهم وهم معروفون جيداً لدى أفراد الكتيبة والمواطنين الآخرين، أحدهما بائع متنقل لبعض السلع للبدو الرحل، والآخر طفل لا يتجاوز عمره 16عاماً، ولا نعلم مصيرهم حتى اللحظة ولا موقع اختطافهم.. هذا في الجانب البشري أما فيما يخص الممتلكات نوضح الآتي : وقالت في بيان لها إنه تم خطف عدد ثلاث سيارات (نيسان سفاري - هايلكس كبن - ستاوت) تعود ملكيتها للمخطوفين ولا نعلم مصيرهن حتى اللحظة. وأشارت إلى تعرّض بيت سعد بن سعيد بن سعد القرزي للنهب بالكامل وبجميع محتوياته من ذهب ومبالغ نقدية وأثاث وفرش ومواد غذائية وعنده أمانات حق الغير من البدو الرحل ، حيث تم رمي الصناديق فارغة ومن ثم أضرموا فيه النيران وأحرقوه بالكامل. بالإضافة إلى تعرض مباني وكونتيرات تابعة للحراسات المدنية في كل من كيلو (50-65-70) للنهب والتخريب وإضرام النيران فيها وتوجد بها ممتلكاتهم من ذهب ومبالغ نقدية ومواد غذائية وأمانات حق الغير، ولدينا تفاصيل بكامل المحتويات. و قصف بعض بيوت المواطنين وحيواناتهم من أغنام وجمال ومزرعة على عين. وناشدت المذكرة الرئيس هادي بسرعة إصدار توجيهاته للجهات الخاطفة وهو القوة المهاجمة في ذلك اليوم بفك سراح المخطوفين وعودتهم إلى أهلهم وذويهم سالمين وعودة جميع ممتلكاتهم المنهوبة الموضحة أعلاه كاملة دون نقصان وتعويض ما تم حرقه وإتلافه.