في الوقت الذي يخشى مراقبون فيه من الزج بالجيش في معركة طابعها حرب عصابات في أبين وشبوة ضد القاعدة دون أن يتم أخذ الاحتياطات العسكرية في حرب ذات طابع خاص كهذه حمّل مصدر عسكري قيادات الجيش ذنب العدد الكبير للقتلى من الجنود الذين تم قتلهم في أبين بسبب ما قال: إن القيادة لم تقم أولًا بإرسال فرقة استطلاع تتقدم الجيش، كما هو معروف، في عمليات كهذه، ما عرضهم لكمين نصبه مسلحون، وأدى إلى هذه الخسارة في الأرواح والمعدات. وكشف المصدر ل"الوسط" من أن الجنود الذين تم قتلهم لم يكونوا في مواجهة حربية مع عناصر القاعدة، وإنما كانوا ضمن رتل عسكري متجه من عزان إلى المعجلة حين تعرضوا لكمين من قبل مسلحيها.. إلى ذلك وفيما تتضارب الأنباء حول عدد القتلى من الطرفين دون أن تؤكد مصاد رسمية ما تناولته وسائل إعلامية عن العدد، فقد قال مصدر قبلي في أبين إنهم شاهدوا عددًا كبيرًا من الجنود قتلى قبل أن يتم انتشال جثثهم عقب ساعات من انتهاء القتال، قدرهم بأكثر من عشرين قتيلًا، بالإضافة إلى عدد يزيد عن العشرة من الجنود أسرتهم القاعدة قبل أن يتم إطلاق اثنين منهم بوساطة قبلية، كما تم إعطاب عدد من الآليات العسكرية تُقدر بأربع آليات وطقمين عسكريين، وفيما يُعد تصميمًا على مواصلة الجيش للقتال بإشراف مباشر من وزير الدفاع، دعا مصدر عسكري مسؤول في المنطقة العسكرية الرابعة المواطنين إلى الالتزام بعدم استخدام الطريق الممتد من ميفعة بمحافظة شبوة باتجاه المعجلة مودية بمحافظة أبين؛ وذلك حفاظًا على أرواحهم وممتلكاتهم. وقال المصدر - بحسب الوكالة الرسمية: "نظراً للأعمال القتالية التي تخوضها وحدات القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية فإن على الجميع عدم الحركة في هذا الخط حتى إشعار آخر"، مطالبًا المواطنين التعاون لما فيه الحفاظ على سلامتهم وتجنيبهم أية أخطار. إلى ذلك وفيما بثت مواقع جنوبية صورًا لما قالت إنهم جنود من الجيش يرفعون شعار تنظيم القاعدة، وبررت تلك الوسائل لجوء الجيش لذلك بأنه يأتي عقب تكبده خسائر كبيرة اليوم في المواجهات التي شهدها مفرق الصعيد بشبوة، لقى عدد غير معروف بعد من أنصار الشريعة مصرعهم، بعد أن قصفت طائرة بدون طيار مواقع كان يتحصن بها عدد من مسلحيهم في مفرق الصعيد.. وكان أوضح قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الوحدات العسكرية والأمنية ورجال اللجان الشعبية يقومون بعمليات مطاردة الجماعات الإرهابية المسلحة وتضييق الخناق عليها لتطهير منطقة المحفد ومحافظة أبين من هذه العناصر الضالة. على الصعيد نفسه بدأت الوحدات العسكرية والأمنية تنفيذ حملتها العسكرية في منطقة بلحاف باتجاه رضوم ميفعة بمحافظة شبوة، ضد عناصر الإرهاب من تنظيم القاعدة.. فيما تقوم في ذات الوقت وحدات عسكرية وأمنية ورجال اللجان الشعبية بتنفيذ عملية عسكرية أمنية باتجاه عقبة النقبة - جبّان في محافظة شبوة بضرب الأوكار الإرهابية الإجرامية. وقالت وزارة الدفاع اليمنية: إن الجيش اليمني يحقق "انتصارات كبيرة" ضد عناصر تنظيم القاعدة "الإرهابي" في جنوب اليمن، وأكدت الوزارة عبر موقعها الالكتروني"26سبتمبرنت" أن "لا رجعة عن سحق الإرهاب واستئصاله من جذوره تلبية لمطالب الشعب اليمني الذي ضاق ذرعاً بالخارجين عن الدين والشرع والقيم الإنسانية". وكان كشف الرئيس هادي أن 70% من تنظيم القاعدة من الأجانب، من خارج اليمن، ولذلك لا يهمهم تدمير البلد. وأضاف - في حفل أقيم صباح يوم أمس الثلاثاء، بمناسبة تخرّج الدفعة الخامس والعشرين لدرجة الماجستير في الحقوق وعلوم الشرطة في كلية الدراسات العليا بأكاديمية الشرطة - أن هناك من يقول: لماذا لم تحاوروهم، كيف نحاورهم و70 % غير يمنيين، وعلى من يشكك في ذلك من إخواننا أن يذهب إلى ثلاجات الموتى في المستشفيات الذين لم تقبل جثثهم بلدانهم، وهم من البرازيل وهولندا وأستراليا وفرنسا، ومن شتى دول العالم.
