كشف المؤتمر الجنوبي الجامع المزمع الذي تجري الإعداد له منذ أشهر عن مدى تشرذم الحراك الجنوبي من الداخل بسبب صراع الزعامات بين مكونات في الداخل وأخرى في الخارج والتي انعكست على أداء الحراك الجنوبي وعلى ثقة مؤيديه في المحافظات الجنوبية، وفي ظل الانقسام الحاد في أوساط الحراك الجنوبي تحولت كيانات أخرى الى مرجعيات في فترة وجيزة فحلف قبائل حضرموت الذي أصبح مرجعية في محافظة حضرموت، إلى ذلك تسببت تحضيرية المؤتمر بانقسام رأسي وعرضي بين مختلف قيادات ومكونات الحراك الجنوبي، ومع اقتراب موعد المؤتمر تصاعد انقسام الصف الجنوبي، وانضمت مكونات جديدة إلى صف الرافضين للمؤتمر، وفي ظل حالة التنافر التي تشهدها القيادات الحراكية والمكونات التابعة للحراك أكد المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي والحركة الشبابية والطلابية واتحاد نساء الجنوب لمحافظة حضرموت في بيان مشترك أن المؤتمر الجنوبي الجامع المزمع عقده في عدن لن يولد غير مزيد من الانقسام. واتهم المجلس اللجنة التحضيرية الجامع بتجاهل مكونات ذات رصيد نضالي، ولم تقم بتنسيق معها أو إشعارها باختيار مندوبين، وقامت بتواصل مع مكونات صغيرة لا تمتلك أية قاعدة جماهيرية موقع".. وأشار المجلس إلى أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع والذي يدعون إليه قامت بشكل ارتجالي، ولم تعط اللجنة التحضيرية أية فرصة للمكونات بانتقاء مندوبيتها وارتكاز المؤتمر على مكون واحد فقط والتواصل والتنسيق من قبل اللجنة التحضيرية مع مكونات صغيرة لا تمتلك قاعدة جماهيرية وتجاهل المكونات الفعالة في الساحة.. وفي المقابل أصدر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي والحركة الشبابية والطلابية في محافظتي أبينولحج بلاغ صحفي عبروا فيها عن تمسكهم القوي مع قرارات ووثائق المجلس الأعلى للحراك السلمي وقرارات هيئاته القيادية العليا: وتضمن البلاغ الصحفي رفض الحركة لأي مشروع يتناقص ومطالب الشعب، ويسعى لتمزيق الشارع الجنوبي، معتبرين المؤتمر الجامع مرفوضا جملة وتفصيلا لعدم إشراكه العمل الجماعي لمكونات الحراك الجنوبي. وجاء نص البلاغ الصحفي لكل من مجلسي الحراك والحركتين الشبابية بأبينولحج يؤكدون التزامهم بوثائق المجلس الأعلى. وأشار البيان إلى أن إجراءات ما يسمى بالمؤتمر الجنوبي الجامع عمل يخص شخصيات جنوبية مجتهدة، ولكنه لا يخص مكونات الحراك الجنوبي، وجاء في البيان أن المؤتمر الجنوبي الجامع إذا يريد له النجاح والتئام مكونات الحراك وانخراطها فيه يجب أن تتحمل المكونات مسؤوليتها الكاملة في الإعداد والترتيب والتهيئة في عمل كهذا لا أن يلحقوا كضيوف في اللحظة الأخيرة. وفي سياق متصل قال الناطق الرسمي للحركة الشبابية والطلابية خلدون الصبيحي - الخميس الماضي - أن المؤتمر الجنوبي الجامع يفتقد أبسط مقومات النجاح، وهي الإجماع والإعداد, منوهاً إلى أن أي مؤتمر جنوبي لا يمتلك إجماعًا، فالنتيجة واضحة هي الفشل ومزيداً من التشتت. واستطرد أن المؤتمر الجنوبي الجامع اعتمد على مكون واحد فقط وانتقاء أفراد ليس لديهم أية خبرة في العمل السياسي واعتمد على أسلوب التملص من المكونات التي ارتكز عليها العمل النضالي وعدم إعطاء المكونات فرصة لترشيح مندوبيها وتقديمهم. وأضاف: "الصبيحي" مؤكداً على أن الحركة الشبابية والطلابية مع أي مؤتمر جنوبي حقيقي يعطي الفرصة لجميع مكونات الطيف السياسي وفي الوقت نفسه لن تشارك في أي مؤتمر جنوبي يتم الإعداد له بطريقة هزيلة، ولا يمتلك أي توافق كالذي يقوم عليها المؤتمر الحالي من قبل مكون وأفراد وبدون رؤية واضحة، وفي ظل الانقسام في الصف الجنوبي حول تحضيرية المؤتمر الجنوبي الجامع نقل موقع "هنا عدن" عن مصادر مؤكدة عن اتفاق أجرته عدد من مكونات الحراك قضى بإلغاء تحضيرية المؤتمر، وتشكيل لجنة تحضيرية جديدة تشارك فيها كل ألوان الطيف الجنوبي. وأكد الغريب علي هيثم أنه لا يمكن لأي مؤتمر جامع يتم دون مشاركة القيادات الجنوبية التي فجرت ثورة الحراك الجنوبي السلمي من العام 2007 بما في ذلك رئاسة اللجنة التحضيرية التي يرأسها صالح بن فريد جاء ذلك في اجتماع عقد صباح أمس الأول الاثنين في محافظة عدن ضم كلاً من القيادي الجنوبي فادي باعوم رئيس الحركة الشبابية والطلابية، والقيادي فؤاد راشد أمين سر المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي، والقيادي علي هيثم الغريب نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع، ونائب رئيس الحركة مدرم ابوسراج، ونائب رئيس المجلس في عدن الشيخ حريز، وعلى رأسها الزعيم حسن باعوم، وأنه يجب أن يتم المحافظة على المجلس الأعلى ككيان جنوبي كبير. إلى ذلك نفى رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي بمحافظة لحج الناشط بجاش الأغبري البيان المنسوب للمجلس الأعلى للحراك محافظة لحج، والذي تم تداوله مطلع الأسبوع الجاري حول رفض المجلس الأعلى للحراك لحج للمؤتمر الجنوبي الجامع، وقال الأغبري: إن هذا البيان وهمي وليس له أي أساس من الصحة، ونحن في المجلس الأعلى للحراك بمحافظة لحج لم نصدر أي بيان، وملتزمون بالعمل المؤسسي. وفي محاولة للتوفيق بين عدد من مكونات الحراك الجنوبي المتنافرة ناقش ما يسمى بالبرلمان الجنوبي - السبت الماضي - مبادرة تبنتها هيئة رئاسة البرلمان الجنوبي، والتي تنطلق من محاولة توحيد ست قوى رئيسة في الجنوب، وهي: (الجبهة الوطنية، والمؤتمر الجنوبي (القاهرة)، والمجلس الأعلى للحراك الجنوبي، وحزب الرابطة، واللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع والبرلمان الجنوبي)، مع التنويه أن اللجنة التحضيرية والبرلمان الجنوبي ليسا مكونات أو فصائل، بل هي قوى حاضنه للعديد من المكونات والفصائل الجنوبية، وعبر البرلمان عن قناعته أن وحدة هذه القوى ضرورة وطنية جنوبية، وأن إقصاء أي أطراف منها لا يخدم سعي شعب الجنوب نحو الاستقلال، وأقر البرلمان الجنوبي تكليف هيئة رئاسة البرلمان بمواصلة هذه الجهود على قاعدة دعوة هذه الكيانات بدون أي شروط مسبقه للحوار والتشاور والاتفاق على رؤية موحدة لخارطة طريق جنوبية وتشكيل نواة عبرها تكون الجسر الصلب لعبور جميع القوى الجنوبية المؤمنة بحق تقرير مصير الشعب الجنوبي نحو التحرير والاستقلال. وفي الوقت الذي هاجمت قوات الجيش عددا من قرى محافظة الضالع عقب تعرض قائد اللواء 33 لمحاولة اغتيال مما أدى إلى إصابة سبعة مواطنين بإصابات خفيفة وطفل هدد حلف قبائل حضرموت - أمس الأول الاثنين - الدولة باتخاذ إجراءات تصعيدية على كل الأصعدة في حال ما تم تجاهل تنفيذ التوجيهات والقرارات الرئاسية الخاصة بمطالب حلف قبائل حضرموت، ما لم فإن الحلف سيضطر لاتخاذ خطوات تصعيدية، وحمل الحلف الدولة مسئولية الانفلات الأمني، وكل ما يحصل في حضرموت، وطالب كل قبائل حضرموت وسادة ومشايخ وكل شرائح المجتمع الحضرمي كل في موقعه من مدن ومديريات وأرياف القيام بالتنسيق التام في ما بينهم لوضع خطط أمنية لتأمين وحماية مناطقهم حسب إمكاناتهم وظروف مناطقهم, وعلى كل منطقة التنسيق مع التي تجاورها لأجل التكامل الأمني وإبلاغ رئاسة الحلف بما توصلت إليه كل منطقة. ودان الحلف - خلال اجتماعه في وادي نحب بغيل بن يمين - كل عمليات الاغتيالات لكوادر حضرموت والقتل العشوائي والمتعمد على الطرقات الذي تقوم به النقاط والقوات العسكرية الجاثمة على مداخل ووسط المدن, وأن على السلطة تسليم القتلة، وتمكين أولياء الدم من الاطلاع على التحقيقات، وأن عليها رفع النقاط والمعسكرات من المدن والطرقات؛ كونها المسبب الرئيس في هذه الحوادث المتكررة. وحذر الحلف قبيلة المصعبين بشبوة من تجاهلها للمساعي الحميدة التي بذلت لإنهاء قضية الطفل البطاطي المختطف منذ تاريخ 23/3/2014م وعودته إلى أهله, وكذا ما جرى من تعدٍّ على ممتلكات أبناء حضرموت العاملين في شبوة مثل محمد باتمان بارشيد الذي تم احتجاز آليته الثقيلة (تراكتور) وسيارته, وأن الحلف سيتخذ إجراءات صارمة في حال لم يتم التجاوب مع هذه المساعي، وإنهاء هذه القضية, وفي الوقت نفسه يهيب الحلف بقبائل شبوة القيام بدورهم، وتحديد موقفهم رسمياً من هذه القضية.