في الوقت الذي يترقب الشارع اليمني حل أزمة الفراغ الدستوري الذي تعيشه البلاد منذ أسبوعين عادت الأحزاب السياسية وجماعة الحوثي لورقة الشارع في تكرار لأحداث فبراير 2011م، وفيما الحوثيون يسيّرون مظاهرات يومية في المحافظات التي تقع تحت سيطرتهم والعاصمة صنعاء، تسيّر الأحزاب السياسية بطريقة غير مباشرة عبر حركات شبابية حديثة مسيرات مناهضة لجماعة الحوثي. ومع انتهاء المهلة التي حددها المؤتمر الوطني الموسع، الذي حددته حركة الحوثيين للقوى السياسية بثلاثة أيام تنتهي اليوم الأربعاء تستعد حركة الحوثي والحركات المناهضة لها لتسيير مسيرات جماهيرية مناهضة لقرارات المؤتمر التي فوضت اللجان الثورية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بحل الفراغ الدستوري ومسيرات مناهضة لها باعتبار ما قامت به جماعة الحوثي انقلابًا على الشرعية وعلى نظام الحكم. وفيما لم تخرج أيّة مظاهرات مناهضة للحوثيين، أمس الثلاثاء، بالعاصمة صنعاء، دعا ناشطون سكان العاصمة صنعاء بتنفيذ سلاسل بشرية في عدد من الشوارع العامة والفرعية بالعاصمة (عصر اليوم) للمطالبة برحيل المليشيات المسلحة وعودة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية لممارسة مهامها. وسيّرت جماعة الحوثي عددًا من المسيرات في محافظاتإبوالمحويت والحديدة، وذلك بعد أن شهدت العاصمة صنعاء - مساء أمس الأول الاثنين - مظاهرة مؤيدة لقرارات المؤتمر الوطني الموسع من قِبل موالين لجماعة الحوثي.. وتزامنًا مع إعلان الحوثيين تسيير مظاهرة مؤيدة للمؤتمر الوطني الموسع، أمس الثلاثاء، خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة تعز مناهضة للحوثيين ورافضة للانقلاب صباح أمس الثلاثاء، مما دفع باللجنة الثورية بمحافظة تعز لتأجيل المسيرة إلى صباح اليوم الأربعاء؛ لتجنب أيّة مصادمات بين المسيرتين.. وجدد المشاركون في المسيرة المناهضة للحوثيين رفضهم للانقلاب وتداعياته ولكل قرارات وتوصيات ما يسمى بالمؤتمر الموسع لجماعة الحوثي، واعتبروا ذلك محاولة يائسة لشرعنة الانقلاب والسطو المسلح على العاصمة والمحافظات ومؤسسات الدولة. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بقمع مليشيات الحوثي للحريات الإعلامية والصحفية والتظاهر السلمي، واختطاف الناشطين واقتحام مساكنهم، وترويع النساء والأطفال، واعتبروا ذلك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم لا تسقط بالتقادم، وحذّر المحتجون القوى السياسية من مغبة القبول بأيّة تسويات تُشرعن للانقلاب أو أي اتفاقات مشبوهة تنسف العملية السياسية ولا تعمل على إنهاء سيطرة المليشيات على الدولة والمؤسسات. وفي ذات الاتجاه نظمت جماعة الحوثي - أمس الثلاثاء - عددًا من المسيرات الحاشدة في محافظاتذماروإب والحديدة والمحويت وصعدة دعمًا وتأييدًا لمقررات المؤتمر الوطني الموسع، وأكد المشاركون فيها استعدادهم الكامل لأي خيارات تتخذها قيادة الثورة واللجان الثورية حال انتهاء مهلة المؤتمر الوطني المحددة للقوى السياسية، كما رفعوا صور السيد عبدالملك الحوثي وعبارة "فوضناك"، ودانت تلك المسيرات مماطلة الأحزاب السياسية في حل الأزمة.. مؤكدين استمرارهم في حراكهم الثوري من أجل إخراج الوطن إلى بر الأمان. حيث احتشد المئات من أنصار الحوثيين في محافظة إب، صباح أمس الثلاثاء، في المدينة الرياضية.. كما خرجت مسيرة حاشدة بمحافظة المحويت، وذلك لإعلان أبناء المحافظة وشباب الثورة دعمهم ووقوفهم مع كل تلك المقررات. وفي نفس الاتجاه التصعيدي خرجت مسيرة حاشدة - بعد عصر أمس الأول الاثنين - في العاصمة صنعاء، وانطلقت من ساحة التغيير، ومرت بشارع "الدائري الغربي".. وأكد المشاركون في المسيرة الحاشدة بأن خروجهم دعمًا وتقديرًا للدور المسؤول والجهود الكبيرة التي بذلها الشعب بمختلف شرائحه في المؤتمر الوطني الموسع، مؤكدين على دعم شباب الثورة واللجنة الثورية لكل المقررات التي أقرها المؤتمر الوطني الموسع بصالة 22 مايو. كما دعا المشاركون في المسيرة أبناء الشعب اليمني إلى الاستعداد التام لأنْ يكونوا على جاهزية لتأييد كل ما سيصدر عن قيادة الثورة واللجان الثورية في حال عدم اتفاق القوى السياسية على الخروج من حالة الفراغ الدستوري. وفي الوقت الذي يرفع الحوثيون شعار تنفيذ مخرجات المؤتمر الوطني الموسع ترفع المسيرات المناهضة للحوثيين شعار تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل وخروج المليشيات الحوثية من العاصمة، وعلى الرغم من محدودية المشاركين في المسيرات المضادة للحوثيين في العاصمة صنعاء، إلا أنها تقابل بأعمال عنف وقمع من قبل مسلحي الحوثي، واعتقالات لعدد من المشاركين فيها. وفي مؤشر لحشد تأييد السلطات المحلية كغطاء شعبي لتنفيذ مخرجات المؤتمر الوطني الموسع، أعلنت السلطات في محافظة صنعاء تأييدها للقرارات التي خرج بها المؤتمر الوطني الموسع، الذي نظمته جماعة "أنصار الله" مؤخرًا في العاصمة صنعاء. وأكدت السلطات في اجتماع موسع لها، أمس الثلاثاء، أن القرارات، التي تضمنها البيان الختامي للمؤتمر، تُعد المخرج لما تمر به البلاد من مأزق في حال تعذر التوافق بين الأطراف السياسية على حلول عاجلة للأزمة الراهنة. ودعت السلطات المحلية في محافظة صنعاء، الأطراف السياسية في البلاد، إلى التعجيل في بلورة حلول توافقية للخروج من الأزمة الحالية. ومن المتوقع أنْ تعقد السلطات المحلية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي اجتماعات مماثلة لإعلان تأييدها لمخرجات المؤتمر الوطني الذي فوض اللجان الشعبية بسد الفراغ السياسي والدستوري في البلاد بإعلان تشكيل مجلس رئاسي وحكومة لإدارة البلاد. وفي محافظة حضرموت، وردًّا على ما تناولته بعض وسائل الإعلام عن وصول المئات من عناصر الحوثي جوًّا إلى مطار الريان، نفى المصدر نفيًا قاطعًا ما تم تداوله عن وصول أي عناصر حوثية إلى المحافظة.