الوسط .. متابعات خاصة في الوقت الذي دعت اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثيين في صنعاء لإحياء الذكرى ال52 لثورة 14 اكتوبر المجيدة تاكيداً على وحدوية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ووجهت بتنظيم مهرجانات احتفالية في مختلف المحافظات عصفت الخلافات الداخلية والانشقاقات بالحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية ففيما كان من المتوقع ان يحي مئات الآلاف من الجنوبيين الذكري ال 52 لثورة الرابع عشر من أكتوبر قالت مصادر في محافظة عدن ان المئات فقط من الجنوبيين دخلوا مدينة عدن للاحتفال بالذكري وان لا مواكب من المحافظات الأخرى وصلت كما كان معتاد "الحراك الجنوبي الذي اعتاد تنظيم الفعاليات الوطنية وحشد الجماهير خلال الأعوام الماضية، للتأكيد على مطلب الانفصال، غير أن هذه المناسبة تأتي كأول ذكرى بعد أن شهدت محافظات الجنوب حرباً مستعرة وانشقاقات في أوساط الحراك الجنوبي الذي انقسم بين مؤيداً لمطالب الشارع الجنوبي ورافض لها . حيث أثارت دعوة عدد من فصائل في "الحراك الجنوبي" إلى تنظيم مهرجان لذكرى ثورة أكتوبر في عاصمة البلاد المؤقتة عدن حالة من الانقسام والتباين في الشارع الجنوبي، وهو ما دفع أمين سرّ المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب، فؤاد راشد، للدفاع عن الفعالية. وقال إن "الحراك الجنوبي منذ انخراطه في المقاومة المسلحة المناهضة للحوثيين، أعلن مراراً أنه ينتقل إلى مرحلة نضالية جديدة، ولكنه سيظل يمارس نضاله السلمي الذي يؤمن به كواحد من الوسائل العصرية، وقد أكدنا أننا سنمضي في ثورتنا بجناحين، الجناح العسكري الذي تمثله المقاومة المسلحة اليوم، والجناح السلمي الذي سنعيد ممارسته يوم الأربعاء". راشد أوضح في حديثه ل"هافينغتون بوست عربي"، أن "الجنوبيين اعتادوا منذ سنوات الاحتفاء بذكرى أكتوبر، يجددون خلالها العهد لمواصلة ثورتنا الحالية بعد احتلال بلدنا في 1994 من الشمال". وحول تعارض ذلك مع أهداف دول التحالف التي تقدم دعماً مادياً ولوجستياً غير مسبوق لمحاولة انتشال آثار الحرب في عدن وما جاورها، أشار راشد إلى أن "الحراك الجنوبي لا يستأذن أحداً في إقامة أنشطته السياسية المنطلقة من إيماننا بالهدف الذي نناضل من أجله منذ سريان الحركة الثورية الجنوبية في 7 يوليو 2007 التي تخلقت عبر إرهاصات ثورية منذ سقوط الجنوب عسكرياً في 1994". وفي ظل انحراف الحراك الجنوبي عن مسارة السلمي الى المسلح قال رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" المحلية، فتحي بن لزرق بأن "مرحلة الاحتجاجات السلمية قد انتهت، وأنه يجب الانتقال إلى مربع جديد". وأشار بن لزرق إلى أن "8 سنوات من عمر الاحتجاجات السلمية لم تتمكن من نقل الناس إلى واقع سياسي مغاير مثلما أحدثته 4 شهور من حرب غيرت كل موازين القوى. وتوقع وتابع لزرق بأن الاستجابة لها ستكون دون المستوى المطلوب، لكن تنفيذها أمر ربما يكون إيجابياً ويمكن عبره إيصال رسائل سياسية عدة، بينها أن موقف الجنوبيين من قضيتهم الأساسية لم يتغير، وأن ضرورة حل عادل لقضية الجنوب أمر لابد منه". وفي ذات السياق قالت اللجنة الثورية العليا في بيان صادر عنها اليوم الثلاثاء بالذكرى ان الشعب اليمني الصامد الثابت اثبت على مر العصور أنه قادر على مواجهة كل الأخطار والتحديات وعصي على الانكسار أمام الغزاة ، والتاريخ يشهد له بذلك، وما كان لبلدنا إلا أن تكون مقبرة للغزاة بفضل التضحيات العظيمة التي بذلها أبناؤه لدحر الغازين والمحتلين بكل أشكالهم.. فكما استطاع اليمنيون الأوائل دحر الاحتلال العثماني، والاحتلال البريطاني بعد عقود من الهيمنة، فإنه قادر على دحر الغزاة الجدد ، وما ذلك على عزم الشعب وإرادته الجبارة ببعيد ولم تشر اللجنة الثورية الى أي حديث عن القضية الجنوبية في بيانها .