قال الرئيس بوش في كلمة ألقاها في أبو ظبي إن منطقة الشرق الأوسط التي كانت مهدا للحضارات والديانات السماوية، تشهد الآن ميلاد عصر جديد زاخر بالأمل وأضاف أن الإرهابيين يحاولون استغلال الدين الإسلامي المتسامح لخدمة مآربهم في المنطقة وغيرها من أنحاء العالم. واتهم الرئيس بوش إيران بمساندة الإرهابيين: "يمثل المتطرفون الذين يتلقون الدعم والتشجيع من قِبَل النظام القائم في طهران واحدا من أسباب عدم الاستقرار في المنطقة. وإيران اليوم هي أهم دولة داعمة للإرهاب في العالم". وأكد بوش وقوف الولايات المتحدة إلى جانب دول الخليج في مواجهة إيران: "إن تصرفات إيران تهدد أمن الشعوب أينما كانت، وعليه فإن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز التزاماتها الأمنية القائمة منذ زمن بعيد مع أصدقائها في منطقة الخليج، وتحشد أصدقاءها في شتى أنحاء العالم لمواجهة هذا الخطر قبل فوات الأوان". وقال بوش في إطار جولة له في المنطقة إن الخطر الرئيسي الآخر الذي يهدد السلام العالمي هو تنظيم القاعدة الذي أراق دماء العديد من الأبرياء في مناطق مختلفة من العالم، بما فيها الدول الإسلامية. وجدَّد الرئيس بوش اتهامه لإيران بالسعي لعرقلة الاستقرار في المنطقة وقال "إن إيران تقوض آمال اللبنانيين في السلام بتسليح حزب الله الإرهابي ومساعدته، وتحول دون تحقيق السلام في أجزاء أخرى من المنطقة بتمويل جماعات إرهابية أخرى مثل حماس وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وترسل الأسلحة إلى حركة طالبان في أفغانستان والمليشيات الشيعية في العراق". واتهم الرئيس بوش إيران أيضا بتحدي المجتمع الدولي برفضها الالتزام بالشفافية فيما يتعلق ببرنامجها النووي. ودعا الرئيس بوش طهران إلى "الإصغاء لرغبة" الشعب الإيراني. وقال: "نقول لشعب إيران، انتم أغنياء بثقافتكم وبموهبتكم ولديكم الحق في العيش في ظل حكومة تصغي إلى رغباتكم". وأضاف "ندعو النظام في طهران إلى الاستماع لإرادتكم ووضع نفسها في موضع مساءلة تجاهكم". وتابع الرئيس الأميركي "لسوء الحظ، أن حكومتكم ترفض لكم هذه الفرص وتهدد سلام واستقرار جيرانكم". وخُلص بوش إلى القول "سيأتي يوم يحظى فيه الإيرانيون بحكومة تؤمن بالحرية والعدالة وتنضم فيها إيران إلى أسرة الدول الحرة وعندما يأتي هذا اليوم، لن يكون لكم صديق أفضل من الولايات المتحدة الأميركية". ودعا بوش القادة العرب إلى دعم جهود السلام بين إسرائيل والفلسطيني، واتت تصريحات بوش هذه خلال خطاب أمام مئات المسؤولين والديبلوماسيين والمواطنين في أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة. وأشاد الرئيس بوش بالتقدم التدريجي الذي تحرزه مسيرة الديموقراطية في الشرق الأوسط. وقال إن الانتخابات وحدها ليست كافية: "مع تقدم مسيرة الحرية والعدالة في هذا الجزء من العالم تكتسب الانتخابات أهمية كبيرة، لكنها ليست أكثر من بداية، وذلك لأن المجتمعات الحرة والعادلة تتطلب مؤسسات مدنية قوية، مثل دور العبادة والجامعات والروابط المهنية الحكومات المحلية والمنظمات الاجتماعية". وأعرب الرئيس بوش عن ارتياحه إزاء التقدم الذي تحققه مسيرة الديموقراطية في الشرق الأوسط. وأشار بوش بصفة خاصة إلى انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التي جرت مؤخرا في دولة الإمارات، والانتخابات التي جرت في الجزائر والكويت وانتخابات المجالس البلدية في السعودية والانتخابات التشريعية في الأردن والمغرب والبحرين والانتخابات الرئاسية في اليمن. ودعا الرئيس بوش إلى منح المعارضين مزيدا من الحرية للتعبير عن آرائهم: "ليس بالإمكان بناء الثقة عندما يتم إجراء انتخابات يتعرض فيها مرشحو المعارضة للتهديد أو الحبس، ولا يمكن أن نتوقع من الناس أن يؤمنوا بإمكانية تحقيق مستقبل أفضل إذا تم سجنهم لأنهم قدَّموا عرائض احتجاج سلمية إلى حكومتهم". وأضاف الرئيس بوش أن التاريخ علمنا أن النظام الديموقراطي هو الذي يكفل تحقيق السلام الدائم، وذلك لأن زعماء الدول الديموقراطية يعتمدون على شعوبهم عند اتخاذ القرارات، ومعظم الشعوب ترفض الحروب وإراقة الدماء والعنف.