تصوروا لو أن بطل العالم في الملاكمة وزن الفيل هددني بالضرب!! وبعد 42 ساعة من الكر والفر لجأت إلى الاستغاثة ب (الحاج مبخوت) وهو رجل هزيل، نحيل، يهتز إذا هبت عليه الريح!! هل ستعتبرونني رجلا عاقلا؟ قبل أن تقرروا ذلك، إعرفوا فرق الإمكانيات بين المفسدين وهيئة مكافحة الفساد. ما هو شعوركم كمواطنين وانتم تعلمون أن اليمن تكبد 40 مليون دولار تعويضا لشركة (أميك أسبي) الفرنسية مكافأة على فشلها في مد أنبوب للنفط، يعني الشركة فشلت في تنفيذ المشروع ونحن ملزمون بدفع أربعين مليون دولار لها، يعني بدل ما تعوضنا هي، نعوضها نحن ، وبكم؟!.. بأربعين مليون دولار، مبلغ نستطيع أن نشيد به مصنعين للأسماك في الحديدة تستوعب آلاف العاطلين. من الذي جلب هذه الشركة وفشلها إلى بلادنا سوى السماسرة الذين يتاجرون بالوطن وأبنائه للحصول على عمولات رخيصة. التقارير الرقابية التي يتم رفعها إلى الجهات المختصة عن ما يتم تسريبه من المال العام، تؤرق الجني الأزرق، ومع ذلك يتلقاها الجميع برباطة جأش ونوم هادئ، ونعتمد فقط على التصريحات الوردية لزوما للاستهلاك المحلى!! ميزة البيروقراطية اليمنية أنها عابرة للقارات، يعني جميع اليمنيين في الداخل والخارج خاضعون بلا استثناء لقانون البهدلة، والجعجعة، والدردحة في ملاحقة مستحقاتهم، ولذلك ليس عجيبا أننا ومنذ سنوات عديدة نسمع صرخات طلاب اليمن في الخارج وهم يستغيثون: "أنقذونا"، "هاتوا لنا مستحقاتنا"، "تأخرت معاشاتنا"، ولا يمر شهر دون ان نقرأ خبر استغاثة من طلاب اليمن في دولة من الدول بأن نغير عليهم لأنهم في بلاد غربة والحراف هناك غير الحراف في داخل البلاد حيث يوجد الأهل والقبيلة. مشكلة البيروقراطية الإدارية في بلادنا أنها متخلفة عقليا، حيث لا تعي ولا تفهم ولا تستفيد من أخطائها ولا تطور من أدائها، يعني بالله عليكم ماذا يعني أن تتكرر لأعوام متتالية دون أن يوجد لها حل سوى أن عقلياتنا الإدارية لا تبتكر ولا تعالج بل تظل محلك قف. إختطاف طفل من أمام مدرسة في أمانة العاصمة "لتصفية خلافات على الأراضي"، دليل واضح على أن بلادنا "أمان يا ربي أمان"! *عن السياسية