أمرت الشرطة الدينية، التي تتمتّع بنفوذ في المملكة العربية السعودية، باعتقال عشرات من الشباب خلال الأسبوع، وتمّ تسليمهم إلى السلطات القضائية التي بدأت في استجوابهم بتهمة معاكسة الفتيات في فضاءات التسوّق في مدينة مكّة التي تعدّ أقدس مدينة لدى المسلمين، وفقا لما نقلت صحف سعودية. وقالت صحيفة "الغازيت السعودية" على موقعها على الانترنت، إنّ الاعتقالات جرت مساء الخميس وتمّت على يد ضبّاط شرطة عاديين بناء على طلب من "لجنة الحض على الفضيلة ومنع الرذيلة" وهي لجنة تعمل تحت لواء لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتي تعرف بالمطوّعين أو الشرطة الدينية في المملكة العربية السعودية. وأضافت الصحيفة أنّ اللجنة تلقّت تقارير بشأن "سوء سلوك" في عدد من الأسواق التجارية في مدينة مكة. وقالت إنّ الشباب متهمون "بارتداء لباس غير لائق والاستماع الى موسيقى صاخبة والقيام بالرقص من أجل جذب انتباه الفتيات." وفيما لم يكن بإمكان CNNبالعربية الحصول على ردّ على اتصالات هاتفية بمصادر حكومية سعودية، نقلت الصحيفة عن مصدر في اللجنة إنّ 20 من أعضائها مرفوقين برجال الشرطة تحوّلوا إلى المراكز التجارية المعنية حيث قامت الشرطة باعتقال 57 شابا نقلتهم إثر ذلك إلى مركز شرطة المنصور. وأضاف المصدر أنّه سيتمّ إطلقا سراح من تثبت براءته فيما ستتمّ محاكمة الآخرين. وردّ عدد من أولياء أمور الشبان المعتقلين بأنّه من العادة أن ينتهز هؤلاء الفتية عطلة نهاية الأسبوع من أجل الاستمتاع بها من دون انتهاك المعايير الاجتماعية. وتأتي هذه الاعتقالات، بعد فترة قصيرة من قرار السلطات السعودية فرض حظر على بيع الزهور الحمراء والرموز الأخرى التي استخدمت في العديد من الدول للاحتفال بعيد الحب. وأمرت أصحاب المتاجر بسحب كل ما هو "أحمر" من هدايا وورد، واصفة الاحتفال بهذه المناسبة "خطيئة"، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية في المملكة السعودية. كما أنها تتزامن مع جدل بسبب الانتقادات الدولية التي تنامت في أعقاب اعتقال امرأة أمريكية اعتبرت في "خلوة غير شرعية" مع رجل أجنبي." غير أنّ هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ردّت بالقول إن أفرادها تصرفوا في إطار واجباتهم الوظيفية. وقالت الهيئة، في بيان نشرته وسائل الإعلام السعودية رداً على ما أوردته الصحف بشأن القضية، إن الشريعة الإسلامية لا تسمح باختلاط المرأة مع رجل من غير محارمها. جاء ذلك في تعليق لها على واقعة إلقاء القبض على امرأة تُدعى يارا، في الرابع من فبراير/ شباط الماضي، بينما كانت تجلس مع زميل لها في أحد مقاهي "ستاربكس" بالعاصمة الرياض. وكان مصدر في منظمة دولية لحقوق الإنسان(HRW)، هيومان رايتس ووتش قال للموقع CNN بالعربية إنّ هيئة الأمر بالمعروف "خارجة عن القانون" لمخالفتها الأنظمة، ولعدم وجود مظلة ترعى عملها. ويقوم عناصر الهيئة، التي تضم نحو خمسة آلاف مطوع، بتسيير دوريات في مختلف أنحاء المملكة للتأكد من التزام النساء بتغطية شعرهن وارتداء ملابس لا تكشف عن أجسادهن، ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء، ومراقبة المحال التجارية التي يفرض القانون إغلاقها أثناء تأدية الصلاة. وبينما يؤكد العديد من السعوديين على أهمية الدور الذي تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة، إلا أنهم دعوا إلى تعديل القواعد المنظمة لمهام أفرادها، والذين يستغل بعضهم مهامه الوظيفية في أغراض شخصية. وكانت الحكومة قد أصدرت قرارا في العام الماضي، يقضي بأن يتوقف المطوعون عن استجواب المتهمين الذين يلقون القبض عليهم، وأن يقوموا بتسليمهم على الفور للشرطة العادية. كما ألقت السلطات السعودية القبض العام الماضي، على 5 من المطوعين بتهمة التسبب في وفاة أحد الأشخاص أثناء احتجازه. ويُذكر أن من مهام هذه الهيئة التي يبلغ عناصرها الآلاف، تشديد الرقابة على تقييد النساء في السعودية بالحجاب والفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، وإنزال القصاص "الجلد" بكل من لا يلتزم بقوانين البلاد المتشددة.