تحظى الزيارة، التى بدأها الرئيس على عبدالله صالح (الاثنين)، لكل من تركيا وألمانيا، باهتمام المراقبين ووسائل الاعلام اليمنية والعربية . واشار المراقبون الى ان هذه الجولة تكتسب أهمية بالغة نظرا للتوقيت الدقيق الذى تأتى فيه الجولة، وما تشهدها الساحة العربية والاقليمية والدولية من تطورات ومتغيرات متلاحقة، وللدور الذى يمكن أن تلعبه كل من أنقرة وبرلين لما لهما من ثقل اقليمى ودولى. وأجرى الرئيس علي عبدالله صالح خلال زيارته أمس لأنقرة مباحثات مع نظيره التركي عبدالله جول، وتأتى أهميتها منسقة ومترجمة لتوجهات دبلوماسية القمة اليمنية المعلنة الداعية إلى احداث المزيد من التقارب والانفتاح في العلاقات العربية التركية وتكريس المتغيرات السياسية الأخيرة التى شهدتها تركيا لتحفيز أنقرة التي ترتبط بعلاقات تعاون عسكرى مع إسرائيل على المزيد من التقارب مع محيطها العربي والإسلامي. كما تمثل الزيارة والنتائج التى تمخضت عنها منعطفا جديدا ونوعيا في مسار العلاقات اليمنية التركية، طبقا لمراقبين، كونها ستدفع بأطر التعاون القائمة والمستقبلية بين البلدين الى آفاق أكثر رحابة من التطور وبخاصة في المجالات المتعلقة برفع حجم التبادل التجارى بين البلدين وتحفيز الاستثمارات المشتركة وتوسيع مستوى التعاون القائم فى مجالات الزراعة والثقافة والصحة وغيرها من المجالات. وقد شهدت العلاقات اليمنية التركة تناميا مضطردا خلال السنوات الخمس الأخيرة وبخاصة بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى صنعاء فى 27 أكتوبر عام 2005، والتي تخللها توقيع البلدين على ثلاث مذكرات للتعاون شملت مجالات منع الازدواج الضريبي وحماية البيئة والتعاون في مجال النفط والغاز، إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس رجال أعمال يمنى تركى. كما افتتحت نهاية العام ذاته خطا ملاحيا جويا يربط عاصمتي البلدين في خطوة استهدفت تسهيل تنقلات الأفراد والبضائع الى كلا الدولتين. ووقعت اليمن وتركيا مساء الاثنين على خمس اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بينهما, تشمل بروتوكول للتعاون بين وزارتي الخارجية وقعه وزيرا الخارجية في البلدين، وأربع اتفاقيات للتعاون في مجالات النقل والزراعة والثقافة والصحة وقعها عن الجانب اليمني وزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل، وعن الجانب التركي الوزراء المعنيين. وعقب زيارته لتركيا، سيتوجه الرئيس صالح الى برلين حيث يعقد بعد (الأربعاء) جلسة مباحثات رسمية مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، وذلك في مستهل زيارته الرسمية المرتقبة لجمهورية المانيا الاتحادية، والتى تأتي تلبية للدعوة التى وجهتها اليه المستشارة الالمانية. ووفقا لمحللين فانه من المتوقع أن تسهم المباحثات التي سيجريها الرئيس صالح مع المستشارة الألمانية وكبار المسئولين في حكومتها في تشجيع برلين، التي تعد من أبرز الدول المانحة التقليدية الداعمة لليمن، على رفع سقف الدعم التنموى المقدم لليمن وتعزيز العلاقات السياسية بين البلدين. وتمثل الزيارة، التى سيتخللها عقد اجتماع موسع بين رجال لأعمال في اليمن وألمانيا الاتحادية، مناسبة لعرض فرص الاستثمار المتاحة في اليمن في ظل الاهتمام الذي أبدته كبريات المؤسسات التجارية والاستثمارية الألمانية في التعرف على طبيعة هذه الفرص من خلال الزيارات التى قامت بها وفود تجارية المانية إلى صنعاء خلال العامين الأخيرين، وكرست للاطلاع عن كثب على نوعية فرص الاستثمار المتاحة في اليمن والامتيازات الاستثمارية التى يوفرها قانون الاستثمار اليمنى الجارى تعديله ليتواءم وتطلعات الحكومة اليمنية في تقديم المزيد من المحفزات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية. وكانت المانيا قد أعلنت خلال العام الماضى 2007 رفع سقف الدعم التنموى السنوى لليمن ليصل الى 73 مليون يورو، منها 50 مليون يورو من المساعدات المالية و32 مليون يورو من المساعدات الفنية.