خاض المتنافسان للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون وباراك أوباما مناظرة تلفزيونية حامية مساء الثلاثاء، واختلفا حول جميع القضايا التي طرحت على النقاش، من التأمين الصحي والحرب في العراق، ولكنهما اتفقا على التودد لأصوات الناخبين اليهود وتأكيد الدعم ل"إسرائيل". وجاءت المناظرة التي عقدت في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو قبل أسبوع من انتخابات تمهيدية في ولايتي أوهايو وتكساس، ستكون مصيرية بالنسبة لحملة كلينتون، التي بدأت متخلفة عن منافسها الصاعد باراك. وخلال المناظرة، التي كانت لقاءهما العشرين على شاشة التلفزيون خلال عشرة أشهر، لم يصعد أي منهما لهجته، ولكن التوتر كان واضحاً بينهما، فيما كانا يعبران عن خلافات بشأن كل القضايا. وفي المناظرة الأولى التي جرت في نيسان/ابريل ،2007 كانت استطلاعات الرأي ترى في كلينتون الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب. لكن في هذه المناظرة العشرين، يحتل أوباما المرتبة الأولى بعد سلسلة العمليات الانتخابية التي جرت. وعبر أوباما وكلينتون عن اختلاف في وجهات نظر حول التأمين الصحي واتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا والحرب في العراق. كما تبادلا الاتهامات بتشويه تصريحاتهما ان لم يكن تزويرها. وقالت كلينتون ان "السيناتور أوباما يؤكد باستمرار، انني قلت انني سأجبر الناس على الحصول على تأمين صحي سواء كانوا يستطيعون ذلك أو لا يستطيعون. وهذا غير صحيح". ورد أوباما ان "السيناتور كلينتون اكدت ان خطتي حول التأمين الصحي ستستبعد 15 مليون شخص. اعترض على ذلك واعتقد ان لا أساس له من الصحة". كما تبادل أوباما وكلينتون الاتهامات بشأن السياسة الخارجية. وقالت هيلاري كلينتون ان "أوباما هدد الصيف الماضي بقصف باكستان ولا أعتقد انه قرار حكيم". ونفى أوباما ذلك مذكراً بضرورة قصف مواقع تنظيم القاعدة في باكستان حتى بدون موافقة اسلام اباد. وأضافت "انني لا أوافقه الرأي عندما يدعو إلى لقاء أسوأ المستبدين في العالم بدون شروط مسبقة". وتابعت "إذا أصبحت منافسة جون ماكين (المرشح المرجح للحزب الجمهوري)، فستكون حججي أقوى". وأكد أوباما "بشأن أهم قرار في السياسة الخارجية في السنوات الأخيرة وهو الذهاب أو عدم الذهاب إلى العراق، قلت بشكل واضح جداً انه ما كان يجب علينا الدخول في هذه الحرب". وأضاف "في المواضيع الحساسة، حكمي ارفع بكثير من حكم كلينتون أو ماكين". وتابع ان "السيدة كلينتون قالت انها ستكون مستعدة (لممارسة السلطة) من اليوم الأول (في البيت الأبيض) لكن الوقائع اثبتت انها ستكون مستعدة للخضوع لجورج بوش من اليوم الأول في قضية حساسة"، ملمحاً بذلك إلى تأييد هيلاري كلينتون لشن الحرب على العراق. وفي أحد مقاطع المناظرة شدد أوباما على دعمه الثابت ل"إسرائيل" والعلاقات مع المجموعة اليهودية بعد تلقي دعم غير مرغوب فيه من الزعيم الناشط المسلم لويس فرقان. وقال أوباما ان مهاجمة زعيم أمة الاسلام لويس فرقان "إسرائيل" بشكل متكرر "غير مقبول". وتعليقاً على إعلان فرقان دعمه لأوباما قال الأخير "لقد كنت واضحاً في ادانتي للتعليقات المعادية للسامية" مشدداً على انه لم يطلب دعم فرقان في مطلق الأحوال. وتابع أوباما "أحظى بتأييد كبير لدى المجموعة اليهودية والسبب هو انني كنت صديقاً ثابتاً ل"إسرائيل". اعتقد انهم من حلفائنا في المنطقة وأعتقد أن أمنهم يحظى بأولوية قصوى". وردت كلينتون بأنها اتخذت موقفاً ضد حزب الاستقلال الصغير في ولاية نيويورك "الذي كان تحت سيطرة أشخاص معادين للسامية ومعادين ل"إسرائيل"" خلال حملتها عام 2000 لتولي مقعد في مجلس الشيوخ. وأضافت كلينتون سيناتور نيويورك "وبدا الأمر وكأنني سأدفع ثمناً لذلك، لكنني لن أقبل أن أرتبط بأشخاص يطلقون مثل هذه التهم غير الصحيحة ضد "إسرائيل" أو اليهود في بلادنا". وقالت كلينتون أيضاً ان أقوال أوباما حول فرقان كانت ضعيفة مشيرة إلى أنه يجب ان "يرفض" تصريحات زعيم أمة الإسلام وليس فقط "التنديد بها". ورد أوباما "إذا كانت كلمة "رفض" أقوى من كلمة "ادانة" في نظر السيدة كلينتون، فإنني أقول انني أرفض وأدين" هذا التأييد. (ا.ف.ب)