بات القطبان المرشحان للرئاسة الأمريكية الجمهوري ماكين والديمقراطي باراك أوباما يتصرفان وكأنهما ضمنا ترشيح حزبيهما، رغم ان معركة أوباما ضد هيلاري كلينتون لم تحسم بعد. وفتح ماكين الأربعاء النار على أوباما متهماً إياه بأنه سيترك العراق ساحة مفتوحة أمام "القاعدة" بدعوته إلى الانسحاب منه، في حين اتهم الجمهوريون في ولاية تينيسي "باراك حسين أوباما" بأنه يهدد "إسرائيل". وماكين (71 عاماً) الذي بنى حملته الانتخابية على دعمه للحرب في العراق، اتهم سيناتور ايلينوي بأن نظرته للمسألة العراقية تتسم ب"خجل اليأس" بدل "جرأة الأمل" عنوان كتاب صدر لأوباما وصنف بين الكتب الأكثر مبيعاً. وشن سيناتور اريزونا الذي قد يضمن رسمياً الفوز بترشيح الحزب الجمهوري بعد الانتخابات التمهيدية المقررة الثلاثاء المقبل، هجوماً معمما الأربعاء على المرشحين الديمقراطيين، غير انه خص أوباما (46 عاما) بأشد الانتقادات. وقال "سمعنا مساء أمس أوباما يقول انه بعد سحب القوات الأمريكية من العراق، سيحتفظ بحق التصرف إذا ما اقام تنظيم القاعدة قاعدة في العراق. فهل يجهل أوباما ان القاعدة موجودة على الدوام في العراق وان عسكريينا يقاتلونها بنجاح كل يوم وان سياسة الانسحاب من العراق ستشجع القاعدة وستضعف بلادنا؟". ورد أوباما بالحدة ذاتها، فقال "لدي أنباء (لماكين): لم تكن القاعدة موجودة في العراق قبل ان يزجنا جورج بوش وجون ماكين في حرب ما كان ينبغي اطلاقاً السماح بها أو خوضها". وتابع "يحلو لجون ماكين ان يقول انه يريد مطاردة (زعيم القاعدة) أسامة بن لادن حتى أبواب الجحيم، لكن كل ما قام به حتى الآن لحق بجورج بوش في حرب غير مؤاتية في العراق كلفتنا آلاف الأرواح ومليارات الدولارات واعتزم وضع حد لها حتى نتمكن من مطاردة القاعدة فعلياً في أفغانستان وفي جبال باكستان كما كان يجدر بنا ان نفعل منذ البداية". وتقع الحرب في العراق في صلب الحملة الانتخابية التي يخوضها المرشحان. ويؤيد ماكين منذ البداية استراتيجية تعزيز القوات التي أعلنتها إدارة بوش في كانون الثاني/يناير 2007. أما أوباما، فجعل من الحرب في العراق منذ العام 2002 محور ترشيحه، معتبراً انها تؤشر إلى قدرة على تمييز الأمور يتفوق بها على منافسته هيلاري كلينتون التي صوتت لصالح الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2002. وهو يدعو اليوم إلى سحب القوات القتالية تدريجياً خلال العام 2009. من جهة ثانية، وصف الجمهوريون في ولاية تينيسي أوباما بأنه يشكل تهديداً ل "إسرائيل، مركزين على ابراز اسم والده "حسين". جاء ذلك في وثيقة نشرت الاثنين وظهرت على المدونات السياسية على الانترنت الأربعاء. وتضمنت الوثيقة صورة لأوباما وهو يرتدي الثوب الصومالي التقليدي لاثبات ان سيناتور ايلينوي لا يمكن الثقة به. وقال بيل هوبز مدير الاتصالات للحزب الجمهوري في تينيسي "لا يوجد شيء في تاريخ باراك أوباما أو في اختياره لمستشاريه يوحي بأنه سيكون صديقاً ل "إسرائيل"". وأضاف "على العكس، فإن أنصار "إسرائيل" يجب ان ينظروا إلى اية إدارة محتملة يرأسها أوباما بحذر بالغ، لأن حليفة أمريكا تتعرض للخطر من قبل اليسار المعادي لليهود". من جانب آخر، أعلن جون لويس زعيم حركة النضال من أجل الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة الأربعاء انه لم يعد يدعم ترشيح هيلاري كلينتون إلى تمثيل الحزب الديمقراطي في السباق إلى البيت الأبيض، وانما باراك أوباما. وقال لويس في بيان "ان أمراً ما في صدد الحصول في أمريكا. هناك حركة وروحية وحماسة في قلب وروح الأمريكيين لم أشهدها منذ وقت طويل، منذ ترشيح روبرت كينيدي (في 1968). ان الناس تدفع باتجاه يوم جديد في السياسة الأمريكية، واعتقد انهم يرون باراك اوباما بمثابة رمز لهذا التغيير". وجون لويس (68 عاما) النائب عن اتلانتا بولاية جورجيا، هو الأكثر شهرة بين "الناخبين الكبار" داخل الحزب الديمقراطي المؤهلين للتصويت لاختيار مرشح الحزب، الذين غيروا ولاءهم من هيلاري كلينتون إلى باراك أوباما الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة. وأوضح "كان ذلك قراراً صعباً"، مشيراً إلى "حبه الشديد" لهيلاري كلينتون ولزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وأضاف في بيان "حاولت ان اتصل بالسيدة كلينتون، ولم أتحدث إلى زوجها أو إلى أوباما للوصول إلى هذه الخلاصة"، مشيراً إلى أن التصويت الكثيف في دائرته لصالح أوباما في الخامس من شباط/فبراير أقنعه بتغيير موقفه. ورد أوباما على موقف لويس في بيان ان "جون لويس بطل أمريكي وعملاق في الحركة من أجل الحقوق المدنية، وانه لشرف كبير لي بتلقي دعمه". (ا.ف.ب)