حقق السيناتور باراك أوباما قفزة جديدة نحو الفوز بترشيح حزبه الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، عندما قررت قيادة الحزب السبت حسم النزاع بينه وبين منافسته هيلاري كلينتون بشأن احتساب مندوبي ولايتي فلوريدا وميتشيجان والبالغ عددهم 366 مندوباً. وكانت قيادة الحزب الديمقراطي قد الغت نتائج الانتخابات التمهيدية التي جرت في هاتين الولايتين بسبب مخالفة قيادتي الحزب هناك لأنظمة الحزب وتنظيمهما الانتخابات في الولايتين قبل موعدها المقرر. وقد فازت كلينتون في الولايتين، علماً بأن اسم اوباما لم يظهر على قائمة الترشيح اصلاً في ولاية ميتشيجان. ومنذ ذلك الحين وكلينتون تطالب باحتساب نتائج الانتخابات في الولايتين. ويوم السبت، عقدت لجنة التسويات في الحزب الديمقراطي اجتماعاً مطولاً حسمت فيه النزاع بين اوباما وكلينتون. وقررت اللجنة السماح للمندوبين الانتخابيين للحزب في فلوريدا بالمشاركة في المؤتمر الوطني للحزب في اغسطس/آب المقبل (حين سيكرس المؤتمر رسمياً مرشح الحزب) ولكن اللجنة اعطت كل مندوب الحق في نصف صوت فقط. وفي ما يتعلق بولاية ميتشيجان، قررت اللجنة منح مندوبين اختيروا بموجب حل تقدم به ناخبون نافذون في الولاية، الحق في نصف صوت ايضاً لكل منهم. وهذا الحل يرفع الى 2118 مندوبا (بدلاً من 2025) الحد الأدنى اللازم لفوز مرشح بترشيح الحزب. وهذا يعني ان اوباما لم يعد بحاجة لأكثر من تأييد 66 مندوباً حتى يفوز على كلينتون. وهكذا سارع اوباما الى اعلان قبوله لحل لجنة التسويات، بينما شكل قرار اللجنة ضربة اضافية الى كلينتون، التي اعلنت انها تحتفظ لنفسها بحق الطعن في القرار، وهددت بمواصلة معركتها حتى انعقاد المؤتمر الوطني للحزب في اغسطس/آب. ولكن من المؤكد تقريباً ان اوباما ضمن الفوز بترشيح الحزب، حيث بدأت امس آخر انتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي، ويتوقع ان تعطي نتائجها لأوباما العدد الكافي من المندوبين. وقد جرت الانتخابات التمهيدية للحزب في بورتوريكو امس، ويتوقع ان تفوز فيها كلينتون بأكثرية مريحة. ولكن يتوقع ان يفوز اوباما في انتخابات الثلاثاء المقبل في ولايتي مونتانا وداكوتا الجنوبية. يلاحظ ان احد الذين يتوقعون فوز اوباما بترشيح الحزب الديمقراطي هو السيناتور جون ماكين مرشح الحزب الجمهوري، والذي بدأ منذ الآن حملته ضد اوباما باعتباره خصمه في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني. ومنذ اسابيع يتصرف ماكين كما لو ان هيلاري كلينتون باتت فعلا خارج السباق الرئاسي. والتباين صارخ بشكل ملفت بين ماكين البالغ من العمر 71 سنة ومنافسه اوباما البالغ من العمر 46 سنة. وماكين عضو في الكونجرس منذ عام 1982 (في البداية كنائب ثم كعضو في مجلس الشيوخ منذ 1986)، في حين ان اوباما عضو في مجلس الشيوخ منذ 2004 فقط. وماكين بطل حرب فيتنام لم يكف عن التنديد ب “عدم خبرة” خصمه و”سذاجته” المفترضة حول مسائل الأمن القومي. اما اوباما فيرى من جهته في ماكين نسخة شاحبة عن جورج بوش ويتهمه بأنه يريد مواصلة السياسة نفسها التي ينتهجها السيد الحالي للبيت الابيض. والعراق هو الموضوع الرئيسي في المواجهة بين المرشحين. فماكين يدعم الحرب منذ البداية ودعا في وقت مبكر جداً، خلافا لموقف وزير الدفاع آنذاك دونالد رامسفيلد، الى زيادة عدد الجنود الأمريكيين على الارض. ويرى ماكين ان ارسال تعزيزات كما قررت ادارة بوش في ،2007 بدأ يؤتي ثماره ويعتبر ان الحرب في العراق ستكون نتيجتها رابحة بافق العام 2013 مع نهاية ولايته الأولى المحتملة. في المقابل يعتبر اوباما المعارض لحرب العراق منذ ،2002 ان هذه الحرب حولت الولاياتالمتحدة عن هدفها الحقيقي وهو تدمير حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وهو يؤكد انه سيبدأ بسحب الجنود الامريكيين من العراق في الأشهر الستة التي ستلي دخوله البيت الأبيض.