تغريد عبد الحميد - انتخابات المحافظين في 17 من الشهر الجاري خطوة لم يسبق اليمن إليها أي من دول المنطقة..وذات خصوصية يمنية لكونها تأتي لحاجة وطنيه –حد وصف وزير الإدارة المحلية . وعلى الرغم من أن التعديلات في قانون السلطة المحلية بما يكفل انتخاب المحافظين أتاحت للجميع فرصة الترشح لمنصب المحافظ وفقا لشروط قانونية و لم يميز بين رجلٍ وامرأة في الشروط ، إلا أن التحديات أمام المرآة للوصول لهذا المنصب تبدو منذ الوهلة الأولى لبدء عملية تقديم طلبات الترشح ظاهرة لا سيما مع تخلى الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام عن وعودة بتخصيص مقاعد انتخابية للنساء وإعادة تكرار سيناريو خذلانها.. إذ ظهرت قائمة الحزب الحاكم للمرشحين بما كان متوقعا ، خالية من أي عنصر نسائي رغم تقدم كوادر نسائية تابعة للمؤتمر بطلبات ترشيح لانتخابات المحافظين بلغن حتى مساء الاثنين أربع نساء في تعز واب ، فهل من سبب واضح لذلك؟!! إحصائيات بعد استبعاد (86) عضوا كمتوفين و(132) مقعداً انتخابياً لم تستكمل الانتخابات المحلية فيها، بلغ إجمالي أعضاء المجالس المحلية (7481 )عضوا منهم (38 )امرأة على مستوى المجالس المحلية بالمحافظات والمديريات - حسب إحصاءات اللجنة العليا للانتخابات- يمثلون قوام الهيئة الناخبة في انتخابات محافظي المحافظات. وتتوزع الهيئة الناخبة على 21 محافظة و333 مديرية، فازت فيها (8) نساء على مستوى المحافظات من أصل (34) مرشحة حسب إحصاءات الإدارة العامة لشؤون المرآة في اللجنة العليا للانتخابات، امرأة واحدة في كل من صنعاء وذمار وإب ولحج وأبين أما عدن ففيها امرأتان جميعهن ينتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام وأخرى مستقلة في المحويت، و(30) فائزة على مستوى المديريات من أصل (165) مرشحة (27) منهن ينتمين للحزب الحاكم موزعات في كل من أمانة العاصمة وعدن وأبين وحضرموت والحديدة وصنعاء وصعدة وتعز وإب ، و(3) أخريات اثنتان منهن مستقلات في كل من حضرموت والحديدة ،أما الأخيرة ففي أبين تنتمي لأحزاب اللقاء المشترك. في انتخابات المحافظين التي بدأت مرحلتها الأولى بتقديم طلبات الترشح منذ السبت الماضي ولمدة ستة أيام ، تقدم حتى أمس الاثنين (168) مرشح لمنصب المحافظ في مختلف محافظات الجمهورية فيما أعلنت وبشكل رسمي الجنة الإشرافية الرئيسة لانتخابات المحافظين تقدم 4 نساء بطلبات الترشح لهذا المنصب أحداهن في محافظة اب والأخريات في تركزن في محافظة واحدة هي تعز التي وصل عدد المتقدمين فيها رجالا ونساء حتى أمس 12 متقدما . آلية مبهمة تقول سالي المدحجي – سكرتيرة- أن الآلية التي سيتم عن طريقها انتخاب المحافظين مبهمة بالنسبة إليها فهي تدرك فقط أنه سيتم انتخاب محافظين للمحافظات وتتخوف من أن يتم انتخاب محافظ للمحافظة لا ينتمي إليها، معتقدةً أنه لن يكون ثمة دور للمرآة في هذه الانتخابات، أما سعادة العلاية - صحفية- فتقول أن انتخاب المحافظين خطوة جيدة لتعزيز الحكم المحلي يفترض أن يكون قد تم الترتيب لها منذ مدة وليس بهذه السرعة معتقدةً أن الأزمة في المناطق الجنوبية هي من ألجأت الحكومة لإجرائها سريعاً دون تنسيقٍ كافي يضمن نجاحها محاولة بذلك تسكيت الشارع والصراعات الحادثة في مختلف المناطق خاصة الاحتقانات في الجنوب وتضيف أن الانتخابات ستفرز نفس الأخطاء السابقة كون آليتها غير واضحة إذ تبدو وكأنها حلول سريعة منتقدةً ذلك بقولها (ما أتى سريعاً يذهب سريعاً). بينما تقول الدكتورة رؤوفة حسن رئيس مؤسسة برامج التنمية الثقافية أن إجرى الانتخابات في 27 أبريل كانت خطوةً متسرعة ولكن تأجيلها إلى 17 مايو منحها الوقت المناسب، مضيفةً أن دور المرآة في هذه الانتخابات سيكون دوراً شكلياً إذ سيكون من المفيد جداً أن تترشح واحدة أو اثنتين ليبدأن التدرب على معرفة المعايير والشروط المطلوبة ليصبحن محافظات مستقبلاً وأضافت أنه ليس ثمة أمل في أن تكون المرآة محافظاً الآن موضحةً ذلك بقولها أن المؤتمر الشعبي العام لم يؤهل أي من كوادره النسائية لتحتل هذا المنصب، وأضافت أن برامج المؤسسة تسعى للدفع بالمرآة في الانتخابات البرلمانية للعام 2009م إلا أنها ستحرص على مشاركتهن الشكلية في هذه الانتخابات. فرصة نجاح ضئيلة وترى خديجة ردمان وكيل قطاع تنمية شؤون المرآة بوزارة الإدارة المحلية أن المرآة شاركت لأول مرة في اللجان الإشرافية الفرعية لانتخاب المحافظين بواقع (3) نساء مقابل (60) رجلاً، كما شاركت في اللجان الإشرافية الرئيسية بواقع امرأة واحدة مقابل (14) رجلاً، وأضافت أن الدستور وقانون السلطة المحلية واللائحة المنظمة لانتخابات المحافظين كفلت للمرآة حق الترشح إذ لم تميز بين ذكرٍ أو أنثى إلا أن ثمة تحديات تواجه المرآة المرشحة لمنصب المحافظ أولها الحصول على تزكية (20) عضو مجلس محلي من خمس مديريات لكل محافظة، وثانيها التنسيق مع أكبر عدد ممكن من الهيئة الناخبة لضمان أصواتهم أثناء الانتخابات. بينما يعتقد مراد ظافر نائب مدير المعهد الدمقراطي الأمريكي (NDI) أن المرآة لن تحضى بنصيب كبير في الفوز بانتخابات المحافظين موضحاً ذلك بقوله أن الانتخابات غير مباشرة باعتبار أنها انتخابات من المجالس المحلية وليست من الشعب وفي انتخابات العام 2006م لم تحظى المرآة بنصيب كبير في الترشيح كما لم تنجح فيها إلا بضع نسوةٍ في مناطق مخلتفة من الوطن وبالتالي لا يمكن أن يشكلن كتلة واحدة مجتمعة من أجل الدفع بقضايا المرآة إلى الأمام، متمنياً أن لا يكون التمييز الإيجابي مقصوراً على مجلس الشورى وحسب بل أن يكون التمييز الإيجابي في قانون الانتخابات ليلزم الأحزاب السياسية ترشيح نسبة معقولة ومحددة للنساء في مجلس النواب والمجالس المحلية، مضيفاً أن المؤتمر الشعبي العام حضي بنسبة تفوق ثلثي النتائج في انتخابات المجالس المحلية في 2006م لذا فالنتائج ستكون محسومة سلفاً للحزب الذي حضي بنصيب الأسد. النساء متخوفات أما الدكتورة حورية مشهور نائب رئيس اللجنة الوطنية للمرآة عضو اللجنة الإشرافية الفرعية لانتخابات المحافظين بالمهرة فأكدت أن اللجان الإشرافية الفرعية تضمنت ثلاث نساء توزعن على محافظات عدن والمحويت والمهرة وأضافت أن العدد قليل إلا أنه يعتبر مؤشراً إيجابياً، إلا أن النساء متخوفات من الإقدام على هذه العملية فإلى الآن ليس ثمة طلبات ترشيح رسمية مقدمة من النساء ولكن ربما سيكون ثمة طلبات لاحقاً ففترة الترشح ستستمر حتى 8 مايو، إلا أن أمل القمري من محافظة لحج عبرت عن رغبتها في الترشح قبل فتح باب الترشيح وتقول مشهور لقد تحدثت مع بعض النساء في المهرة ليرشحن أنفسهن ولكن أتضح لي أنه ليس ثمة امرأة تحمل حتى درجة البكالوريوس وبذلك فليس ثمة من ينطبق عليها شروط الترشح حتى وإن كان لديها الرغبة في ذلك فإن هذا الشرط يعيقها إذ لا توجد استثناءات في القانون،، وتمنت أن تشجع النساء فيما بعد لاستكمال دراستهن الجامعية. مصداقية على المحك وقد أصدرت منظمات صحفيات بلا قيود بياناً دعت فيه القيادات المؤتمرية النسوية وقطاع المرآة في المؤتمر الشعبي العام إلى الضغط على قيادة المؤتمر والمطالبة بتخصيص 15% من المقاعد للنساء في الانتخابات المحلية غير المباشرة لانتخاب المحافظين كما دعت كافة أنصار الحركة النسوية اليمنية من منظمات مدنية داخلية وخارجية وإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان إلى مساندة المرآة المؤتمرية لتحقيق هذا الإنجاز، مضيفةً أن مصداقية المؤتمر الشعبي العام على المحك فهو الوحيد القادر على الوفاء بوعده والتزامه، وبإمكانه أن يحقق هذا الإنجاز للمرآة اليمنية بسهولة إذ لا ينازعه في اتخاذ القرار أحد لاسيما في ظل مقاطعة المعارضة بالإضافة إلى أنه صاحب الأغلبية الكبرى في قوام أعضاء الهيئات الناخبة في عموم الجمهورية، مؤكدةً أن النساء سيصبن بخيبة أملٍ كبرى إذا ما أسفرت انتخابات المحافظين عن 21 محافظاً من الذكور فقط،!