بعد معاناة طويلة مع المرض استمرت 11 عاما، توفي مساء أمس الثلاثاء "الأمير الوالد" الأمير الرابع عشر لدولة الكويت الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح، وقرر مجلس الوزراء الذي تداعى الى جلسة طارئة مساء أمس برئاسة الشيخ ناصر المحمد، تشييعه في التاسعة والنصف من صباح اليوم، واعلان الحداد الرسمي لمدة 40 يوماً، وتعطيل المصالح الحكومية لمدة ثلاثة ايام. وبعث الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية برقية عزاء ومواساة إلى الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت بوفاة ولي العهد الكويتي السابق المغفور له بإذن الله سمو الشيخ سعد العبد الله الصباح ، واكد الرئيس صالح ان الكويت خسرت برحيل الشيخ سعد واحداً من ابرز قادتها الذين أسهموا في مسيرة بناء الكويت وتحقيق نهضته وتقدمه . وقال " اننا آذ نعبر لسموكم وللشعب الكويتي الشقيق باسمي والشعب اليمني عن خالص التعازي وعميق المواساة في هذا المصاب الأليم‘ لأسال الله العلى القدير إن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وان يلهمكم جميعا وكافة إفراد آسرتكم الكريمة والشعب الكويتي الشقيق الصبر الجميل والسلوان ويجنب الكويت الشقيق وامتنا العربية والإسلامية كل مكروه ‘ إنه سميع مجيب". من جانبه أكد سفير اليمن بدولة الكويت خالد شيخ ان رحيل سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، خسارة كبيرة للكويت وللأمتين العربية والإسلامية. واضاف «نعزي أنفسنا في رحيل فقيد الأمة، الذي كان شخصية وطنية وصاحب مواقف عظيمة في الدفاع عن القضايا العربية». وقال السفير ان فقيد الكويت والأمتين العربية والإسلامية كان ذا بصمات ناصعة، وعمل طوال حياته على نشر المحبة والتلاحم العربي – العربي، والخليجي – الخليجي. وزاد بالقول ان الشعبين اليمني والكويتي وكل الأمة العربية فقدت واحداً من القادة الذين لم يتوانوا في ان يقدموا لبلدهم كل التضحيات، اضافة الى الانجازات في تطوير البلاد العربية وتطوير عجلة التنمية، وكانت حياته حافلة بالانجازات. وقطع التلفزيون الكويتي برامجه المعتادة في الثامنة وعشر دقائق مساء وبدأ في اذاعة القرآن الكريم وأذاع بيان الديوان الأميري الرسمي الذي نعى فيه الشيخ سعد في الثامنة وأربعين دقيقة. والشيخ سعد الذي يعرف باسم "بطل التحرير" من مواليد ،1930 درس في كلية شرطة هيندون في بريطانيا، وبعد عودته في عام 1945 عمل في سلك الشرطة، وفي عام 1961 ومع اعلان الاستقلال اصبح مديرا للشرطة والأمن العام، وأصبح في 1962 وزيرا للداخلية، واستمر في هذا المنصب حتى عام ،1987 وعين وزيرا للدفاع بين عامي 1978 و،1984 وأصبح وليا للعهد رئيسا للوزراء في 8 فبراير/ شباط ،1987 وفي عام 2003 اعتذر عن منصب رئيس الوزراء وبقي وليا للعهد حتى وفاة الامير السابق الشيخ جابر الاحمد، فأصبح اميرا للكويت لمدة 14 يوما، الى ان نقلت صلاحياته الى مجلس الوزراء بسبب ظروفه الصحية اذ قرر مجلس الامة بالاجماع إعفاءه من منصبه. والشيخ سعد هو ابن امير الكويت السابق الشيخ عبد الله السالم (ابو الدستور) ومتزوج من ابنة عمه الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح، وله 6 أبناء منهم 5 بنات وولد واحد هو الشيخ فهد الذي يعمل مستشارا في ديوان ولي العهد.