يمثل رجال الميليشيات المسلحة المنتشرين على طول سواحل الصومال في البحر الأحمر والمحيط الهندي بقواربهم الصغيرة البخارية المسلحة بشكل جيد وبتقنيات غربية حديثة، كابوسا يوميا للسفن والبواخر المارة عبر هذه المنطقة التي لم يفلح وجود بعض قطع أسطول البحرية الأمريكية في إرهاب القراصنة الصغار والذين يطلق عيلهم تسمية (جن البحر) عن مواصلة البحث كل يوم عن غنيمة جديدة. وفى أحدث عملية من نوعها أعلن مسؤول كبير في البحرية الكينية أن إحدى سفينتي الشحن اللتين خطفهما قراصنة صوماليون أمس الأول في المياه الدولية لخليج عدن مسجلة في جبل طارق وتعود إلى شركة ألمانية. وقال أندرو موانغورا المسؤول في المكتب الكيني لبرنامج مساعدة البحارة -وهو منظمة مقرها في مومباسا شرقي كينيا- إن السفينة "ليمان تيمبر" التي خطفت الأربعاء ملك لشركة ألمانية. وتم الاستيلاء على هذه السفينة مع سفينة "أريان" التركية المسجلة في مالطا، ليرتفع بذلك عدد السفن التي تعرضت للقرصنة في هذه المنطقة هذا الأسبوع إلى ثلاث. وكان قراصنة صوماليون سيطروا الأحد في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن على سفينة شحن تابعة لشركة هولندية تحمل منصة نفطية مفككة. وقال موانغورا "تبين لنا أن السفينتين (الألمانية والتركية) خطفتا على أيدي القراصنة أنفسهم الذين انقسموا بعد ذلك إلى مجموعتين". وتكثر أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال وهي الأطول في أفريقيا (نحو 3000 كلم) حيث الممرات الإستراتيجية للملاحة الدولية. وسجلت أكثر من 20 عملية قرصنة العام الماضي وعشر عمليات على الأقل هذا العام. وأخلى قراصنة الأسبوع الماضي سبيل سفينة ترفع العلم الأردني وكانت تحمل شحنة سكر إلى العاصمة الصومالية مقديشو بعد دفع الفدية المطلوبة. الكابوس البحري بالنسبة للعالم فإن تزايد نشاط القراصنة وتصاعد وتيرة أعمالهم, بات يمثل كابوسا بحريا رهيبا، أما بالنسبة للقراصنة أنفسهم فإن الأمر لا يعدو سوى كونه وسيلة للرزق والحصول على عملة صعبة وقضاء وقت مثير ما بين المطاردات والاختباء. ويكشف مسؤولون صوماليون النقاب عن أن بعض القراصنة يرتبط بعلاقات مالية وأمنية مع بعض قادة الفصائل والعشائر وأمراء الحرب السابقين مقابل تقاسم الربح أو الحصول على جزء منه. وفى العام الماضي وكما اعترف مسؤول عشائري صومالي فإن إجمالى الفديات التي تم دفعها وصل إلى أكثر من 10 ملايين دولار أمريكي, بعضها مرئي ومباشر والآخر ذهب إلى وسطاء. ووصفت منظمة الأمم المتحدة عمليات القرصنة بالطاعون الذي يهدد بقطع الإمدادات الحيوية للمعونات عن مليون شخص, حيث يمثل نشاط القراصنة تصعيدا خطيرا في نمط الهجمات لأنها أصبحت تهدد ممرات التجارة الدولية.