استولى قراصنة على سفينة شحن من هونغ كونغ في خليج عدن قبالة سواحل اليمن. وأفادت "وكالة أنباء الصين الجديدة" الرسمية نقلا عن المركز الصيني للأبحاث والإغاثة البحرية إن السفينة "ديلايت" كانت تقل 36 ألف طن من القمح إلى ميناء بندر عباس الإيراني وعلى متنها طاقم من 25 شخصا حين هاجمها القراصنة. وكانت الولاياتالمتحدة أشارت إلى أنها تسعى للبحث عن حل لظاهرة القرصنة الدولية. وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأميركية: "نعمل مع أعضاء آخرين في مجلس الأمن الدولي للبحث عن حل داخل المجلس يسمح باتخاذ مزيد من الإجراءات، لكن هناك حدود لما يمكن القيام به في مثل هذه الحالات، وهناك بعض السفن الروسية والأوروبية وأخرى تابعة لحلف الأطلسي في المنطقة، مهمتها التأكد من وصول المساعدات الإنسانية إلى الصومال، كما كلف طاقمها أيضا ببعض المهام لمنع حوادث القرصنة". من جهته، شدد جيمس أباثوراي المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي على أن مهمة سفن الحلف الموجودة قبالة شواطئ الصومال تهدف إلى حماية السفن التي تنقل مساعدات برنامج الأغذية العالمي لحوالي ثلاثة ملايين صومال. وأضاف المتحدث تعليقا على اختطاف ناقلة النفط السعودية: "لم تكن سفننا قرب المكان الذي وقع فيه الهجوم، لأن ذلك حدث على بعد آلاف الأميال من المنطقة التي تقع فيها مثل هذه الحوادث عادة. إنه هجوم غير مسبوق من حيث مكان وقوعه ونوعية السفينة التي اختطفت." وقال إن الحلف ليس مخولا لإنقاذ أية سفن تتعرض للاختطاف: "لقد تدخلت سفننا عدة مرات في السابق، وعقب تعرضها للنيران، بعض الأحيان استخدمت القوة للتصدي لهجمات القراصنة. لذا كان بإمكانها في هذا الإطار القيام بشيء ما في حال وجودها في المنطقة ذاتها، إنه ليس بالأمر المستبعد. ولكن لا تفويض لدى طاقمها بالصعود إلى السفن التي تختطف من أجل إنقاذ طاقمها." يأتي ذلك فيما أعلن وزير القوات المسلحة البريطانية بوب أنيسورث أن البحرية البريطانية سلمت ثمانية قراصنة صوماليين إلى السلطات الكينية الثلاثاء. وأشار الوزير إلى أن هذه الخطوة تثبت ضرورة وجود السفن الحربية في المنطقة لمنع حدوث هجمات مستقبلية، وأضاف: "إذا استمرت القرصنة بالشكل الذي التي ساد خلال الأشهر الماضية ولفترة أطول من اللازم ودون أي متابعة، فسيصبح المسؤولون عنها أكثر جرأة ويشكلون تهديدا أكبر يوما بعد يوم. لذا شعرنا بضرورة تعزيز ردنا عليهم." على صعيد متصل، اعترف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايكل مولن بتنامي قدرات القراصنة قبالة سواحل الصومال, ووصف القرصنة بأنها مشكلة متفاقم'وكشف مولن عن خلافات بين الدول والحكومات حول طريقة التعامل مع هذا الملف, مشيرا إلى أن البعض يفضل دفع فدية للخاطفين. وجاءت تصريحات القائد العسكري في معرض تعليقه على اختطاف ناقلة نفط سعودية عملاقة على بعد 450 ميلا بحريا (835 كلم) جنوب شرق مدينة مومباسا الساحلية الكينية.من جانبه وصف بيل كورتني نائب قائد "القوات البحرية المشتركة" الوجود الأميركي في هذه المنطقة بأنه مقيد، معترفا بأن الحادث الأخير يظهر بوضوح قدرة القراصنة على تعديل أساليبهم وطرقهم في الهجوم. وقد أكد مسؤولون في الجيش الأميركي ووزارة الخارجية البريطانية أن قراصنة صوماليين احتجزوا الناقلة وعلى متنها طاقم مكون من 25 فردا,حيث اقتادوها بعد ذلك باتجاه ميناء إيل الصومالي, وذلك في أكبر عملية قرصنة من نوعها. في غضون ذلك نقلت رويترز عن منسق برنامج مساعدة ملاحي شرق أفريقيا أندرو موانغورا أن الناقلة السعودية التي تحمل نفطا بقيمة مائة مليون دولار شوهدت قرب سواحل شمال الصومال, في منطقة إيل وهي منطقة جبلية نائية. وأوضحت متحدثة باسم الأسطول الخامس الأميركي أن الناقلة "سريوس ستار" كانت ترفع علم ليبيريا, مشيرة إلى أن أفراد طاقمها من كرواتيا والفلبين وبولندا والسعودية، في حين أكد متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية وجود اثنين من المواطنين البريطانيين على متن الناقلة.وقالت المتحدثة الأميركية جين كامبل إن الجيش الأميركي- فضلا عن تسييره دوريات في المنطقة- حذر شركات الشحن البحري كي تتخذ "إجراءات استباقية" في المعركة ضد القراصنة، مضيفة أن المنطقة أكبر من أن يتم توفير حماية كاملة لها ضد القراصنة.من جهتها أعلنت شركة "فيلا إنترناشيونال" مالكة الناقلة أنها كانت تنقل حمولة كاملة من البترول تبلغ مليوني برميل. كما أعلنت الشركة ورود تقارير تفيد بسلامة كل أعضاء الطاقم. في نفس الوقت أعلنت مجموعة "أودفيل أس.إي" النرويجية للشحن البحري أنها ستغير مسار سفنها بعيدا عن خليج عدن إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب هجمات القراصنة. وقالت الشركة في بيان إنها "لن تعرض أطقم بحارتها لخطر التعرض للاختطاف والاحتجاز مقابل فدية، رغم أن هذا القرار سيؤدي إلى زيادة مدة الإبحار وتأخير تسليم الشحنات. يشار إلى أن نحو 12 سفينة على الأقل تحمل على متنها 250 فردا لا تزال محتجزة من قبل القراصنة، ومن بينها سفينة شحن أوكرانية تم اختطافها وهي تحمل 33 دبابة مدرعة. يذكر أن حوادث احتجاز السفن السابقة دفعت حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولاياتالمتحدة وفرنسا إلى تعزيز دورياتها لمراقبة السواحل الصومالية. نافذة خاصة بأخبار وتقارير الإرهاب والقرصنة البحرية .. انقر هنا ...