في خبر يحمل كل مضامين الاستفزاز ، أعلنت المؤسسة الاقتصادية اليمنية (الحكومية) بشرى سارة لغالبية الشعب المطحون والمنهكين من الارتفاعات السعرية ألا منتهية ، عن تخفيض سعر بيعها لمادة القمح بمقدار200 ريال للكيس، وذلك من 5700 ريال الى 5500 ريال للكيس الواحد عبوة 50 كليو جرام. وكالعادة في تصريحات المسئولين بإقحام رئيس الجمهورية في كل خطوة يفترض أنهم ملزمين بتنفيذها وظيفيا حتى ولو كانت بسيطة ، قال مدير عام المؤسسة الاقتصادية اليمنية علي الكحلاني في تصريح بثته وكالة الانباء اليمنية"ان هذه الخطوة تأتي استجابة لتوجيهات الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بخفض اسعار القمح نظرا لانخفاض اسعاره عالميا". الكحلاني اكد " ان المؤسسة تمتلك مخزون استرتيجي من السلع الأساسية، واستطاعت خلال الفترة الماضية تغطية السوق بكافة احتياجاته من تلك السلع وتوفيرها باسعار رمزية، الامر الذي ساهم –وفقا للكحلاني- في كسر الاحتكار وثبات الاسعار محليا والتخفيف من معاناة المواطنين جراء الارتفاع العالمي لاسعار القمح وغيره من السلع الاساسية ". من جانب آخر وفي أطار التحالف الحكومي والخاص –كالعادة (((لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين)))، يغادر الوزير "المتجول" خارج اليمن الدكتور يحيى المتوكل وزير الصناعة والتجارة اليوم السبت على رأس وفد من وزارته ورجال اعمال يمنيين الى استراليا لمناقشة اليات تعاون جديدة فى مجال استيراد القمح. وسيلتقى خلال الزيارة بوزير التجارة الاسترالى ورجال اعمال ومستثمرين استراليين لمناقشة اليات جديدة وفتح (افاق رحبة) وقنوات لزيادة التعاون التجارى فى العديد من المجالات خصوصا فى مجال استيراد القمح.ومن المتوقع ان يتمخض عن الزيارة توقيع اتفاقيات تجارية بين رجال الاعمال اليمنيين ونظرائهم الاستراليين لاستيراد القمح ، وللتذكير فان الزيارة تستغرق 4 ايام. وتاتي التصريحات الاخيرة للمسئولين الحكوميين في الوقت الذي وصل فيه سعر كيس القمح عبوة 50 كيلو جراماً إلى عشرة آلاف ريال في بعض الأرياف اليمنية، وكان وزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى المتوكل اكد مطلع مايو الماضي بأن وزارته تعمل على تخفيض أسعار القمح في الأسواق المحلية على ضوء متابعتها لتحركات الأسواق العالمية لأسعار القمح التي انخفضت عالمياً خلال الفترة القليلة الماضية. وأكد الوزير بأن اجتماع مع المستوردين في ذلك الحين ناقش الآلية المقترحة من وزارته لاستيعاب انخفاضات أسعار القمح عالمياً في السوق المحلية، وذلك عبر اعتماد متوسطات سعرية تضمن حصول المستهلك على السلعة بأسعار معقولة ومتوافقة مع الأسعار العالمية.. وأوضح المتوكل بأن الحكومة بدأت في اتخاذ إجراءات لتشجيع زراعة القمح محلياً عن طريق تقديم البذور المحسنة للمزارعين والمساعدة في توفير الحراثات وآلات الحصاد وشراء القمح المحلي من المزارعين بأسعار مشجعة، وهو الأمر الذي ساعد علي زيادة الإنتاج المحلي من 130 ألف طن في الموسم الماضي إلى 200 ألف طن خلال الموسم الجاري.. وكان التقرير المقدم من وزارة الصناعة والتجارة بخصوص انخفاض الأسعار العالمية للقمح (وعدم انخفاضها في الداخل )أشار إلى أن القمح الأميركي الأبيض انخفض خلال مايو الماضي من 544 دولاراً للطن إلى 503 دولارات، فيما انخفض القمح الأحمر من 479 دولاراً للطن إلى 457 دولار.. وأرجع التقرير انخفاض أسعار القمح عالمياً إلى تراجع المضاربة بأسعاره في السوق العالمية نتيجة ارتفاع مخزون الدول وانخفاض الطلب عليه بسبب التفاؤل بزيادة الإنتاج لهذا الموسم.. وأورد التقرير جملة من التوجهات للحكومة على رأسها التوسع في زراعة القمح والاستفادة من الفرص والبدائل المتاحة لتنويع مصادر التوريد..