عقدت القمة الثانية عشرة للهيئة الحكومة للتنمية "إيقاد" في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، أمس، بمشاركة رؤساء كل من السودان وجيبوتي والصومال وكينيا وأغندا، بالإضافة إلى الدولة المضيفة إثيوبيا، فيما تغيبت إريتريا عن القمة. وناقشت القمة النزاعات في شرق إفريقيا، وركزت أعمالها حول الأزمة الصومالية ودارفور والنزاع الحدودي بين إريتريا وجيبوتي، وعملية الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب قضايا التنمية في المنطقة. وافتتحت أعمال القمة بكلمة الرئيس الكيني مواي كيباكي، الذي أعلن تأييد الإيغاد لنتائج مفاوضات الحكومة الصومالية ومعارضيها، مؤكداً مساندة الإيغاد للاتفاق ودعا المنظمات الدولية والإقليمية إلى دعم الاتفاق لتنفيذه على أرض الواقع، وعبر عن ارتياحه لتبني الصوماليين لغة الحوار بدلا عن الاحتراب. وناشد كيباكي رئيس الدورة الحالية للإيغاد الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتنفيذ الاتفاقيات المتعلقة، داعياً إلى تقديم تنازلات والتعاون من اجل تحقيق السلام الدائم في السودان، وحث الحكومة السودانية على تقديم المزيد من التعاون لحل أزمة دارفور. وطالب جيبوتي وإريتريا بحل النزاع الحدودي عبر الوسائل السلمية، وحث على التحلي بضبط النفس وناشد المجتمع الدولي بمساعدة البلدين لحل الخلاف من خلال الحوار السلمي، وأعلن كيباكي أنتهاء الأزمة في كينيا وبدء مرحلة جديدة، وقال ماحدث كان قاسياً للكينيين ودول الإقليم نتيجة افرازات الانتخابات الأخيرة، مضيفا "اننا استفدنا من الدورس وسننظر إلى المستقبل ولا نلتفت إلى الوارء"، وتعهد بالمساهمة في تحقيق الامن والسلام في كينيا ودول الإقليم. ووجه رئيس الوزراء الإثيوبي مليس زيناوي في كلمته، نداء إلى المجتمع الدولي لتقديم الدعم لدول الإيغاد لتحقيق التنمية والاستقرار، محذراً من التهديدات التي تواجه دول الإقليم نتيجة الصراع والتقلبات المناخية والسياسية التي تفرز أوضاعاً اقتصادية وسياسية معقدة، وأكد وجود رغبة مشتركة لدول الإيغاد لمواجهة التحديات من خلال منظمة الإيغاد، التي تعتبر احد أهم المنظمات الإقليمية في إفريقيا، والتي ساهمت في حل النزاعات في الإقليم مثل مشكلة جنوب السودان والأزمة الصومالية. بدوره طالب ممثل الأمم المتحدة في الصومال أحمد ولد عبد الله بتقديم دعم قوي للحكومة الصومالية والمعارضة التي توصلت إلى اتفاق، واعتبر ما حدث انجازاً كبيراً، وقدم تقريراً مطولاً حول المفاوضات التي انتهت في جيبوتي. وأشاد بجهود الأمم المتحدة والمنظمات المختلفة لإنجاح الاتفاق، الذي يعتمد على التوافق بين مختلف المنظمات، وعبر عن ارتياحه للتعاون من الجانبين، مشيراً إلى أن وجود التنسيق بين الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي، كان له تأثير إيجابي في دعم وتوقيع اتفاق السلام في الصومال، وقال إن الدعم المطلق من دول الإيغاد سيعزز تنفيذ الاتفاق، وتوقع أن يوقع على الاتفاقية خلال الاسبوع القادم بحضور مسؤولين كبار من المنظمات الدولية والإقليمية وبعض رؤساء الدول. وجدد مفوض الشؤون الإنسانية في الاتحاد الاوروبي لويس ميشيل دعم الاتحاد للإيغاد، وقال إن الهيئة تساهم في حل النزاعات في المنطقة، والاتحاد يشجع جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف أن الشراكة في التنمية بين الاتحاد ومنظمة الإيغاد ستستمر لتحقيق التنمية في دول الايغاد. وكشف عن جهوده للتوسط بين إريتريا ومنظمة الإيغاد، وقال إنه سيجري اتصالات مع الرئيس الإريتري اسياس افورقي كي تسترد إريتريا عضويتها في المنظمة، حتى تنهض المنظمة بجهودها. وكانت إريتريا قد جمدت عضويتها في منظمة الإيغاد في العام الماضي، واتهمت المنظمة بالوقوع تحت التأثير الأمريكي، وقال لويس إنه سيزور، اليوم الأحد، أسمرا في مهمة وساطة هي الأولى من نوعها. ثم عقد رؤساء وفود دول "إيقاد" جلسات مغلقة، قدم خلالها الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي تقريرا لرؤساء الدول الأعضاء حول المواجهات التي حدثت مؤخرا في الحدود مع إريتريا. واستعرض جيلي آخر التطورات في العلاقة مع إريتريا والجهود الإقليمية والدولية لإيقاف الاعتداء الإريتري على بلاده، كما أطلع الرئيس السوداني في الجلسة المغلقة رؤساء الإيغاد على آخر المستجدات على الساحة السودانية والجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان وحل أزمة إقليم دارفور، كما تحدث الرئيس الصومالي حول نتائج المفاوضات بين الحكومته والمعارضة. ودان البيان الختامي لإيغاد الهجوم الإريتري على القوات الجيبوتية، داعياً إريتريا إلى ضبط النفس، وحل الخلافات عبر الحوار والقنوات الدبلوماسية. (الخليج)