أصدرت المحكمة الابتدائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة اليوم حكماً على الكاتب محمد محمد المقالح بالسجن مدة شهرين مع النفاذ وآخر ستة أشهر مع وقف التنفيذ وذلك بعد إدانته بإهانة القضاء. ووفقاً للحكم فإن المقالح يكون قد أنهى عقوبته يوم أمس قبل يوم واحد من صدور الحكم حين أكمل يومه الستين داخل السجن الاحتياطي بصنعاء. وجاء في منطوق الحكم أن المقالح أقر في محاضر التحقيق بالقول : " أن وكيل النيابة أورد عبارات ملتبسة تثير الضحك فضحكت القاعة وأنا واحد منهم وعندما استنكر القاضي ضحك القاعة كان ردي أن وكيل النيابة أثار بعض الكلمات فضحكنا ، وأن القاعة ضحكت تعليقاً على كلامي بعد الضحك الأول واستفسر القاضي فقلت له كيف أنه هناك نكتة ولا نضحك سكت وكيل النيابة " . كما أدان منطوق الحكم محمد المقالح بإهانة القضاء عندما تلفظ على القاضي محسن علوان بكلمات نائية وقال أن هذا المحكمة هزلية وأن القاضي علوان لا يصلح أن يجلس على الكرسي . وأوضح منطوق الحكم أن المدان المقالح أنكر التهم الموجهة إليه في الجلسات السابقة إلا أن المحكمة لا تعول على إنكاره إزاء ما أطمئنت إليه من أدلة الثبوت والتي يرتاح إليها ضميرها ووجدانها . وأكد منطوق الحكم أن المتهم أرتكب جريمتين تعزيريتين وهما إهانة موظف عام بالقول أثناء تأديته وظيفته وإهانة القضاء بإخلاله بمقام وهيبة قاضيين أثناء انعقاد الجلسة الأمر المعاقب عليه وفقاً لنص المادتين 172 و 185 عقوبات ، وحيث أن المطلع والمستمع لما ورد في حيثيات هذا الحكم ليجزم يقيناً أن المتهم يستحق من العقاب ما يزجره عن تكرار ذلك وما يردع غيره من التطاول على مقام وهيبة القضاء الذي يجب أن يكون له قدسية واحترام لدى الكافة . واوضح منطوق الحكم أن المحكمة وتقديراً منها لظروف المتهم ( المقالح ) الصحية والاجتماعية وجزمها أن الفترة التي قضاها المتهم بالحبس قد آتت ثمارها لتحقيق الهدف وأنه سيعود إلى المجتمع عضواً صالحاً وأن العقوبة ليست للانتقام عضواً والتشفي ولكن لإصلاح . وأضاف منطوق الحكم : " وعليه فإن المحكمة حكمت حضورياً بالآتي أولاً صحة ثبوت التهم المنسوبة إلى المتهم المقالح في قرار الاتهام وإدانته بما نسب إليه ، ثانياً يعاقب المدان محمد محمد المقالح بالحبس مدة شهرين مع النفاذ تبدأ من تاريخ القبض عليه وستة أشهر مع وقف التنفيذ " . إلا أن الخصمان وهما المقالح والنيابة العامة إستئنفا الحكم ورغم ذلك فقد أمرت النيابة بالإفراج الفوري عن المقالح بعد صدور الحكم وهو ما تم فعلاً . يذكر أن محمد المقالح أحتجز 8 أبريل 2008م وذلك لإخلاله بنظام جلسة المحاكمة التي يرأسها القاضي محسن محمد علوان الذي قال أن احتجاز المقالح تم على إثر استهتاره بوكيل النيابة أثناء تلاوته لمرافعته الختامية في قضية خلية صنعاء الإرهابية الثانية . واضاف : " ان المحكمة حذرت المقالح بعدم الاستهتار بالمحكمة إلا انه ومع استمرار تلاوة وكيل النيابة لمرافعته كرر المقالح استهتاره ضاحكاً بصوت مرتفع فطلبت منه المحكمة الخروج من قاعة المحكمة لاخلاله بنظام الجلسة مرتين وعند خروجه من القاعة وجه كلامه لرئيس المحكمة قائلاً بأن هذه المحكمة مهزلة فأمرنا بحجزه وبعد حجز القضية للحكم طلبت إحضاره إلى مكتبي لغرض إعفائه من موضوع الحبس والإفراج عنه بعد ان اعتذر زملاؤه الذين كانوا في القاعة إلا انه وجه كلامه لرئيس المحكمة قائلاً : باني لست طبيعياً وأنا مجنون ولا استحق الكرسي الذي أجلس عليه ولو كان في موقعي لقدم استقالته , وأثناء خروجه من المكتب قال لي ":لا اعترف بأنك قاض بل ضابط وفي الخارج سيكون لي معك كلام آخر " فامرنا بإحالته للنيابة للتحقيق وهي التي أمرت بإيداعه الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق وأكد القاضي علوان في تصريحات صحافية أن كل ذلك ثابت في أقوال الشهود في محاضر النيابة العامة , مشيرا إلى أنه متمسك بحقه طبقا للقانون.