تشهد العاصمة الجيبوتية جهودا لحل الخلافات القائمة بين قيادات تحالف إعادة تحرير الصومال، حيث وصل مسؤولون كبار من التحالف إلى جيبوتي، ورغم أن بعضهم أبدى تفاؤله في حل هذه الخلافات قبل العاشر من يوليو/تموز المقبل موعد التوقيع على اتفاقية جيبوتي للسلام بشكل رسمي في مكة المكرمة، إلا أن مراقبين يعتقدون أن تلك المساعي في مهب الرياح نظرا لعمق الخلافات بين الطرفين خاصة بعد اندلاع الأزمة الحدودية بين جيبوتي التي استضافت اتفاقية السلام وإريتريا التي تدعم المعارضين لها ويرون أن تلك الخلافات تهدد تنفيذ الاتفاقية المبرمة بينهما. وتفاقمت الخلافات في أوساط المحاكم الإسلامية خاصة بعد تشكيل تحالف إعادة تحرير الصومال في العاصمة الإريترية "أسمرا" في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأعلنت حركة الشباب مقاطعتها للمؤتمر وانفصالها عن المحاكم، وأوضحت أنها لا ترغب في التحالف مع علمانيين تقول إنهم اشتهروا بعدائهم للإسلاميين، إلا أن الشيخ شريف شيخ أحمد وغيره، رأوا أن الضرورة تفرض عليهم جمع القوى الوطنية لتحرير البلاد من الوجود الإثيوبي، وهي مهمة قالوا إن الإسلاميين لا يستطيعون النهوض بها وحدهم، إلا أن التحالف نفسه لم يسلم من انقسامات خاصة بعد أن ظهرت جهود الوساطة التي قامت بها الأمم المتحدة بين الحكومة الصومالية والمعارضة، فقد اقتنع شريف شيخ أحمد وشريف حسن شيخ آدم رئيسا اللجنتين التنفيذية والمركزية للتحالف بضرورة البحث عن حلول دبلوماسية تجبر إثيوبيا على سحب جنودها من الصومال، بعد أن أثبتت تجارب عامين من القتال أنه لا يمكن تحقيق نصر عسكري على القوات الإثيوبية، وبعد أن أصبح الشعب الصومالي ضحية للمعارك الجارية بين الحكومة الصومالية المدعومة بالقوات الإثيوبية والمعارضة، وتوصلوا في وقت سابق من الشهر الجاري مع الحكومة الصومالية إلى اتفاقية نصت على سحب القوات الإثيوبية في غضون أربعة أشهر بعد وصول قوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة إلى الصومال، إلا أن قيادات إسلامية في التحالف وعلى رأسها الشيخ حسن طاهر أويس رفضت الاتفاقية واعتبرتها مهينة وأكدت مواصلة القتال ضد المحتلين الإثيوبيين. وكان ظهور اتحاد المحاكم الإسلامية في الصومال عام 2005 أدى إلى نقلة نوعية، حيث تمكن الإسلاميون من إلحاق هزيمة بزعماء الحرب الذين لم تكن لديهم استراتيجية، واضحة لحل الأزمة الصومالية بل كانوا يحرصون دائما على مصالحهم الشخصية كما قاموا بنسف جهود السلام في الصومال وإبطال نتائج مؤتمرات المصالحة الوطنية ورغم أن المحاكم الإسلامية حققت انتصارات كبيرة في فترة وجيزة وبثت سيطرتها على معظم الأقاليم الصومالية، إلا أن تركيبتها كانت معقدة حيث كانت تضم تيارات إسلامية مختلفة كما كانت تتلقى الدعم من رجال أعمال وسياسيين لهم مصالح متباينة وسرعان ما ظهرت خلافات بين الإسلاميين حول التعامل مع العديد من القضايا، وكانت لحركة الشباب الإسلامية مواقف متشددة إزاء هذه الأمور في الوقت الذي كانت ترى فيه تيارات أخرى في المحاكم إلى التريث وعدم الانشغال بالأمور الهامشية. (الخليج)