وكالات - شنت امس حركة حماس (المنبثقة عن الإخوان المسلمين ) حرباً ضروس –ليس على العدو الصهيوني – بل على عائلة «فتحاوية» ، فقد حاصرت مليشيات حماس وكتائب القسام حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي تقطنه عائلة حلس، ثالث أكبر العائلات في المدينة، وخاضت معركة حامية بالرشاشات والهاونات مع مسلحي الأسرة؛ وغالبيتهم من نشطاء حركة فتح، أسفرت عن مقتل 8 اشخاص؛ اثنان منهم من الحمساويين وإصابة اكثر من 80 اخرين من المواطنين في حي الشجاعية المكتظ بالسكان داخل غزة. وبينما قتل 4 في المعارك التي دارت طوال اليوم أفادت أنباء باصابة احمد حلس، عضو المجلس الثوري لفتح، وأمين سرها بغزة بجروح متوسطة، وقتل 4 آخرين من افراد العائلة كانوا يرافقونه في طريقهم الى معبر «ناحل عوز»، إلى الشرق من غزة بعد سيطرة شرطة حماس على منطقة عائلة حلس. ونقلت وكالة أنباء «سما» عن مصادر فلسطينية، وصفتها بالمطلعة، أن اتصالات تجري مع القاهرة والصليب الأحمر الدولي للسماح لمن تبقى من أفراد العائلة بالانتقال إلى رام الله. وحسب الاذاعة الاسرائيلية، فانه جرى نقل حلس وعدد من مقربيه إلى مستشفى «سوركا» في بئر السبع لتلقي العلاج. وأكد حلس اصابته، بينما قالت العائلة التي توعدت حماس بالقصاص «إنها تركت بيوتها وخرجت للعراء للحفاظ على حياة الأطفال والنساء والشيوخ في حي الشجاعية». وأعلنت شرطة حماس تمكنها من فرض سيطرتها بشكل كامل، ونجاح ما سمته العملية الأمنية واعتقال من أسمتهم «المنفلتين». تهديد بإعدامات واكد النائب عن حركة حماس مشير المصري ليلة الجمعة – السبت ان حركته ستتعامل بشدة مع من اسماهم «الخونة والمجرمين والقتلة»، وقال ان «عهد العفو والشفقة قد ولى». وقال في كلمة له خلال مهرجان تأبيني في غزة «لقد ولى عهد العفو والشفقة في التعامل مع القتلة والمجرمين والخونة والعملاء، وكل من يريد شق هذا الوطن فان طريقة التعامل معه ستكون واضحة». واضاف «سترون عما قريب احكام الاعدام تطبق وفق العدالة ضد القتلة والعملاء، ومن صدرت بحقهم احكام بذلك فسينفذ الحكم بهم باذن الله بالقانون». السلطة تطالب بتدخل عربي عاجل إلى ذلك طالبت القوى والفصائل الفلسطينية في غزة الحكومة حماس المقالة بوقف عملياتها في القطاع وضد حي الشجاعية. دعا رياض المالكي، وزير الإعلام والخارجية في حكومة فياض إلى تدخل عربي عاجل لوقف "تصعيد" الحكومة المقالة. ووصف السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو ما يحدث في القطاع بأنه "عمل جنوني ورد دموي على مبادرة الحوار". وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل المجدلاوي شرطة الحكومة المقالة بوقف حملتها الأمنية في "الشجاعية". وقال "إن استمرار هذه الحملة سيفجر شلال دماء لا يمكن إيقافه خلال أسابيع أو أشهر". وأعرب الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عن أمله في أن تتوقف هذه الاشتباكات المؤسفة، متمنياً أن يتم "التوصل في أسرع وقت إلى حل يريح الجميع". لم تسلم الإذاعات الصحف من جهة اخرى قامت وزارة الداخلية في (حكومة حماس المقالة )في غزة أمس بإغلاق إذاعة صوت الشعب التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حتى إشعار آخر. وأوضحت الوزارة المقالة أن قرار إغلاق الإذاعة جاء بسبب دورها في بث ما وصفته ب«الأكاذيب والشائعات وإثارة الفتن بين أبناء شعبنا الفلسطيني». وفي بيان صادر عنها، اكدت الوزارة المقالة «أن إذاعة صوت الشعب خرجت عن المسؤولية الوطنية والمهنية والموضوعية مستغلة حرية الرأي والتعبير التي كفلها القانون». يذكر أن حركة حماس وحكومتها تتهم قوى اليسار الفلسطيني باتخاذ موقف غير محايد من الصراع بينها وحركة فتح، وقيامها بغض الطرف على ممارسات اجهزة حكومة سلام فياض الأمنية في رام الله، وتركيزها على ممارسات حكومة اسماعيل هنية. وسبق لحماس أن أغلقت الاسبوع الماضي مقر وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» ومنعت دخول الصحف الرئيسية الثلاث «القدس، الحياة الجديدة، الأيام»، الى قطاع غزة.