أبلغ نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل، الرئيس اللبناني ميشال سليمان، عندما التقاه أمس إن سياسة بلاده تجاه لبنان لم تتغير، فيما استأثر التحرك العسكري السوري على الحدود مع لبنان أمس بالحركة السياسية التي يقوم بها في بيروت، موفدون أميركيون غداة إعلان تشكيل لجنة عسكرية مشتركة أميركية - لبنانية وتوقيع ثلاثة اتفاقات بقيمة 63 مليون دولار لتزويد الجيش اللبناني بأسلحة أميركية الصنع. وشهدت بيروت سلسلة اجتماعات بين وزير الدفاع اللبناني الياس المر، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وضباطا كباراً في الجيش عن الجانب اللبناني من جهة، ومساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي ماري - بث لونغ، ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل، والسفيرة الأميركية لدى بيروت ميشيل سيسون، وضباط مكتب التعاون الدفاعي الأميركي في لبنان عن الجانب الأميركي. وكان من أبرز حصيلة هذه اللقاءات تشكيل لجنة عسكرية لبنانية - أميركية مشتركة لتنظيم العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة ولبنان في إطار رسمي. وحددت مهمة هذه اللجنة «تأمين فرصة سنوية» للبلدين من أجل تعهد تحقيق أهداف في مجال التعاون العسكري للسنة المقبلة ومراجعة المساعدات التي تم التزامها خلال السنة الماضية. وناقش المشاركون في اللجنة المساعدات العسكرية الحالية والمستقبلية التي ستقدم إلى لبنان «إضافة إلى دعم القوات المسلحة الأميركية وتقويم الجيش اللبناني لخياراته بالنسبة إلى الطوافات المتوافرة لديه». وأعلن عن توقيع ثلاثة اتفاقات بقيمة 63 مليون دولار هبات للجيش من أجل «تأمين اتصالات آمنة وذخيرة وأسلحة لوحدات المشاة». وذكرت (البيان الاماراتية) في عددها الصادر اليوم الاربعاء أن الاتفاق ينص على أن تتولى وزارة الدفاع الأميركية مهمة تدريب الجيش اللبناني وتجهيزه وفق برنامج تدريبي تقني - عسكري يستمر خمس سنوات، ولحظ الاتفاق حسم منح الجيش اللبناني مروحيات من طراز «كوبرا» موجودة راهناً في الأردن، على أن يتوجه وفد عسكري لبناني إلى عمان للاطلاع على وضع هذه المروحيات وخصائصها ومميزاتها ووجهات استعمالها، ويحدد في ضوء هذه الزيارة برامج تدريب الطيارين اللبنانيين على هذا النوع من المروحيات. وبعد اجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، قال نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد هيل: «التعاون المشترك في ما بيننا (...) يشكل وجها جديدا من التعاون على المدى البعيد، ويتناول نوعاً من الشراكة العسكرية المرتكزة على مواجهة التحديات المشتركة لإزالة الإرهاب الذي يهز الاستقرار في لبنان ولتطبيق القرار 1701». وأضاف أن «سياسة الولايات المتحدة تجاه لبنان لم تتغير، فالولايات المتحدة تدعم لبنان المستقل والسيد والحر بعيدا عن أي تدخل خارجي، كذلك ندعم بقوة التطبيق الكامل لقراري مجلس الأمن 1701 و1559، وأننا أيضا نشجع التقدم الحاصل على صعيد التطبيق الكامل لاتفاق الدوحة بما في ذلك الحوار الوطني والمصالحة والتحضيرات القائمة لإجراء الانتخابات النيابية السنة المقبلة». وأكد سليمان «أن حاجة الجيش اللبناني إلى المزيد من الأسلحة المتطورة هي لمواجهة الإرهاب وحماية السلم الأهلي والاستقرار في البلاد». واثر اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، جدد هيل دعم الولايات المتحدة للبنان، وللحوار بين اللبنانيين ولتطبيق القرارات الدولية. وتفاعلت قضية الحشود العسكرية السورية على الحدود اللبنانية. ونفى مستشار رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة، عارف العبد أن يكون الأخير قد أبلغ الإدارة الأميركية أن سوريا تخطط لغزو لبنان أو للقيام بعمل إرهابي ضخم في لبنان، أو لاغتيال إحدى الشخصيات اللبنانية، من أجل خلق ذريعة لاجتياح شمال لبنان. وقال:«لا علم لنا بهذا الموضوع ولا أساس له من الصحة». وطالب وزير السياحة ايلي ماروني المجتمع الدولي بمراقبة التحركات السورية على الحدود، مؤكداً أنه «اذا دخل السوريون مجدداً إلى لبنان سنقاوم». وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أنه لا يرى «أي شيء ملفت وخارج عن المألوف في الحشود السورية».