يسعى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في سياق مبادرة، الى اجراء مفاوضات سلام مع العالم العربي، على أساس المبادرة العربية للسلام، بدلاً من مفاوضات منفردة تجريها إسرائيل مع الفلسطينيين وسورية وتلقى دعما لمسعاه من جانب رئيسة الحكومة المكلفة تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك. ونقلت صحيفة «معاريف»، امس، عن بيريس، قوله خلال لقائه الزعيم الروحي لحزب «شاس» الحاخام عوفاديا يوسف، الجمعة، إن «من الخطأ إجراء مفاوضات منفردة مع السوريين ومفاوضات مع الفلسطينيين، وعلى إسرائيل التوقف عن إجراء مفاوضات منفردة والذهاب إلى اتفاق سلام إقليمي مع الدول العربية والجامعة العربية». وبرر موقفه الجديد، بأن «في المفاوضات المنفردة تدفع إسرائيل الكثير وتحصل على القليل، بينما في مفاوضات مع العالم العربي كله سيكون بالإمكان الحصول على ضمانات والتوصل إلى صفقة شاملة». واستطرد أنه «يجب أن نمد يدنا إلى كل الدول العربية على أساس مبادرة السلام العربية وعدم إهدار طاقة ووقت في مسارات منفردة». وتابعت الصحيفة إن بيريس يعمل منذ مدة طويلة لتسويق فكرة «سلام إقليمي»، فيما انتقد في شدة المسارات المنفردة خلال محادثات مغلقة. وانتقد خصوصا مسار المفاوضات مع سورية، معتبرا أن إسرائيل دفعت حتى الآن ثمنا دوليا للرئيس بشار الأسد ولم تحصل على شيء في المقابل. وأشارت «معاريف» إلى أن الرئيس الإسرائيلي توجه بصورة مباشرة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز خلال خطاب ألقاه في افتتاح دورة الهيئة العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، وادعى أن الدولة العبرية تمد يدها للسلام وتريد البحث في مبادرة السلام العربية. ونقلت الصحيفة عن بيريس تشديده في محادثات مغلقة، على أنه ينبغي القول «نعم» للمبادرة العربية. وحسب «معاريف»، فإن أفكار بيريس لا تسقط على فراغ سياسي، إذ قال باراك في نهاية الأسبوع الماضي إن على إسرائيل بلورة خطة سلام شامل وعرضها على العالم العربي. كذلك، فإن ليفني تتحدث في محادثات مغلقة بلهجة إيجابية حول احتمال الذهاب إلى عملية سلام شامل مع العالم العربي، وقالت في اجتماع مغلق بعد فوزها برئاسة حزب «كاديما»، الشهر الماضي، إنها أيدت مبادرة السلام العربية بعد نشر تفاصيلها الأولية في مقال كتبه الصحافي الأميركي توماس فريدمان في صحيفة «نيويورك تايمز» وكانت ما زالت تدعى في حينه مبادرة السلام السعودية. لكن ليفني تعارض في شدة بنودا أساسية في مبادرة السلام العربية بينها البند الذي يتحدث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين والبند الذي يتحدث عن جدول زمني لمحادثات سلام. وتابعت «معاريف» إن «سلاماً إقليمياً» هو «الشيء المقبل» على ما يبدو في حال بدء «عهد ليفني» في رئاسة الوزراء والخطوات التي يقوم بها بيريس ستلقى دعما من ليفني. وأضافت أن رئيس مكتب بيريس السابق، افي غيل، هو الذي يقف وراء تجنيد بيريس لهذه المهمة، وأن غيل يعمل في السنوات الأخيرة مع الملياردير اليهودي الأميركي دانيال أبرامز، الذي اوضحت الصحيفة أنه يستثمر أموالا وطاقات من أجل دفع السلام في الشرق الأوسط. من ناحيته، اعلن باراك إنه ينبغي إجراء مفاوضات متعددة القنوات مع العالم العربي ووفقا لمبادرة السلام السعودية وإبقاء مسار فلسطيني منفرد. يشار إلى أن باراك قال «مبادرة السلام السعودية» وليس «مبادرة السلام العربية»، بسبب رفضه تعديلات على المبادرة السعودية، خصوصا في ما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. وتابع إن «ثمة مكاناً لتحالف إسرائيلي مع المبادرة السعودية»، واعتبر ان «لدينا مصالح مشتركة مع العرب المعتدلين في ما يتعلق بإيران وحزب الله وحماس». وفي موضوع آخر، قال باراك إن من الجائز أن تقدما طرأ على المفاوضات بين إسرائيل و«حماس»، وبوساطة مصر، حول صفقة تبادل أسرى تستعيد من خلالها إسرائيل جنديها الأسير في قطاع غزة جلعاد شاليت. لكنه أضاف أن «في حال حدوث ذلك سنضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة جدا في ما يتعلق بقائمة القتلة الذين سنضطر لإطلاقهم» في إشارة إلى قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب «حماس» بإطلاقهم مقابل شاليت. وتابع أن «ظهور (والد شاليت) نوعام شاليت في وسائل الإعلام مهمة للغاية وتحرك عمليات بعيدة عن الأعين». وفي الاطار نفسه، اغلقت اسرائيل امس، معبر كرم سالم لنقل البضائع بين اراضيها وجنوب قطاع غزة، اثر تظاهرة قام بها اسرائيليون يطالبون بالافراج عن شاليت. وصرح باراك بان «التظاهرات من اجل شاليت قد ترفع سقف المساومة حول ثمن الافراج عنه». وردا على سؤال الاذاعة العامة، قال نوعام شاليت، والد الاسير، «منذ سنتين ونصف السنة توافرت فرص عدة للافراج عن جلعاد (...) ان الوقت يداهمنا وشعب اسرائيل لا يريد ان تتكرر مأساة رون اراد». واكد الناطق باسم «حماس» سامي ابو زهري، «ان ملف شاليت مرتبط بقضية تبادل الاسرى، وما لم يلتزم الاحتلال الافراج عن اسرانا الذين نطالب بهم فلن يفرج عن شاليت مهما كانت الظروف». وقال: «على عائلة شاليت ان تعلم جيدا ان حكومة الاحتلال هي المسؤولة عن تعثر ابرام الصفقة بسبب المزايدات السياسية بين اطراف هذه الحكومة». وتابع: «نحن في حماس معنيون بانهاء هذه القضية، ولكن ليس باي ثمن، وما لم يلتزم الاحتلال الثمن الذي نطلبه فلن يفرج عن شاليت». من جهة أخرى، رفض باراك تصريحات بأن التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة المنشآت النووية الايرانية «فارغة من أي مضمون»، وقال: «نحن نعتقد فعلا أن هذا وقت الديبلوماسية والعقوبات على إيران لكننا لا نزيل أي خيار عن الطاولة وباراك أوباما (المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية) يفهم جيدا موقف إسرائيل واعتباراتها». واعترف باراك، رئيس حزب العمل، بأن شعبيته المتدنية والتي تبرز في استطلاعات الرأي، لا تسمح له بقيادة إسرائيل. وقال: «إني أعي وضعي وأعترف بالذنب، فأنا لا أحظى بالدعم المطلوب لكي أتولى رئاسة الوزراء». وقالت مصادر أمنية مصرية، امس، إن أجهزة الأمن أحبطت مساء السبت محاولة تهريب آلاف الليترات من الوقود، عبر أنفاق التهريب إلى قطاع غزة من الجانب الحدودي المصري. وأوضح مسؤول مصري ان السلطات ضبطت ثلاثة أنفاق في رفح في منطقة القمبيز، كما تم ضبط مئات الغالونات المعبأة بالبنزين والسولار على فتحة نفق، فيما ضبطت كميات من الملابس والأدوات الكهربائية بالنفقين الآخرين. وأكد انه لم يتم ضبط أي من المهربين. وقال مصدر أمني آخر، رفض ذكر اسمه، إن مصر ضبطت خلال الشهر الماضي وحده نحو 14 نفقا على الأقل كان بالقرب منها كميات كبيرة من السلع المصرية والأجهزة الكهربائية المصرية، خصوصا غسالات وتلفزيونات. وقالت مصادر طبية فلسطينية، امس، ان شابا توفي اثر تعرضه لصعقة كهربائية بينما كان يعمل في نفق يربط رفح الفلسطينية بالاراضي المصرية. واضافت المصادر ان سيارات الاسعاف الفلسطينية نقلت جثة محمد الحسنات (18 عاما) الى مستشفى قريب في رفح. وبوفاة هذا الشاب يصل عدد الفلسطينيين الذين ذهبوا ضحية العمل في الانفاق التي تربط القطاع بمصر الى نحو 50 قتيلا خلال العامين الاخيرين. الراي الكويتية