رام الله، القدس، غزة – "الأيام"، وكالات: ينطلق 477 أسيرة وأسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية إلى الحرية صباح اليوم مع بدء تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس والتي تشمل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت. ومن اصل الأسرى ال477 الذين سيتم الإفراج عنهم، سيسمح ل131 فقط بالعودة إلى منازلهم في الضفة الغربية، على أن تُفرض قيود على حركة نصفهم. وفي المقابل، سيتم ترحيل مجموعة مؤلفة من 203 فلسطينيين من الضفة الغربية، 145 منهم إلى قطاع غزة و40 الى الخارج. وسيرغم 18 على الإقامة في غزة لثلاث سنوات. ومساء امس، رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا، الالتماسات المقدمة ضد إطلاق سراح 477 سجيناً فلسطينياً مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت المقرر اليوم الثلاثاء، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية. ورفضت المحكمة العليا 4 التماسات تقدمت بها خصوصاً جمعية ضحايا الإرهاب، رافعة بذلك إحدى آخر العقبات أمام تبادل الأسرى. وبررت المحكمة العليا قرارها بالتأكيد ان قرار تبادل أسرى يعود للحكومة وحدها، بحسب ما ذكرت الإذاعة العسكرية. وقال القضاة، ان "الحكومة وحدها مسؤولة عن امن الدولة والجنود والمواطنين". وكانت المحكمة العليا رفضت في الماضي وفي حالات مماثلة لتبادل الأسرى الالتماسات التي قدمت للأسباب نفسها. وقدمت 4 التماسات ضد إطلاق سراح فلسطينيين إلى المحكمة العليا خصوصاً من جمعية عائلات ضحايا اعتداءات ضد الإسرائيليين. ومن بين المعارضين للصفقة منظمة الماغور وهي مجموعة دعم لعائلات الضحايا والعديد من عائلات الأشخاص الذين قتلوا في هجمات مختلفة. وفي جلسة الاستماع تحدث العديد من الأهالي وهم يبكون عن ضرورة إلغاء الصفقة ورأى رئيس منظمة الماغور مئير اندور ان "(حماس) لم تختطف جلعاد فحسب بل عائلته وكل المجتمع الإسرائيلي" بينما كان نوعام شاليت والد الجندي يجلس صامتاً في المحكمة. ومن الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم نائل البرغوثي المسجون منذ العام 1978، وأول امرأة في الجناح العسكري لحركة حماس أحلام التميمي التي حكم عليها ب16 عقوبة مؤبدة لتنفيذها عملية في مطعم بالقدس الغربية أسفرت عن مقتل 15 إسرائيلياً في التاسع من آب 2001. وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "يديعوت احرونوت"، أمس، أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين (79 بالمئة) توافق على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس مقابل 14% تعارضها. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، امس، بتبادل الأسرى واصفاً إياه بأنه "ايجابي للسلام". وتابع امين عام الاممالمتحدة، "ان الحل يكمن في تمكن الفلسطينيين والإسرائيليين من العيش جنباً الى جنب بسلام". وسيسمح ل6 من عرب اسرائيل بالعودة الى عائلاتهم فيما يسمح ل25 اسيرة بالعودة الى منازلهن في غزةوالضفة الغربيةوالقدس. اما الأسيرتان المتبقيتان وهما احلام التميمي وآمنة منى، فستنقلان الى الاردنوغزة حسبما اعلنت وزارة العدل. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان ادارة السجون باشرت، امس، بجمع معظم المعتقلين الفلسطينيين في سجن "كتسيعوت" (جنوب اسرائيل). ونقلت الاسيرات صباح الاحد، الى سجن "هشارون" شمال تل ابيب لإجراء فحوص طبية والتحقق من هوياتهن. وبحسب الاذاعة، فإن جلعاد شاليت (25 عاماً) الذي يحمل ايضاً الجنسية الفرنسية سينقل بعد تسلمه من قطاع غزة حيث هو محتجز منذ حزيران 2006، الى مصر قبل اعادته الى اسرائيل في مروحية. وستحط المروحية التي تنقل جلعاد شاليت في قاعدة تل نوف التابعة لسلاح الجو في جنوب اسرائيل حيث يكون في استقباله والداه نوعام وافيفا ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ورئيس اركان الجيش الاسرائيل الجنرال بيني غانتس. ولن يسمح للصحافيين بالدخول الى القاعدة. وبعد ذلك سينقل شاليت الى منزله في بلدة ميتسبي حلا في الجليل الأعلى (شمال). وأعلنت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الثلاثاء يوم عطلة رسمية كما واتفقت مع الفصائل الفلسطينية على تنظيم احتفالات رسمية وشعبية للاسرى المنوي الافراج عنهم في قطاع غزة ضمن صفقة التبادل مع اسرائيل ويجري التحضير لاحتفالات شعبية لاستقبال الاسرى في مدن الضفة الغربية. واعلنت وزارة الداخلية التابعة لحماس في بيان منع اطلاق النار في القطاع اليوم للتعبير عن الفرح بخروج الاسرى واتمام الصفقة. وقال البيان، ان "وزارة الداخلية لن تسمح لأحد بمخالفة القانون او انتهاكه تحت أي ظرف من الظروف وستقوم بملاحقة كل من تسول له نفسه بالتنغيص على ابناء شعبنا وأهالي الأسرى فرحتهم". وسيتم إطلاق سراح المجموعة الثانية المؤلفة من 550 معتقلاً في غضون شهرين. ولم تعلن اسرائيل، التي ستحدد المجموعة الثانية، اسماء الاسرى المتوقع الافراج عنهم في الدفعة الثانية. مشعل يترأس وفداً لاستقبال الأسرى في مصر واكد مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ان وفداً رفيع المستوى برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل سيقوم باستقبال الأسرى الفلسطينيين. وقال عضو المكتب السياسي في الحركة عزت الرشق في تصريح لوكالة "فرانس برس"، ان "قيادة الحركة قررت إرسال وفد رفيع المستوى برئاسة مشعل ليكون على رأس المستقبلين للأسرى في مصر". ويضم الوفد نائب رئيس المكتب السياسي للحركة موسى ابو مرزوق بالإضافة الى نزار عوض الله ومحمد نصر وصالح العاروري وعزت الرشق، بحسب المسؤول الفلسطيني. وحول ترتيبات عملية التبادل، اوضح الرشق للوكالة ان "تسليم شاليت سيتم غداً وسط اجراءات لن يعلن عنها مسبقاً الا انها ستضمن التبادلية والتزامنية مع تسلم الاسرى الفلسطينيين". الا ان الرشق اشار الى ان "شاليت سيحتفظ به حتى يتم الاطمئنان على استلام الاسرى الفلسطينيين من قبل الجانب المصري بالتعاون والتنسيق مع جهاز الاستخبارات المصرية". وحول الاسرى ال40 الذين سيتم إبعادهم الى الخارج، كشف الرشق ان "(حماس) تقوم بمتابعة ترتيب أوضاعهم ومكان استقرارهم من خلال التنسيق مع عدد من الدول العربية والاسلامية". واكد ان "عدداً من الدول أبدت رغبتها باستضافة هؤلاء الاسرى منهم سورية وقطر وتركيا". واعتبر الرشق "ان عنوان الأسرى من العناوين المهمة التي تجمع وتوحد الشعب الفلسطيني ولذلك جرت اتصالات مع (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس لتأكيد هذا العنوان وليكون الاحتفال في القطاع والضفة احتفالاً وطنياً". واضاف الرشق، انه اتصل برئيس المجلس التشريعي عزيز الدويك شخصياً "من اجل بذل الجهود مع عباس والفصائل الفلسطينية الأخرى لتشكيل لجنة عليا في الضفة تعنى بموضوع استقبال الأسرى وتمثيل فعاليات كل الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية". ونقل الرشق تأكيد الدويك بتشكيل "لجنة تشمل جميع الكتل البرلمانية لاستقبال الاسرى وان برنامج الاحتفال سيكون موحداً". استعدادات في الجانب المصري وصرحت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى ان وفداً رفيعاً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصل الى القاهرة، قادماً من جنيف ومن المقرر ان يتوجه الوفد صباح اليوم الى معبر رفح البري لاستلام الجندي الاسرائيلي الاسير. واضافت المصادر، ان الامن القومي المصري تلقى إخطارا بموعد وصول لجنة الصليب الاحمر الدولية القادمة من جنيف لاستلام شاليت من الجانب الفلسطيني ومن المقرر ان تُجري فحوصاً طبية اولية على شاليت فور وصوله الجانب المصري استعداداً لنقله الى القاهرة بشكل مبدئي ومنها الى اسرائيل على طيران "العال" او بطائرة خاصة من سيناء الى اسرائيل وفقاً لترتيبات الامن القومي المصري، وتابعت المصادر الامنية ان شاليت لن يمكث بمنطقة الحدود المصرية اكثر من ساعة وسط اجراءات امنية مشددة. وتعيش المنطقة الحدودية المصرية اجواء من الترقب الشديد فيما تجمع العشرات من المراسلين والإعلاميين والصحافيين والمصورين ومراسلي وكالات الأنباء بفنادق مدينة العريش.