ما أصاب أهلنا في حضرموت والمهرة أصابنا جميعاً، فقد أدت الأمطار التي سقطت على شرقي اليمن نهاية الاسبوع الماضي وعلى نحو غير معهود من حيث غزارتها وسيولها الجارفة، الى خسائر فادحة بشرية ومادية وبيئية، بدا حجم الكارثة كبيراً ومازالت تكشف عن فداحتها «قدر الله ماشاء فعل».. وإزاء ماجرى تداعت اليمن سريعاً لإغاثة وانقاذ ابنائها، فمنذ «اللحظة الاولى كان الرئيس علي عبدالله صالح في المكلا مواسياً ويقود عمليات الإغاثة والإنقاذ، وتداعى الجسد اليمني بقواته المسلحة واجهزته الحكومية وغير الحكومية، افراداً ومجتمعات محلية صوب جزء من جسده، انقاذاً وإغاثة وإيواء وتضامناً، وشروعاً في اعادة تأهيل الطرق والخدمات الاساسية. الشعوب الحية حين تواجه التحدي تعرف كيف تصرف طاقاتها، وشعبنا اليمني أثبت دائماً حيويته الحضارية امام التحديات الكبيرة التي واجهته، ومنها الكوارث الطبيعية، ستنهي فرق الإغاثة والإيواء أعمالها في مناطق حضرموت والمهرة، لتبدأ اعمال إعادة التأهيل والإعمار من قبل الدولة فالسيول غمرت وأغرقت وجرفت ودمرت، أزهقت ارواحاً وهدمت بيوتاً وشردت اسراً وجرفت مزارع، ودمرت منشآت وخربت طرقاً ومرافق كهرباء ومياه واتصالات.. جسامة الكارثة لاتزال تتكشف حتى اليوم عن وقائع جديدة أليمة. ولابد ان نتعلم اكثر مما أصابنا من كوارث طبيعية لماقد يأتي منها- لاقدر الله- فقبل عشرين سنة حدثت كارثة الزلزال التي أصابت مناطق من محافظة ذمار وكان تداعي سائر الجسد اليمني مشهوداً ازاء ذلك المصاب، وكان لنمط البناء في بعض القرى ان زاد من حجم الخسائر البشرية والمادية، الأمر الذي تنبهت له الدولة عند إعادة الإعمار، حيث شكلت جهازاً خاصاً بذلك والذي عرف بالمجلس الأعلى لإعادة الإعمار، وكان أن اختار مناطق ومواد البناء وتصميماً هندسياً راعى مقاومة الزلازل، اعتقد ان ماحدث جراء الأمطار والسيول في حضرموت والمهرة - لابد ان يؤخذ في الاعتبار عند اعادة التأهيل والإعمار وكل مايقلل من مخاطر الأمطار والسيول.. وفي المشهد ايضاً ان قرى كثيرة في احضان الجبال والاودية في اليمن مهددة بمثل ماحدث لقرية الظفير، والمطلوب بإلحاح تكوين جهاز متخصص مهمته دراسة ومسح مثل هذه المهددات ومعالجة مايمكن معالجته، والإهتمام بتطوير ادارة أزمات الكوارث المحتملة وغير المحتملة.. جنب الله اليمن وكل البشرية كل مكروه.