لانحتاج الى دليل يؤكد حقيقة أن الكيان الصهيوني يتناقض مع كل العرب، ومع ذلك فشل النظام العربي الرسمي في التعامل مع هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني الإحلالي كقوة واحدة. النظام العربي الرسمي في تدحرج مستمر الى الخلف منذ مايزيد عن ثلاثة عقود، نكسة67م لم تهزم الإرادة العربية، وظللنا ننتظر تحقيق بناء القوة العربية للتحرير والتنمية والسلام ، فاذا بنا لم نجد غير تبديد عناصر قوتنا بإرادتنا. وحدهم المقاومون يعبرون عن ارادة الأمة ويدافعون عن حقوقها المغتصبة، نحن الآن في وضع سقطت فيه الأدوار الاقليمية من حسابات السياسات العربية. تداعت إرادة السياسة العربية الى مزيد من الانكماش والتلاشي، وحضر الانقسام العربي عجزاً واستكانة وفراغاً من دور اقليمي فاعل ومؤثر في التعامل مع القضايا العربية، هذا هو الواقع العربي اليوم، قوى غير عربية تملأ الفراغ العربي.. في قضية العرب المركزية الصراع العربي- الصهيوني اسقطت معظم الدول العربية من حساباتها مبدأ المقاومة، والسلام الذي تستجديه لن يأتي، فالدولة العبرية ترفضه الا بشروطها، الاحتلال الاسرائيلي مستمر وعدوانه مستمر وحصاره مستمر ومجازره تزداد فظاعة، فيما العجز العربي مستمر الى الحضيض، الشعب الفلسطيني في غزة محاصر منذ يونيو 2007م فماذا كان من وراء قرار وزراء خارجية الدول العربية في كسر الحصار؟ لاشيء غير الكلام، فهل بوسع النظام العربي الرسمي اليوم وغزة تواجه حرب إبادة على يد مجرمي الحرب الصهاينة المحتلين ان يضع حداً للعدوان الصهيوني؟!.. يمتلك العرب مقومات القوة التي تجعل لتحركاتهم ان تكون فاعلة ومؤثرة في الانتصار لقضاياهم، لكنها في ظل الانقسام العربي «سيف بيد عجوز» ومع ذلك، الا يكفي، بعد كل هذا الفشل تجاه العدو الصهيوني، ان يعيد نظامنا العربي النظر في مجمل تجربته واستراتيجيته ازاء الكيان الصهيوني والتعامل معه كقوة واحدة؟ نتمنى ان نفعل.. غير ان العجز العربي الرسمي خصوصاً سيظل الى حين هو الذي يشجع استمرار الاحتلال والعدوان المستمر والمجازر المستمرة، وطالما كانت هناك مقاومة وإرادة مقاومة فلن تصفي قضيتنا العربية مهما طال العجز العربي الرسمي وتمادى الاحتلال في عدوانه وجرائمه.