أحداث العدوان الاسرائيلي الهمجي على ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بمجازره البشعة وبماترتب عن هذا العدوان من أوضاع انسانية مأساوية شملت كل مناحي الحياة في ظل حصار جائر جعل من هذا العدوان حرب إبادة تجاوزت فيه وحشيتها كل المبادئ والقيم التي جاءت بها الديانات السماوية والأعراف البشرية والمواثيق الدولية. وفي هذه الظروف العصيبة والمرحلة الدقيقة التي يمر بها ابناء غزة والشعب الفلسطيني عامة يتطلب الأمر موقفاً عربياً موحداً فاعلاً وحاسماً يرقى الى مستوى الحدث ينتقل فيه القادة العرب من حالة الشجب والإستنكار والتنديد التي لطالما تعودنا عليها في عالمنا العربي الى خطوات عملية متسارعة تؤكد ان ابناء غزة ليسوا وحدهم سواءً جاء الموقف العربي المطلوب عبر عقد قمة عربية لامجال فيها للتباين والاختلاف وانقسام المواقف العربية.. أو كما يرى اليمن عبر تحركات عربية موحدة باتجاهات ثلاثة الأول انهاء العدوان الاسرائيلي الذي يستهدف الأبرياء العزل من الأطفال والنساء والشيوخ والثاني يتمثل في انهاء الحصار الاسرائيلي الجائر المفروض على غزة وأهلها منذ اكثر من ستة أشهر وفي ظل صمت عربي ودولي مريب ومخز .. فلا يجوز ان تشن هذه الحرب الارهابية وعلى تلك الصورة الاجرامية.. أما الأمر الثالث والأهم فهو وحدة الصف الفلسطيني وبمايعزز من الوحدة الوطنية التي تعيد التئام اللحمة ويتمكن الفلسطينيون من خلالها من مواجهة هذا العدوان.. فهذا الإنقسام الفلسطيني فتح امام اسرائيل المجال للقيام بإرتكاب مجازرها وهي عملت وستعمل على تكريسه.. لمايفرزه من تأثيرات لاضعاف الموقف العربي والاسلامي ومن ثم تخاذل الموقف الدولي وهو مايشجع اسرائيل لارتكاب جرائمها بهذه العنجهية والغطرسة.. وهذا كله يجعل من تحقيق مصالحة وطنية فلسطينية عاملاً محورياً يكفل مجابهة العدوان بقوة على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد العربي والدولي وفيه تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني. ومن المهم هنا التأكيد على ان رؤية اليمن لأي لقاء عربي تجاه العدوان الاسرائيلي لاينبغي فيه تكريس الانقسام في المواقف بل ينبغي ان يصب الجهد العربي نحو ايقاف العدوان وضمان عدم تكراره ورأب الصدع بين اصحاب القضية الواحدة وليصب لمصلحة الشعب الفلسطيني ليتمكن من مواجهة العدوان ووقفه عن غزة وانهاء الحصار. ان اسرائيل ما كان لها ان تمارس حرب إبادة على غزة بتلك العنجهية لولا العجز والصمت العربي والتواطؤ الدولي الذي لم يكتفِ اليمن بمطالبة العرب على الخروج مماهم فيه الى وقفة موحدة ومشرفة الى جانب الشعب الفلسطيني، بل وطالب المجتمع الدولي ايضاً القيام بمسؤولياته لوقف هذه المجازر التي يرتكبها جيش الكيان الصهيوني في غزة.. مؤكداً -اليمن- في هذا السياق على ضرورة ان يضطلع مجلس الأمن بدور اكثر فعالية وحيادية وعدالة باتخاذ قرارات توقف هذه الحرب المستمرة على شعب أعزل يرزح تحت وطأة احتلال عنصري مدجج بأحدث آلات الحرب والدمار وتجبر اسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتصلة بالصراع العربي- الاسرائيلي والتي يتم التعامل معها بمعايير مزدوجة ومختلة. وكذا يؤكد اليمن على أهمية وضرورة ان تضطلع الولاياتالمتحدةالامريكية بدور اكثر ايجابية وتوازناً لانهاء هذا الصراع في المنطقة، والضغط على اسرائيل لوقف مجازرها في غزة، فالولاياتالمتحدة هي القادرة وحدها ربما على ممارسة ذلك واجبار جيش الاحتلال الاسرائيلي على وقف عدوانه على الشعب الفلسطيني.. وبدون ذلك فإن دولة الكيان الصهيوني لن تتوقف عن عدوانها على الشعب الفلسطيني والذي بلغ ذروته في الحرب المتواصلة على غزة دون رادع مقترفة مجازر قل نظيرها في تاريخ اي احتلال. ويبقى الموقف العربي هو حجر الزاوية اذا ما تحرك موحداً في وقف الحرب الغاشمة على غزة من خلال ممارسة ضغط حقيقي على القوى الدولية المؤثرة على الوضع في الشرق الأوسط لتكون الخطوة الأولى انهاء الحصار ولكن هذا التحرك العربي سيظل مرهوناً في جانب كبير منه بإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الذي في كل الاحوال لايعفي العرب والمسلمين والانسانية من مسؤولياتهم الاخلاقية والانسانية ازاء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل في قطاغ غزة المحاصرة على مرأى ومسمع من العالم كله.