بعد أيام من حديث عن نشاطات عسكرية لجماعات القاعدة في مأرب وشبوه والحوثيين في الجوف وسط اليمن زار الرئيس علي عبد الله صالح المنطقة الوسطى اليوم والتقى بكبار المسئولين والمشائخ والشخصيات الاجتماعية في المحافظات الثلاث. وكانت الأيام الماضية شهدت تحركات واسعة لعناصر تنظيم القاعدة في محافظات مأرب وشبوة ولعناصر حوثية في الجوف حيث نصب الحوثيون نقاط تقطع في طرق متفرقة بمحافظة الجوف خلال الأيام الماضية. وقالت مصادر للوطن ان رموز قبلية في محافظة الجوف رفعت رسالة إلى الجهات العليا في الدولة تطلب فيها تدخل قوات الجيش في إزالة نقاط امنية نصبها عناصر متمردة تردد شعارات الحوثيين. وأضافت المصادر ان عدد من قبائل الجوف المحت الى استعدادها مواجهة الحوثيين في الجوف في حال وفرت لهم الدولة الإمكانيات المماثلة للخصوم حد وصفهم . وتتواجد في محافظة الجوف مجاميع كبيرة من أنصار قادة التمرد الحوثيين الذين أشعلوا خمسة حروب مع الدولة في محافظة صعده المحاددة للجوف وامتدت في عام 2008 إلى محافظات عمران وصنعاء. وفي مأرب تلقت أجهزة الأمن تقارير من عناصر قبلية متعاونة تفيد بتحركات مكثفة لأعضاء في تنظيم القاعدة بينهم مطلوبين أمنيين في ضل حماية من قبائل في مأرب . وقالت مصادر ان جهات عليا في الدولة تدرس مقترح بإنشاء وحدة أمنية متخصصة في ملاحقة الإرهابيين في مأرب وشبوة يتم فيها إشراك عناصر قبلية من المحافظتين. ورجحت المصادر أن تكون قوات الحرس الجمهوري والوحدات الأمنية التابعة له هي التي سيتم تشكيل الوحدة منها . رئيس الجمهورية دعا أبناء محافظات مأرب والجوف وشبوة إلى التعاون مع الدولة في مواجهة الإرهاب. وقال الرئيس خلال الزيارة ان الدولة بجيشها الكبير لاتستطيع القضاء على الإرهاب مالم يكن هناك تعاون صادق من كل أبناء المحافظات، وخاطب الرئيس قيادات ومشائخ المحافظات الثلاث بقوله انه من المفترض أن تكون هذه المحافظات مزدحمة بالسواح، ولكن الإرهاب أحد الآفات الذي أضر بالاقتصاد الوطني وعطل التنمية ، وقتل الأبرياء الأسبان والبلجيكيين وغيرهم ". وانتقد رئيس الجمهورية عدم تعاون ابناء هذه المحافظات مع اجهزة الامن في ملاحقة الارهابيين وقال (انتم ترون الإرهابيين أمام أعينكم وهو يتواجدون في القرى، ولا تقولوا بأن هذا منكر فهذا لا يقتل، وإنما يقتل المواطن والتنمية" هذا وانا متأكد أنه لاشيخ ولا شخصية منكم سواء سياسية أو دينية ترضى بهذا الإرهاب، ولكن أقول لكم لا جدوى من المجاملة، . وأكد رئيس الجمهورية ان مصالح الشعب اليمني في هذا المثلث (مارب – الجوف – شبوة) حيث الشعب لا يمكن أن ينام أو يهدأ له بال أذا ستمر الإرهاب والتخريب والعنف، حسب حديثه. وحث الرئيس أبناء المحافظات الثلاث على التحرك واليقظة..وقال" تحركوا والجيش والأمن معكم والشرفاء من أبناء هذه المحافظات، فالتخريب تسبب في تدمير صعده، والآن نعيد بنائها، وألان انتقل الشر إلى الجوف، وعلى أبناء الجوف التنبه لذلك". وأضاف" جمعتكم اليوم يا أبناء محافظات الجوف وشبوة ومأرب لأقول لكم جميعا انتم يا أبناء مثلث الخير والعطاء والرجال الأوفياء حاربوا الإرهاب، ولا تجاملوا ". وعلى خلفية قتل عدد من الجنود على يد عناصر قبلية في وادي عبيدة اثر خلاف مع السلطة المحلية بسبب رفض القبائل مرور أبراج كهربائية في أراضيهم تسائل الرئيس لماذا هذا؟ فالجنود يحافظون على الأمن، ويساعدون في نصب أعمدة الطاقة الكهربائية التي سيستفيد منها أبناء مأرب والجوف وشبوه وحضرموت وصنعاء وأبين وعدن وكل الوطن باعتبار ذلك مصلحة للشعب دون استثناء. وأضاف" هذه مصالح ألامه، فهل هناك من يريد أن يعيدنا إلى مربع رقم واحد أيام الجهل والفقر والانغلاق، فاليمن اليوم توحد وأصبح تعداده اثنين وعشرين مليون نسمة، ليمثل بذلك نموذجا في العالم العربي والإسلامي".