نفى اليمن رسميا صحة الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام والتي أشارت إلى وجود حوار سري بين الحكومة اليمنية وما يسمى بعناصر الحراك الجنوبي بتأييد أمريكي. وقال مصدر يمني مسئول ان ما أوردتها بعض وسائل الإعلام ومنها صحيفة الخليج الإماراتية مجرد تسريبات ولا أساس لها من الصحة ، وأوضح "أن الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كان قد دعا وفي أكثر من مناسبة كافة أطياف العمل السياسي في الساحة الوطنية ومن دون استثناء إلى الحوار في داخل اليمن حول مجمل القضايا التي تهم الوطن‘ في إطار المؤسسات الدستورية وتحت مظلة دستور الجمهورية اليمنية. وكانت صحيفية الخليج الإماراتية نسب في وقت سابق يوم الثلاثاء لمصادر في واشنطن القول أن إدارة الرئيس باراك أوباما تؤيد وساطة مصرية - خليجية تجري سراً بين الحكومة اليمنية و"الحراك الجنوبي" ومن وصفتهم بدعاة انفصال جنوب اليمن، مشيرة الى مخاوف أمريكية من تحول البلاد إلى صومال جديدة، في ظل انشغال الإدارة الحالية في الإعداد لما وصفته ب"نقلة متميزة" على صعيد التسوية. وقالت إن القاهرة ودول خليجية باشرت مساعي للوساطة من خلال مفاوضات سرية ستجرى خلال أيام في العاصمة المصرية بإدارة فريق من الخارجية المصرية. ونقلت عن ذات المصادر في واشنطن تأييد إدارة أوباما للوساطة المصرية - الخليجية على أساس أنها في غنى عن بوادر عدم استقرار بالمنطقة في الوقت الحالي لا سيما وهي تستعد لتحقيق تحرك على صعيد عملية السلام، ناهيك عن قلق دوائر أمريكية من اشتعال الموقف في اليمن بشكل أخطر بكثير مما حدث عام ،1994 . وقالت المصادر إن واشنطن لا تريد "صومال جديدة"، وحرب عصابات قد تصل الى حرب أهلية. بينما تستمر في مراقبة الوضع هناك مع تأييد جهود الوساطة العربية لحل المشكلة بأسرع وقت ممكن. وقالت إنها علمت أن محادثة الرئيس اوباما هاتفياً مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قبل يومين ناقشت مسألة الوساطة التي تتبناها القاهرة وعاصمتان خليجيتان وان القاهرة ستستضيف محادثات مصالحة خلال أيام، تناقش فيها مقترحات عدة من بينها التفاوض على صيغة فيدرالية مع بقاء وحدة اليمن، كما أن هناك أفكاراً أخرى مثل تعيين رئيس وزراء من جنوب اليمن يتمتع بصلاحيات تنفيذية واسعة، وأخرى تتحدث عن تقليص السلطات الرئاسية. وتوقعت المصادر أن تبدأ المفاوضات التي أحيطت بالسرية خلال أيام، إذ بدأ توافد قيادات المعارضة بالجنوب بالفعل الى العاصمة المصرية انتظاراً لاجتماعهم بوجود مسؤول من الخارجية المصرية. وأن من بين القيادات التي وصلت الى مصر عبدالرحمن الجفري ومحسن بن فريد وعلي ناصر محمد ومحمد علي أحمد (محافظ أبين السابق المقيم بأوروبا) وحيدر العطاس رئيس الوزراء الأسبق. كما رفعت أسماء عن قوائم الممنوعين من دخول مصر وبينهم عبدالله الأصنج وزير الخارجية اليمني الأسبق. وكان أحمد صالح المثنى رئيس التجمع الديمقراطي الجنوبي فرع الولايات المتحدة قاد تظاهر أمام مقر وزارة الخارجية وسلّم عريضة موجهة الى هيلاري كلينتون، وقال ل"الخليج" ان هناك قيادة جنوبية شكلت بقيادة علي سالم البيض. وعلى الرغم من إصراره على "أن الوحدة في نظرنا قد فشلت" على حد قوله، إلا أن أية مصالحة على قاعدة الاتفاق مع قيادة الجنوب برئاسة البيض سنؤيدها.