دعا الرئيس علي عبدالله صالح الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني وكل الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية في السلطة والمعارضة إلى الاصطفاف الوطني لمواجهة كل التحديات والعمل على تعزيز روابط الإخاء والوحدة والتلاحم الوطني كون الوطن ملك للجميع وبحاجة إلى جهود كل أبنائه. كما دعا في خطاب سياسي عشية احتفال اليمن بالعيد الوطني التاسع عشر للوحدة كافة أطياف العمل السياسي ومنظمات المجتمع المدني في الساحة الوطنية إلى الحوار الوطني المسؤول باعتباره الوسيلة المثلى لمعالجة كافة القضايا التي تهم الوطن. وقال :" مهما كانت التباينات في الرؤى فإنها مقبولة طالما كانت في الإطار السلمي.. وتحت سقف الالتزام بالثوابت الوطنية بعيدا عن اللجوء إلى العنف والتخريب". وتناول الرئيس صالح الأهمية الاستراتيجية للوحدة اليمنية قائلا:" إن الوحدة انجازٌ تاريخي عملاق وثمرة عظيمةً لنضالات شعبنا وتضحيات شهدائه الأبرار.. وهي التجسيد الحقيقي لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية وتطلعات جماهير شعبنا اليمني"، مؤكدا أنه ببزوغ فجر الوحدة اليمنية في ال22 من مايو1990 اقترن ميلاد اليمن الجديد". وطمئن الرئيس الجميع بأن لا خوف ولا قلق على الوطن وسلامته, وان الوحدة راسخة رسوخ الجبال وهي وجدت لتبقى؛ لأنها محمية بإرادة الله وكل الشرفاء المخلصين من أبناء الوطن.. وبدعم من أشقائه وأصدقائه. واضاف "ستبقى الوحدة اليمنية الشمعة المضيئة التي لن تنطفي ونبراس الأمل لأبناء شعبنا وأمتنا العربية" ،مؤكدا بان "أصحاب المشاريع الصغيرة لن ينالوا من الوطن وسوف يفشلون كما فشلوا في الماضي". وتابع ان مشروعنا الوحدوي هو الحرية والديمقراطية والأمن والأمان والإستقرار والتنمية والتقدم والازدهار لكل أبناء الوطن؛ وهو أسمى واكبر من كل المشاريع الصغيرة والضيقة التي تلهث وراء مصالحها الذاتية والنزعات الأنانية وممارسة الفساد والإفساد. وتطرق الرئيس على عبدالله صالح الى ملامح الاصلاحات المرتقبة وفي مقدمتها إجراء التعديلات الدستورية لتطوير النظام السياسي والإنتخابي.. والانتقال إلى نظام الحكم المحلي الواسع الصلاحيات, بالإضافة إلى التسريع بجهود البناء والتنمية.. وإيجاد مواردَ جديدة غير النفطية, وفي مقدمتها السياحة والأسماك والصناعة والزارعة والمعادن, وتشجيع المستثمرين للتوجه نحو إقامة المشاريع الإنتاجية التي تحد من البطالة وتخدم أهداف التنمية. وفيما أشار إلى النظام السياسي القائم على الديمقراطية التعددية, واكد ان الديمقراطية ستظل وسيلت البناء.. متعهدا بأن لا تراجع عنها مهما كانت السلبيات الناتجة عن الفهم الخاطئ من قبل البعض للديمقراطية, حاثا الجميع على ممارسة الديمقراطية بمسؤولية وبحيث لا تكون باباً مخلوعاً لإثارة الفتن ونشر السموم في المجتمع والإضرار بأمن الوطن ووحدته. كما دعا الرئيس الصحافة الرسمية والحزبية والأهلية إلى أداء دورها الوطني في ظل مناخات الحرية والديمقراطية, من أجل خلق وعي سليم.. ونشر ثقافة المحبة والإخاء والتعاون في المجتمع.