استنفرت عدد من الأقطار العربية عقب أعلان منظمة الصحة العالمية يوم الخميس أن أنفلونزا الخنازير وباء عالمي ، فيما رصدت اول إصابة في الضفة الغربية بفلسطين، ووصول عدد المصابين في مصر إلى 11 ، ووضعت لجنة من الخبراء العرب مشروع خطة عربية لمكافحة أنفلونزا الخنازير وتم إرسالها إلى الدول العربية لإبداء ملاحظاتها عليها خلال عشرة أيام تمهيدا لإقرارها. منظمة الصحة العالمية من جانبها أبلغت الدول الأعضاء برفع حالة التأهب إلى الدرجة السادسة. يأتي ذلك بعد أن اختتم خبراء من منظمة الصحة العالمية اجتماعا طارئا يوم الخميس في جنيف بحثوا فيه انتشار المرض في أنحاء العالم ورفعوا توصية بإعلان حالة الوباء وذلك للمرة الأولى منذ نحو 41 عاما. وجاء ذلك بعد انتشار حالات الإصابة بالمرض في 74 دولة بالأمريكتين وأوروبا وأستراليا وآسيا والشرق الأوسط. ويعني تصنيف الوباء أن انتقال الفيروس بين البشر أصبح منتشرا في إقليمين على الأقل من العالم. ويقول المحللون: إن تصنيف مرض إتش1 إن1 على أنه أصبح وباء لن يفيد كثيرا في الحد من مدى انتشاره، كما أنه لا يعد دليلا على أن الفيروس أصبح أكثر فتكا, لكن هذه الخطوة قد تعجل بإنتاج لقاحات وتدفع بعض الدول إلى فرض قيود على حركة السفر. وكان مسؤولون في منظمة الصحة العالمية قد تحدثوا مع وزراء الصحة في البلدان التي سجل فيها ظهور حالات حادة من انفلونزا الخنازير بهدف تجميع دلائل "غير قابلة للجدل" بشأن مدى انتشار المرض. ووصل عدد الاصابات بانفلونزا الخنازير الى 27737 اصابة في 74 بلدا وتسبب هذا المرض بوفاة 141 شخصا، بحسب اخر حصيلة اصدرتها منظمة الصحة امس الاربعاء، لافتة بصورة خاصة الى انتشار كبير للمرض في تشيلي. من جهة ثانية قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن طفلا فلسطينيا أُصيب بفيروس انفلونزا (اتش1ان1) وهي أول حالة مؤكدة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال أسعد الرملاوي المسؤول بوزارة الصحة إن الضحية هو طفل في الرابعة من العمر من بيت لحم عاد مؤخرا من زيارة عائلية الى الولايات المتحدة. وكان الرملاوي قال في وقت سابق ان الحالة لفتاة لكنه قال إن معلوماته الأولية لم تكن صحيحة. وقال ان هذه هي أول حالة إصابة فلسطينية مؤكدة بالانفلونزا وان الصبي وضع في الحجر الصحي في بيته ووصف الحالة بأنها معتدلة وأن والدي الطفل حصلا على كل المعلومات اللازمة كي لا يصابا بالانفلونزا. واكدت اسرائيل التي تتاخم الضفة الغربية وقطاع غزة وجود عدة حالات اصابة بفيروس انفلونزا (اتش1ان1). فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية الخميس إصابة جديدة بفيروس ( إتش 1 إن 1 ) المعروف بإنفلونزا الخنازير، ليرتفع عدد حالات الإصابة في مصر إلى 11 حالة. وقال الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم الوزارة أن الحالة الجديدة هى زوجة المهندس الذي يعمل بإحدى شركات البترول بالمعادى، والذي أعلن عن إصابته الأربعاء. وأوضح أن المريضة كولومبية الجنسية، وتبلغ من العمر 34 عاما، كانت قادمة مع زوجها المصاب من الولايات المتحدة الأميركية 7 يونيو/حزيران 2009، وتعالج الآن بمستشفى صدر العباسية وحالتها مستقرة. وأضاف شاهين انه تم فحص جميع المخالطين لمهندس البترول وعددهم 20 شخصا، وجاءت النتائج المعملية سلبية من الإصابة بفيروس (إتش 1 إن 1 ). وأشار إلى انه تم فحص 5 حالات مشتبه فى إصابتها بالمرض كانوا قادمين من الكويت والإمارات والتشيك وسلوفاكيا والدانمارك في منافذ الحجر الصحي على مستوى الجمهورية، وجاءت نتائجهم جميعها سلبية. وبالنسبة لحالات الاشتباه للمصريين المقيمين داخل مصر، إشار شاهين إلى انه تم فحص 152 حالة اشتباه بمرض أنفلونزا الخنازير من محافظات القاهرة والبحر الأحمر وجنوب سيناء والدقهلية ودمياط والجيزة والشرقية والمنوفية وقنا وجاءت النتائج المعملية سلبية لجميع الحالات. وكان عدد الحالات التي تأكد إصابتها بفيروس إتش 1 إن 1 في مصر قد وصل إلى عشر حالات، هم 7 طلاب أجانب يدرسون الجامعة الأميركية بالقاهرة، ومصريان قادمان من الولايات المتحدة، اضافة الى طفلة مصرية أميركية الجنسية كانت قادمة ايضا من أميركا واكتشف عند عودتها الى مطار القاهرة اصابتها بالمرض وشفيت منه تماما بعد علاجها بالتاميفلو، ولم تحدث اية حالات وفاة بالمرض فى مصر. مشروع خطة عربية باتجاه متصل وضعت لجنة من الخبراء العرب مشروع خطة عربية لمكافحة أنفلونزا الخنازير وتم إرسالها إلى الدول العربية لإبداء ملاحظاتها عليها خلال عشرة أيام تمهيدا لإقرارها. وقالت ليلى نجم مديرة إدارة الصحة والإغاثة الإنسانية بجامعة الدول العربية في تصريح للصحافيين يوم الخميس بعد اختتام الاجتماع إن الأمانة العامة للجامعة العربية سوف تتلقى ملاحظات الدول العربية على الخطة كما ستقوم بدور المنسق في تنفيذها. ومن جانبه اوضح الدكتور بسام حجاوي مدير مكافحة الأوبئة بالمملكة الأردنية الهاشمية إن مشروع الخطة يؤكد على ضرورة تبادل المعلومات بخصوص هذه الجائحة وأن يكون هناك ضباط اتصالات وارتباط لتولي مهمة تبادل المعلومات والتعاون بحيث إذا حدثت جائحة تقوم كل الدول العربية بتبادل المعلومات والمساعدة. وأضاف أنه تم الاتفاق على معالجة موضوع السفر بين الدول العربية مشيرا إلى ان منظمة الصحة العالمية تحرم منع السفر بين الدول ولكن إذا رفعت درجة الإنذار للمستوى السادس فسيكون هناك تغيير في أنماط السفر ولكنه تم الاتفاق على أنه لا يوجد منع للسفر وسيتم الاعتماد على الكشف عن المرض من خلال المسح الحراري والرصد المبكر لاكتشاف الحالات المبكرة. من جانبه اكد الشيخ الدكتور محمد بن حمد آل ثاني مديرالصحة العامة بدولة قطر ورئيس الاجتماع إنه تم الاتفاق على أن تعد كل دولة خطة لحجاجها ومعتمريها بعد الاسترشاد بالخطة السعودية بحيث عندما يأتي موسم العمرة في رمضان وبعده موسم الحج يكون هناك خطة واضحة للتعامل مع هذا الموضوع. وأضاف أن الخبراء أكدوا أن المرض يعتبر بسيطا وخفيفا والحالات التي حدثت في مصر وغيرها من الدول العربية كانت مستوردة مما يدل على أن المريض ليس سريع انتشار في الدول العربية وانهاغير موبوءة. وأشار إلى أن الخبراء حرصوا على أن تتضمن الخطة أنه في حال انتشار المرض في أحدي الدول العربية فسيكون هناك تعاون في حال حدوث عجز في الفحص المخبري وكذلك في حال حدوث نقص في عقار التامفلو.