اثارت الخلافات على الاستيطان في الضفة الغربية خلافا دبلوماسيا بين اسرائيل والولايات المتحدة بعد الغاء لقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والمبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل. وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية الاربعاء ان واشنطن الغت اللقاء المقرر الخميس في باريس تعبيرا عن استيائها. غير ان اعضاء في وفد رئيس الوزراء الاسرائيلي افادوا في تصريحات نقلتها الاذاعات الاسرائيلية ان نتانياهو هو الذي بادر الى الغاء اللقاء. وكان عضو في الوفد الاسرائيلي المرافق لنتانياهو في زيارته الى ايطاليا صرح الثلاثاء لوكالة فرانس برس انه تم الغاء اللقاء بين نتانياهو وميتشل على ان يعقد لقاء الاثنين في واشنطن بين وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك والموفد الخاص الاميركي. وصرح للصحافيين "ينبغي التاكد اولا ان عملا مهنيا تم بشان عدد من النقاط. وبعد القيام بذلك يلتقي ميتشل ونتانياهو". في جميع الاحوال، تبدو الخلافات في هذا الملف اكثر وضوحا بين الحليفين. واعتبر الباحث الاسرائيلي يوسي الفر ان "الغاء اللقاء رسالة واضحة وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الاسرائيليين والاميركيين معا". واشار المدير السابق لمعهد الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل ابيب الى انه "اتضح ان الادارة لن تلين بعد اليوم حيال الاستيطان وان لم يمتثل بنيامين نتانياهو فانه سيصبح شخصا غير مرغوب به في واشنطن". واضاف "انه مثال تقليدي للضغط السياسي. فاستعداد الولايات المتحدة لمحادثة ايهود باراك يمنحه المزيد من الثقل ويظهر انها لا تقاطع اسرائيل بل رئيس وزرائها". غير ان دوري غولد المستشار الدبلوماسي لدى رئيس الوزراء قلل من اهمية الخلافات. وصرح غولد عبر اذاعة الجيش "منذ 1967، كانت كل الحكومات الاسرائيلية على خلاف مع واشنطن حول المستوطنات بطريقة او باخرى. لكن يمكننا تجنب الازمة عبر التوصل كما حصل في الماضي الى اتفاقات ضمنية". واكد نتانياهو الذي يقوم بجولة في ايطاليا وفرنسا اقتناعه بامكانية "التوصل الى ترتيبات" مع واشنطن. ونقلت الصحيفة الواسعة الانتشار عن مسؤول حكومي كبير لم تكشف اسمه ان البيت الابيض ابلغ اسرائيل صراحة انه ليس هناك ما يدعو الى عقد هذا اللقاء طالما ان اسرائيل لم تبدل موقفها بشأن الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وكان اوباما دعا في الخطاب الذي وجهه الى العالم الاسلامي من القاهرة في الرابع من حزيران/يونيو الى تجميد تام لاعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية. غير ان اسرائيل تعارض ذلك وهي مصرة على عدم وقف "النمو الطبيعي" للمستوطنات القائمة الذي ينبغي على حد اعتبارها ان يستجيب لنموها الديموغرافي. وفي 9 حزيران/يونيو التقى نتانياهو بميتشل في القدس قبل ان يعلن للمرة الاولى قبوله بمبدأ دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل فارضا عليها شروطا تعجيزية. واصر الثلاثاء في روما على مواقفه من الاستيطان مصرحا انه لن يسمح "بانشاء مستوطنات جديدة، ولا مصادرة الاراضي، لكن على الحياة ان تستمر". وانتقل نحو نصف مليون اسرائيلي للاقامة في الضفة الغربية منذ احتلالها في حزيران/يونيو 1967 بينهم حوالى 200 الف في القدس الشرقية المحتلة. الفرنسية